"داعش" يبرر تخاذله عن نصرة أهل غزة.. "حماس" أضاعت القضية في فنادق قطر ودمشق وإيران.. تخلت عن تحرير فلسطين إلى حكم غزة.. وإسرائيل قتلت القادة المخلصين وتركت أمثال الزهار ومشعل وهنية
كثرت في الآونة الأخيرة تساؤلات حول عدم تدخل تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام "داعش" الإرهابى، في العمليات العسكرية التي تشنها القوات الإسرائيلية ضد غزة، وأصبح الجميع يتساءل لماذا تخاذل من يدعون الجهاد في سبيل الله عن نصرة أهل فلسطين، ولماذا تحولوا من قتال اليهود إلى ذبح المسلمين العزل في العراق وسوريا.
وخرج علينا التنظيم الإرهابى ببيان يحاول من خلاله تحسين صورته وتبرير تخاذله عن نصرة أهل فلسطين بأسباب واهية، هاجم من خلالها جميع الفصائل الفلسطينية، وكانت حركة حماس "الإسلامية" صاحبة النصيب الأكبر من هجوم دولة "الإسلام"
وجاء نص البيان كالتالى بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
أين الخليفة القرشي عن غزة؟
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا" الإسراء (5)
كثرت في الآونة الأخيرة الأقاويل عن موقف دولة الخلافة الإسلامية من غزة، وظن الناس أن مجرد إعلان الخلافة يعني تحرير فلسطين في اليوم الثاني، وما علموا أن المعارك العظيمة ومحطات التاريخ يلزمها من الوقت ما يناسب حجم الحدث، وليس لها إلا الأخذ بسنن الله التي سنها لعباده.
فها هو الصديق رضي الله عنه بعد تنصيبه خليفة بيوم واحد تنتقض عليه العرب باستثناء 3 مدن ويُقتَّل المسلمون في اليمن وفي نجد ولم يستطع نجدتهم، بل وصل الخطر إلى تخوم المدينة المنورة، ولم تستقر له الخلافة في الجزيرة العربية إلا بانتهاء حروب الردة، ومات رضي الله عنه مع بداية فتوحات العراق والشام، ولا يزال الخطر يحدق بالخلافة عبر التاريخ في محطات عدة وصل بها العدو إلى أبواب عاصمة المسلمين، ولا يزال المطلوب من الخلافة متجددٌا ومستمرا من واجبات نحو رعيتها بين وفاء وتقصير وإعداد وتتابع، فهل ذبح المسلمين في بورما وتركستان الشرقية بأعداد تفوق شهداء غزة الأبرار بأضعاف مضاعفة يمنع من قيام الخلافة ؟ والتي بدورها تسعى لجمع المسلمين تحت راية واحدة وتجيش الجيوش من أجل حفظ بيضة المسلمين والدفاع عن حرماتهم، فها هي بدأت بتحرير مناطق أهل السنة في العراق والشام وتحرير السجون واستقبال المهاجرين من كل أنحاء العالم وإعدادهم ليكونوا جيش التحرير.
لا يخرج من يسخر من الخلافة في هذا الأمر إلا واحد من اثنين، إما جاهل بحركة التاريخ وسنن الله في التغيير أو حاقد أكلت الخلافة كبده فنعق بما نعق، والله وحده يعلم مدى شوق جنود الخلافة في حرق المراحل ليُصبِّحوا اليهود في فلسطين ويطعمونهم لسمك البحر حقيقة لا وهما وادعاء، وكما قيل من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، وقد وضع الله السنن لخلقه سواء للسائلين، من أخذ بها نجح ووصل ومن تخلف عنها انتكس وتأخر، وقد مرت فلسطين الحبيبة بكل هذه التجارب الفاشلة التي لم تزد اليهود إلا تمكينا وتجبرا، ولم تضع أي جهة فلسطينية، إسلامية كانت أم وطنية، أي خطة واضحة