رئيس التحرير
عصام كامل

نوري المالكي ومأساة العراق


يزعمون أن السبب وراء تمكن "داعش" من اجتياح الموصل يعود إلى (ديكتاتورية المالكي) الذي أغضب السنة والأكراد وو.. ولا مخرج من هذه المأساة إلا بإقالة المالكي واختيار رئيس وزراء جديد لا يسمى المالكي.

وفي الوقت الذي أعلن فيه الأكراد عن عزمهم الاستقلال التام عن العراق يطالبون باختيار رئيس جمهورية من جماعتهم أي من المؤمنين بالانفصال!!

الغرب وعملاؤه العرب يريدون فرض شروطهم على العملية السياسية في العراق متمثلة في مثالية سياسية كاملة وهي شروط تعيد العملية السياسية إلى نقطة الصفر وتلغي نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وتحول الأغلبية التي حصلت عليها الكتل السياسية الشيعية إلى أقلية لا تتجاوز الثلث، قبل أن يتفضل أي من هؤلاء على العراقيين بطلب شفهي موجه إلى "داعش" بالانسحاب من الموصل، لتبقى المأساة على حالها.

الحديث عن انسحاب المالكي من الترشح لرئاسة الوزراء كطريق موصل لإنهاء هذه المأساة لا يعدو كونه هزلا واستخفافًا بالعقول، فالمؤامرة على وحدة العراق لا تزال في بدايتها والإرهاب الوهابي ما زال مصرًا على إبادة شيعة العراق وهدم مراقد أئمة أهل البيت في هذا البلد ولذا فليست هناك أجواء تهيئ لحل سياسي من أي نوع قبل انكسار المؤامرة.

وقبل أيام من الآن نشر شريط لمحاضرة ألقاها رئيس المخابرات البريطانية السابق نقل فيه عن بندر بن سلطان قوله: الشيعة في العالم.. الله يساعدهم.. مليار مسلم جزعوا منهم (وقرروا التخلص منهم). وما بين الأقواس تفسير من عندنا لكلام أمير الظلام ولولا أني رأيت الشريط بعيني ما صدقت هذا الكلام!!

الأخطر من هذا هو التصريح الذي أدلى به السفير الإيراني السابق في بغداد كاظمي قمي والذي قال فيه: إن الأزمة العراقية لن تبقى داخل جغرافية هذا البلد وستترك آثارها الأمنية في المنطقة إن لم يجر احتواؤها، واعتبر أن الهدف الأساسي للإرهابيين في العراق هو الوصول إلى بغداد، مشيرًا إلى أنه تم الوقوف أمام حركة "داعش" المخربة هذه ولن يكتب لها النجاح أبدًا.

الزعم أن إزاحة المالكي من رئاسة الوزراء سيؤدي لتهدئة الأوضاع هو استخفاف بالعقول فالصراع لا يزال ممتدًا والعكس هو الصحيح إذ أن الانحناء أمام هذه العاصفة سيزيد الوضع سوءًا وانهيارًا وسيؤدي حتمًا إلى اتساع جغرافيا الصراع وصولا إلى حرب إقليمية كبرى يريدها أمير الظلام.

إنهم يريدون السيطرة على العراق ولا سبيل أمام تحقيق هذا الهدف سوى اللعب على كل التناقضات من أجل تمزيق هذا البلد العظيم.
الجريدة الرسمية