شيخ الأزهر: المتكبرون أمثال الذَّرِّ في صور الرجال يتجرعون الذل والهوان
تحدث اليوم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في برنامجه اليومي، الذي يذاع طوال شهر رمضان المبارك، على الفضائية المصرية، عن عاقبة المتكبرين ووعيد الله لهم.
وأوضح شيخ الأزهر، أن الكبر هو الوجه المضاد لقيمة التواضع، وهو نوعان، كبر على الله تعالى، وذلك مثل استكبار إبليس حين رفض الامتثال لأمر الله بالسجود لآدم عليه السلام، وهو أشد أنواع الكبر؛ لأن المتكبر يستنكف أن يكون عبدا لله تعالى.
ولذلك ارتبطت به آيات الوعيد، قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»، وكبر على العباد، وذلك بأن يستعظم العبد نفسه، وينظر لغيره نظرة ازدراء واحتقار وترفع، وهو أقل إثما وجرما من النوع الأول، إلا أنه يبقى كبيرة من الكبائر التي توعد الله أصحابها بالنار، لأن المتكبرين ينازعون الله في صفة من صفاته، فهو سبحانه: "الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ".
وأضاف، أن الكبر صفة تفرَّد الله تعالى بها، وكل ما عداه سبحانه حقيرٌ وضئيلٌ وقليلٌ بالنسبة له، فإذا شذ عبد عن عبوديته وتكبر فإنه حينئذ كأنه يريد أن يكون شريكًا لله، ولذا توعَّده الله بالعذاب الأليم، يَقُولُ جلَّ وعلا في الحديث القدسي: "الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ"، فهو سبحانه الجبار المتكبر، وهذه المنازعة قد تسبب العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.
فعن ابْنَ عُمَرَ، رضي الله عنه -قال: قال النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"؛ أي هو يغوص فيها، والعياذ بالله، وكذلك يُحشر المتكبرون يوم القيامة في حجم الذر، يقول صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ، يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، يُسَاقُونَ إِلَى سِجْنِ جَهَنَّمَ، يُقَالُ لَهُ بُولَسُ، تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ: طِينَةِ الْخَبَالِ".
ودعا شيخ الأزهر، كل مسلم إلى أن يحفظ هذا الحديث لأن هذا الحديث سوف يرده إلى حقيقته وإلى طبيعته كعبدٍ من عباد الله تعالى.