لتحرير فلسطين، كامل فلسطين، بل كانت أغلبها شعارات جوفاء، قومية ويسارية وعلمانية، وكانت تجربة حماس هي الأبرز، سارت في البداية نحو الهدف بشكل صحيح أيام عقل والرنتيسي وعياش والمقادمة ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا القضية في فنادق قطر ودمشق وإيران فانتكسوا وفشلوا، ولا يغرن المتابع امتلاك حركة حماس – الآن – لسلاح الصواريخ، فما أسهل أن تبيع قضيتك وتتخلى عن هدفك وتداهن عدوك فتحصل منه على ما تشاء من سلاح، فها هي الدول العربية والإسلامية تتخلى عن دينها وتوالي إما الشرق وإما الغرب، فتحصل منه على السلاح الذي تريد وتخسر بذلك دينها وقضيتها، وقد كانت بركة الجهاد أيام يحيي عياش وتفجيراته الشهيرة في قلب القدس وتل أبيب والتي تمت بإمكانيات بسيطة مباركة محلية وطاهرة أكثر تأثيرا على اليهود، فتفجير باص واحد كان يقتل أكثر من إطلاق ألف صاروخ سوري المورد أو إيراني الصنع، وكان لهذه العمليات التي أوقفتها حماس بقرار بسبب ضغوط سعودية وقطرية، كان لها من التأثير التراكمي الذي بدأ ينتقل من الضفة الغربية إلى غزة ثم بدأ يؤثر على دول الجوار بعد أن امتدت الانتفاضة إلى أراضي الـ 48، وهنا وُجِدَت الفرصة التاريخية لحماس لوضع خطة تحرير شاملة، تكلمتُ فيها قبل 15 سنة تقريبا مع خالد مشعل – سأذكرها لاحقا – لكن إسرائيل كانت من الذكاء بمكان بحيث قتلت قادة حماس المخلصين وأبقت أمثال الزهار ومشعل وهنية فقاموا هم بالمهمة عنها بكل رعونة من حيث لا يدرون أو يدرون، وفشل حماس ظاهر للعيان أمام كل محايد عنده أدنى دراية بكيفية إدارة الصراع مع العدو، أما من يحكم على الأمور بأمانيه وعواطفه الجياشة فإنه يرى الفشل نجاحا والهزيمة نصرا.
تخلت حماس ابتداء عن مطلب إقامة دولة التوحيد وأصبح مطلبها دولة وطنية، ثم تخلت عن مطلب تحرير كامل فلسطين إلى الاكتفاء بالضفة وغزة، ثم انتهى بها المطاف أن حشرت نفسها في قطاع غزة فقط، والذي تبلغ مساحته 360 كلم مربع وخرجت من الضفة التي مساحتها 6000 كلم مربع تقريبا وتركتها لعباس يسرح ويمرح بها كما يشاء، ثم تحالفت معه مؤخرا ووضعته بالواجهة فيما يتعلق بالسلام والصلح مع إسرائيل ورضيت بفتات حكم غزة، تعتاش فيها على الهدنات ووقف إطلاق النار المشروط، وقاتلت كل من قرر الاستمرار من أجل تحرير كامل فلسطين وفتكت بهم ومارست نفس دور دحلان يوم حكم غزة وفتك بمجاهديها بحجة التهدئة ومصالح الشعب الفلسطيني العليا، وكررت بذلك مسلسل فشل كافة المشاريع النضالية لتحرير فلسطين وأضاعت الفرصة التي سنحت لها بعد الزخم الهائل الذي حققه لها مشروع يحى عياش وصحبه الكرام محمود أبو الهنود والرنتيسي رحمهم الله.
جلست ذات مساء مع خالد مشعل وأقمت عليه الحجة واقترحت عليه خارطة طريق لحماس تستطيع بها أن تخرج من دائرة المشاريع الوطنية الفاشلة إلى رحابة دخول الأمة الإسلامية كلها في معركة تحرير فلسطين، لكن رفض بطبيعة الحال فما طرحته عليه له ضريبة لا تقل عن الضريبة التي دفعها الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، فآن لأهل الفنادق أن ينزلوا إلى الخنادق.
