ثورة «23 يوليو» في ذكراها الـ62.. أهم مبادئها: القضاء على الاستعمار والإقطاع وأعوانه وإقامة حياة ديمقراطية سليمة..المؤيدون: "حققت العدالة الاجتماعية".. والمناهضون: "أسست للحكم العسكري"
كان تدهور الأوضاع السياسية في عهد الملك فاروق خاصة بعد الهزيمة التي وقعت في حرب فلسطين 1948 والتي أدت إلى تمكن الاحتلال الإسرائيلي من "فلسطين" سببا في موجة الغضب التي اجتاحت المصريين وبخاصة رجال القوات المسلحة الذين اعتبروا أن فساد النظام الملكي وصل إلى درجة لم يعد بعدها احتمالية للبقاء.
تنظيم الضباط الأحرار
وانطلاقا من هذه الفكرة قرر عدد من ضباط الجيش الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "تنظيم الضباط الأحرار" القيام بانقلاب أبيض على الملك أدي إلى الإطاحة به من سدة الحكم. بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر وفي 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح أبيض لم ترق به دماء، ونجح في السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية في البلاد وأذيع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات وأجبر الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.
وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الأمور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطا برئاسة محمد نجيب ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.
واجهة الثورة
كان قائد الحركة التي سميت فيما بعد بالثورة هو اللواء محمد نجيب، الذي اختير - من قبل الضباط الأحرار - كواجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش، وكان اللواء الوحيد في التنظيم وكان سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للتنظيم، لكن صراعا على السلطة نشأ بينه وبين جمال عبد الناصر، واستطاع ناصر حسم الصراع، وحدد إقامة محمد نجيب في "قصر زينب الوكيل حرم مصطفى النحاس باشا بضاحية المرج شرق القاهرة" لحين وفاته.
تولى جمال عبد الناصر بعد ذلك حكم مصر من 1954 حتى وفاته عام 1970 واستمد شرعية حكمه من ثورة يوليو.
المبادئ الستة
من المعروف أن الثورة تأسست على 6 مبادئ، هدفت إلي الانتصار للمواطن المصري البسيط بعيدا عن حياة الترف التي عاشها الحكام من الأسرة المالكة فكانت أهدافها:"القضاء على الإقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال على الحكم بالإضافة إلى إقامة حياة ديمقراطية سليمة وجيش وطني قوي وعدالة اجتماعية.
تكريس "حكم العسكر"
وعلي الرغم من الإنجازات التي حققتها ثورة 23 يوليو على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية إلا أن الوقت الحالي يشهد وجود عدد من التيارات التي تهاجم الثورة باعتبارها أول من كرس لحكم العسكر والذي استمر لمدة 60 عاما متواصلة.
على الجانب الآخر فإن المدافعين عن الثورة يعتبرون أن المزايا التي حققتها كانت أكثر من عيوبها، مؤكدين أنه لولاها ما كان لمصر جيش وطني مستقل وما خرج الاحتلال الإنجليزي من مصر بعد أربعة وسبعين عاما من الاحتلال.
عدالة اجتماعية
وعلي المستوى الاجتماعي، قال المدافعون عن الثورة إنه لولاها، لما أقرت مجانية التعليم التي أدت إلى تخريج العديد من العلماء والمفكرين، مما كان له أثر كبير على الحياة في مصر وربما في العالم، مشيرين إلى أن فترة ما بعد الثورة كانت بمثابة "العصر الذهبي" للطبقة العاملة التي عاني أفرادها من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية خلال الحكم الملكي، فقضت الثورة على نظام الإقطاع ووزعت الأراضي على الفلاحين كما أدت إلى إلغاء الطبقات بين الشعب المصري، وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع.