اللبان «الدكر» لا يفسد «الصيام»!
انفجرت في الفترة الماضية «ماسورة الفتاوى»، وأصبح بإمكان كل شخص، عالمًا كان أو جاهلًا أن يدلي بدلوه في مسألة فقهية، أو أمر من الأمور الحياتية، دون وازع أو خوف، مستغلًا ظهوره وانتشاره في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، بجانب انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد جاء على لسان الداعية السلفي "أبو إسحاق الحويني" تشبيهه وجه المرأة بـ«فرجها» في سياق إقامة التدليل على وجوب حجاب المرأة «أي ستر الوجه مثل ستر الفرج» مستعينا في ذلك بحكاية عودة هدى شعرواي رمز تحرير المرأة في مصر، وهو التشبيه الذي أثار عليه ردود فعل منددة قوية.
كما أعيد إحياء فتوى «إرضاع المرأة لزميلها في العمل حتى تحرم عليه وتصبح الخلوة بينهما شرعية» والمشهورة إعلاميًا بفتوى «إرضاع الكبير»، التي كان أصدرها الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين.
ومن أغرب الفتاوى المثيرة للجدل والضحك، في نفس الوقت، فتوى «تحريم إهداء الزهور للمرضى»، تحت ذريعة أن ذلك ليس من عادة المسلمين وإنما تشبيه بأهل بلاد الكفر، وأن إهداء الزهور لا يخفف عنه ألمًا ولا يشفيه من علة وإنما هو فقط تبذير للمال على شيء غير نافع.
كذلك انتشرت فتوى «ضرب المرأة المسلمة تكريما لها من الله» بتوقيع الداعية السعودي سعد عرفات، الذي قال «إن ضربها الزوج لا يضربها على وجهها، حتى وهو يضربها لا يسبها ولا يشتمها، إذن هو يضرب للتأديب»، ثم أخذ يشرح كيفية الضرب.
فتوى «لا إنترنت للمرأة إلا مع محرم»، أعيد إحياؤها أيضا في شهر رمضان، وهي الفتوى الغريبة التي كان الشيخان السعوديان عثمان الخميس وسعد الغامدي قد أصدراها عام 2004، «بسبب خبث طويتها»، بحسب قولهما.
ومن الفتاوى الغريبة والشاذة أيضا «نوم المرأة بجوار الحائط بمفردها حرام»، وهي الفتوى التي صدرت في سوريا عن مجموعة يطلق عليها «القبيسيات» معتمدين على قياس أن «الحائط مذكر والمرأة مؤنث، ونوم المرأة بجوار الحائط ما هو إلا مفسدة لها وحرام».
كما أعيد إحياء فتوى «التدخين لا يبطل الصيام»، وهي الفتوى التي كان أطلقها المفكر الراحل جمال البنا، بعد أن أفتى الدكتور «على جمعة»، مفتى الجمهورية السابق، بجواز إفطار لاعبي كرة القدم المسافرين إلى الخارج، وكذلك إفطار «المصيفين» باعتبارهم «مسافرين».. والخوف من أن يخرج علينا شخص من «إياهم» ويفتي بأن «اللبان الدكر» لا يفسد «الصيام»!