بدأت كلامي معه بعد أن عرفتُ أنه زار ملك السعودية وجلس معه وكان ذلك – في حينها – كبيرة في عرف حماس والإخوان وأخبرته أن مادة حماس يجب أن تكون الشعوب المسلمة وليس الطغاة، ثم اقترحت عليه أن تنتقل حماس من حركة وطنية فلسطينية إلى حركة إسلامية شاملة، وأن يشتمل مكتبها السياسي على ممثلين من كافة الدول الإسلامية، وأخبرته أن الغرب هزمنا في فلسطين بعد أن انتقل بها من قضية إسلامية إلى قضية عربية ثم إلى قضية دول جوار ثم قزمها إلى قضية فلسطينية فقط، وأكمل عليها ياسر عرفات بتحويلها إلى قضية الضفة وغزة فقط، ثم سخطها إلى "غزة أريحا أولا"، ويجب على حركة حماس أن تعود بالقضية إلى بعدها الإسلامي، ولا أعني بذلك دغدغة العواطف والمشاعر بل أعني من الناحية العملية والجهادية، ويكون ذلك بنقل الانتفاضة السلمية إلى حركة جهادية تنتقل من الضفة وغزة إلى أراضي الـ 48، ويتم إشراك الفلسطينيين هناك بالجهاد العسكري، ويكون بذلك أهل فلسطين هم رأس الحربة الذين بجهادهم ستتحرك المشاعر والعواطف في دول الجوار، ثم يأتي بعد ذلك دور حركة الإخوان التي لها وجود في هذه الدول، فتبدأ بالعمليات الجهادية عبر الحدود من الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وبذلك يُفتح على إسرائيل باب جهنم من العمل الجهادي الذي لن تتمكن من صده كله في آن واحد، لا كما يحدث الآن، حيث تركت حماس بسوء تخطيطها وموالاتها لإيران وقطر والسعودية، تركت إسرائيل تستفرد بغزة، فلن تحل مشكلة غزة الآن بإطلاق الصواريخ التي لا تقتل معشار معشار ما كانت تقتله سيارات يحيي عياش رحمه الله.
ومن هنا فإني أخاطب جنود الخلافة من الحركات السلفية الجهادية أن لا تضع يدها بيد حماس أبدا في خطتها لردع العدوان ورد الصائل اليهودي النجس، بل يجب عليها أن تضع خطة تعمل على نقل الجهاد إلى الضفة الغربية، ثم إلى قلب مناطق اليهود في تل أبيب والقدس الغربية عن طريق العمليات الاستشهادية التي ستكون بمثابة الرادع الحقيقي للعدوان الإسرائيلي وأن تقوم بإنشاء الخلايا الجهادية في المدن العربية في أراضي الـ48، ويجب عليهم أن يعلموا أن معركتنا وإن كانت مؤقتا تتطلب رد العدو الصائل إلا أنها في النهاية معركة كفر وإيمان فمحمود عباس عدو كافر لا تقل عداوته عن عداوة اليهود، ويجب عليهم تهيئة فلسطين كل فلسطين لتكون جحيما مشتعلا على اليهود يمتلكون فيها قوة الردع، فكل قصف على غزة يتبعه تفجير سيارة أو عملية استشهادية في أي مكان في فلسطين ولا تقتصر المعركة على غزة وأهلها المساكين بل يجب أن يتوزع الحمل على كل فلسطين التي تبلغ مساحتها 26000 كلم مربع.
قد يقول لي البعض إن هذا الكلام ليس وقته في ظل مجازر حي الشجاعية ودماء الشهداء الأبرار لم تجف بعد، فأقول لهم بل هذا هو وقته ووالله إنه وقته، فمنذ أن استلمت جماعة إيران وقطر دفة القيادة ونحن نكرر نفس الأخطاء ويدفع ثمنها أهل غزة المساكين، فقد آن الأوان أن يستلم جند الخلافة زمام المبادرة من داخل غزة والضفة وأراضي الـ48، ثم يأتيهم المدد من أنصار بيت المقدس في مصر، ومن الحركات الجهادية في لبنان.
فها هو الصديق رضي الله عنه بعد تنصيبه خليفة بيوم واحد تنتقض عليه العرب باستثناء 3 مدن ويُقتَّل المسلمون في اليمن وفي نجد ولم يستطع نجدتهم، بل وصل الخطر إلى تخوم المدينة المنورة، ولم تستقر له الخلافة في الجزيرة العربية إلا بانتهاء حروب الردة، ومات رضي الله عنه مع بداية فتوحات العراق والشام، ولا يزال الخطر يحدق بالخلافة عبر التاريخ في محطات عدة وصل بها العدو إلى أبواب عاصمة المسلمين، ولا يزال المطلوب من الخلافة متجددٌا ومستمرا من واجبات نحو رعيتها بين وفاء وتقصير وإعداد وتتابع، فهل ذبح المسلمين في بورما وتركستان الشرقية بأعداد تفوق شهداء غزة الأبرار بأضعاف مضاعفة يمنع من قيام الخلافة ؟ والتي بدورها تسعى لجمع المسلمين تحت راية واحدة وتجيش الجيوش من أجل حفظ بيضة المسلمين والدفاع عن حرماتهم، فها هي بدأت بتحرير مناطق أهل السنة في العراق والشام وتحرير السجون واستقبال المهاجرين من كل أنحاء العالم وإعدادهم ليكونوا جيش التحرير.
