في ذكرى ثورته و بالدليل ..عبد الناصر يهزم كل خصومه !
ها هي نتائج السير في عكس طريق جمال عبد الناصر تتبدي في حصاد السنوات الثلاث السابقة، ها هي الجماهير، من خرجوا في يناير ومن لم يخرج، الكل يبحث عن العدل الاجتماعي حتى في أبسط صوره، العدل الاجتماعي ليست طوابير من الناس تحصل على أموال إضافية، العدل الاجتماعي يعني أن توفر الدولة حد الكفايه للجميع، أن تضمن تكافؤ الفرص للجميع، حصلت على مجموع يؤهل لدخول الكلية الحربية أو الشرطة أو سلك القضاء أو الخارجية، فعليك بالطريق إليهم لا يمنع ذلك إلا السمعة الحسنة وليس الوضع الاجتماعي، العدل الاجتماعي يعني أن توفر الدولة لحي بولاق -مثلا- من محولات كهرباء مثل ما توفره لحي الزمالك، وأن توفر الدولة مستشفيات حكومية لقري القليوبية -مثلا- مثل ما توفره لحي المهندسين، وأن ترصف الدولة طرق الصعيد مثلما ترصف شوارع مصر الجديدة، وهكذا !
ها هي الجماهير، تتطلع لاستعادة أملاكها وما بناه آباؤهم من قلاع صناعية، وما من حكم يصدر باستعادة مصنع كبير باعه نظام فاشل وحوله لصوص كبار إلا وشعر الناس بفرحة غامرة، اسألوا أهالي أسيوط عن مصنع الأسمنت وأملاكه ومساحته الأسطوريه، واسألوا أهل الغربية عن زيوت طنطا، واسألوا أهل القليوبية عن سماد أبي زعبل، واسألوا أهل مصر عن المراجل البخارية وكيما للأسمدة وغزل المحلة الخاسر المتهالك الآن !!
وها هي الجماهير، تستحلف الدولة حمايتها من غلاء الأسعار، وها هم يسعدون من تنامي دور وزارة التموين، التي إلغاها مبارك وشجعه الإخوان على ذلك ضمن شغف غير مقبول بالنمط الأمريكي في الإدارة الحكومية، ها هي الجماهير وبرغم بداية التجربة من جديد ولا نستطع الحكم عليها الآن، إلا أن الشعب يخشي أن تبيعه الدولة من جديد، للصوص وتتركه نهبا للطماعين وتجار الأسواق السوداء!
وها هي الجماهير، تبارك تدخل الدولة في توجيه النشاط الاقتصادي، وتعيد بقوة وزارة التخطيط لتخطط لاقتصاد بلادها بعد تهميشها وإلغائها أو تحويلها لمجرد وزارة تتلقي المنح والهبات وأموال المساعدات وتوجيهها إلى مستقبليها، لا أكثر ولا أقل!
وها هي الجماهير تصرخ من التعليم الخاص، وقرفه وبلاويه، ومافياه الخطيرة التي تتاجر بالناس من الابتدائي إلى الجامعة، الآن يصرخون ليس من المصاريف الدراسية، وإنما من غياب العدل في تخرج أطباء من جامعات خاصة لمجرد قدرتهم على دفع مصروفات أخطر وأهم كلية تحتاج إلى قدرات وإمكانيات خاصة للالتحاق بها ليس من بينها امتلاك الثروة، وتحديدا الطب !
ها هي الجماهير تتطلع إلى أي مشكلة صغيرة أو كبيرة بينا وبين أمريكا، إدرك الشعب المصري خطورة العلاقات الخاصة مع أمريكا، عرف الشعب الآن عدوه وصديقه، الآن تتطلع الجماهير وبشغف إلى أي قرار أو موقف ضد أمريكا يعيد إليهم كرامتهم واعتبارهم واعتزازهم بوطنهم!
ها هي الجماهير تقاوم الطائفية، ها هي تستحلف الأنظمة وراء الأنظمة بضرورة وجود مشروع قومي كبير يجمع الناس على أرضيه وطنية ويعيد إليهم التحامهم الوطني، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي، الكل أبناء وطن واحد لهم فيه مثل بعضهم !
ها هي الجماهير التي بكت طويلا، وتأثرت كثيرا، وصدقت أكاذيب وتلفيقات وأوهام وأساطير ألفها وفبركها لهم الإخوان في عشرات الكتب والقصص والحواديت، ها هم يقولون كان عبد الناصر محقا فيما فعله معهم، بل ويطلبون من غيره بالحسم مع الإخوان واعتبار حسم عبد الناصر في حماية شعبه من جماعة إرهابية نموذجا ومثالا!
ها هي الجماهير تهتف للتعاون العربي، ها هي تسعد بالتقارب العربي، ها هي تغني وطنيا لمطربين غير مصريين، وها هي الجماهير تفجر ذاتيا شعورها القومي العربي فتبكي لسوريا والعراق واليمن وليبيا، وهي نفسها من تدعو لتونس وتهتف لكل لعبة جيدة لفريق الجزائر!
ها هي الجماهير تعتذر للزعيم الكبير، وليبق الجاهل في جهله، وليبق المتكبر في غروره وتكبره وليبق عبد الناصر في قبره وفي التاريخ، أعظم من كل جاهل، وأعظم من كل متكبر، رحمة الله عليك أبا خالد، وسلاما سلاما عليك عند ربك، راضيا مرضيا بإذن الله!