لا يخرج من يسخر من الخلافة في هذا الأمر إلا واحد من اثنين، إما جاهل بحركة التاريخ وسنن الله في التغيير أو حاقد أكلت الخلافة كبده فنعق بما نعق، والله وحده يعلم مدى شوق جنود الخلافة في حرق المراحل ليُصبِّحوا اليهود في فلسطين ويطعمونهم لسمك البحر حقيقة لا وهما وادعاء، وكما قيل من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، وقد وضع الله السنن لخلقه سواء للسائلين، من أخذ بها نجح ووصل ومن تخلف عنها انتكس وتأخر، وقد مرت فلسطين الحبيبة بكل هذه التجارب الفاشلة التي لم تزد اليهود إلا تمكينا وتجبرا، ولم تضع أي جهة فلسطينية، إسلامية كانت أم وطنية، أي خطة واضحة لتحرير فلسطين، كامل فلسطين، بل كانت أغلبها شعارات جوفاء، قومية ويسارية وعلمانية، وكانت تجربة حماس هي الأبرز، سارت في البداية نحو الهدف بشكل صحيح أيام عقل والرنتيسي وعياش والمقادمة ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا القضية في فنادق قطر ودمشق وإيران فانتكسوا وفشلوا، ولا يغرن المتابع امتلاك حركة حماس – الآن – لسلاح الصواريخ، فما أسهل أن تبيع قضيتك وتتخلى عن هدفك وتداهن عدوك فتحصل منه على ما تشاء من سلاح، فها هي الدول العربية والإسلامية تتخلى عن دينها وتوالي إما الشرق وإما الغرب، فتحصل منه على السلاح الذي تريد وتخسر بذلك دينها وقضيتها، وقد كانت بركة الجهاد أيام يحيي عياش وتفجيراته الشهيرة في قلب القدس وتل أبيب والتي تمت بإمكانيات بسيطة مباركة محلية وطاهرة أكثر تأثيرا على اليهود، فتفجير باص واحد كان يقتل أكثر من إطلاق ألف صاروخ سوري المورد أو إيراني الصنع، وكان لهذه العمليات التي أوقفتها حماس بقرار بسبب ضغوط سعودية وقطرية، كان لها من التأثير التراكمي الذي بدأ ينتقل من الضفة الغربية إلى غزة ثم بدأ يؤثر على دول الجوار بعد أن امتدت الانتفاضة إلى أراضي الـ 48، وهنا وُجِدَت الفرصة التاريخية لحماس لوضع خطة تحرير شاملة، تكلمتُ فيها قبل 15 سنة تقريبا مع خالد مشعل – سأذكرها لاحقا – لكن إسرائيل كانت من الذكاء بمكان بحيث قتلت قادة حماس المخلصين وأبقت أمثال الزهار ومشعل وهنية فقاموا هم بالمهمة عنها بكل رعونة من حيث لا يدرون أو يدرون، وفشل حماس ظاهر للعيان أمام كل محايد عنده أدنى دراية بكيفية إدارة الصراع مع العدو، أما من يحكم على الأمور بأمانيه وعواطفه الجياشة فإنه يرى الفشل نجاحا والهزيمة نصرا.
تخلت حماس ابتداء عن مطلب إقامة دولة التوحيد وأصبح مطلبها دولة وطنية، ثم تخلت عن مطلب تحرير كامل فلسطين إلى الاكتفاء بالضفة وغزة، ثم انتهى بها المطاف أن حشرت نفسها في قطاع غزة فقط، والذي تبلغ مساحته 360 كلم مربع وخرجت من الضفة التي مساحتها 6000 كلم مربع تقريبا وتركتها لعباس يسرح ويمرح بها كما يشاء، ثم تحالفت معه مؤخرا ووضعته بالواجهة فيما يتعلق بالسلام والصلح مع إسرائيل ورضيت بفتات حكم غزة، تعتاش فيها على الهدنات ووقف إطلاق النار المشروط، وقاتلت كل من قرر الاستمرار من أجل تحرير كامل فلسطين وفتكت بهم ومارست نفس دور دحلان يوم حكم غزة وفتك بمجاهديها بحجة التهدئة ومصالح الشعب الفلسطيني العليا، وكررت بذلك مسلسل فشل كافة المشاريع النضالية لتحرير فلسطين وأضاعت الفرصة التي سنحت لها بعد الزخم الهائل الذي حققه لها مشروع يحى عياش وصحبه الكرام محمود أبو الهنود والرنتيسي رحمهم الله.
جلست ذات مساء مع خالد مشعل وأقمت عليه الحجة واقترحت عليه خارطة طريق لحماس تستطيع بها أن تخرج من دائرة المشاريع الوطنية الفاشلة إلى رحابة دخول الأمة الإسلامية كلها في معركة تحرير فلسطين، لكن رفض بطبيعة الحال فما طرحته عليه له ضريبة لا تقل عن الضريبة التي دفعها الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، فآن لأهل الفنادق أن ينزلوا إلى الخنادق.
بدأت كلامي معه بعد أن عرفتُ أنه زار ملك السعودية وجلس معه وكان ذلك – في حينها – كبيرة في عرف حماس والإخوان وأخبرته أن مادة حماس يجب أن تكون الشعوب المسلمة وليس الطغاة، ثم اقترحت عليه أن تنتقل حماس من حركة وطنية فلسطينية إلى حركة إسلامية شاملة، وأن يشتمل مكتبها السياسي على ممثلين من كافة الدول الإسلامية، وأخبرته أن الغرب هزمنا في فلسطين بعد أن انتقل بها من قضية إسلامية إلى قضية عربية ثم إلى قضية دول جوار ثم قزمها إلى قضية فلسطينية فقط، وأكمل عليها ياسر عرفات بتحويلها إلى قضية الضفة وغزة فقط، ثم سخطها إلى "غزة أريحا أولا"، ويجب على حركة حماس أن تعود بالقضية إلى بعدها الإسلامي، ولا أعني بذلك دغدغة العواطف والمشاعر بل أعني من الناحية العملية والجهادية، ويكون ذلك بنقل الانتفاضة السلمية إلى حركة جهادية تنتقل من الضفة وغزة إلى أراضي الـ 48، ويتم إشراك الفلسطينيين هناك بالجهاد العسكري، ويكون بذلك أهل فلسطين هم رأس الحربة الذين بجهادهم ستتحرك المشاعر والعواطف في دول الجوار، ثم يأتي بعد ذلك دور حركة الإخوان التي لها وجود في هذه الدول، فتبدأ بالعمليات الجهادية عبر الحدود من الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وبذلك يُفتح على إسرائيل باب جهنم من العمل الجهادي الذي لن تتمكن من صده كله في آن واحد، لا كما يحدث الآن، حيث تركت حماس بسوء تخطيطها وموالاتها لإيران وقطر والسعودية، تركت إسرائيل تستفرد بغزة، فلن تحل مشكلة غزة الآن بإطلاق الصواريخ التي لا تقتل معشار معشار ما كانت تقتله سيارات يحيي عياش رحمه الله.
ومن هنا فإني أخاطب جنود الخلافة من الحركات السلفية الجهادية أن لا تضع يدها بيد حماس أبدا في خطتها لردع العدوان ورد الصائل اليهودي النجس، بل يجب عليها أن تضع خطة تعمل على نقل الجهاد إلى الضفة الغربية، ثم إلى قلب مناطق اليهود في تل أبيب والقدس الغربية عن طريق العمليات الاستشهادية التي ستكون بمثابة الرادع الحقيقي للعدوان الإسرائيلي وأن تقوم بإنشاء الخلايا الجهادية في المدن العربية في أراضي الـ48، ويجب عليهم أن يعلموا أن معركتنا وإن كانت مؤقتا تتطلب رد العدو الصائل إلا أنها في النهاية معركة كفر وإيمان فمحمود عباس عدو كافر لا تقل عداوته عن عداوة اليهود، ويجب عليهم تهيئة فلسطين كل فلسطين لتكون جحيما مشتعلا على اليهود يمتلكون فيها قوة الردع، فكل قصف على غزة يتبعه تفجير سيارة أو عملية استشهادية في أي مكان في فلسطين ولا تقتصر المعركة على غزة وأهلها المساكين بل يجب أن يتوزع الحمل على كل فلسطين التي تبلغ مساحتها 26000 كلم مربع.
قد يقول لي البعض إن هذا الكلام ليس وقته في ظل مجازر حي الشجاعية ودماء الشهداء الأبرار لم تجف بعد، فأقول لهم بل هذا هو وقته ووالله إنه وقته، فمنذ أن استلمت جماعة إيران وقطر دفة القيادة ونحن نكرر نفس الأخطاء ويدفع ثمنها أهل غزة المساكين، فقد آن الأوان أن يستلم جند الخلافة زمام المبادرة من داخل غزة والضفة وأراضي الـ48، ثم يأتيهم المدد من أنصار بيت المقدس في مصر، ومن الحركات الجهادية في لبنان.