كل رمضان "مذبحة".. التنظيم الدولي يكلف "راشد الغنوشي" بالتفاوض مع "داعش" لتنفيذ الهجوم على كمين الفرافرة.. الجماعة وعدت "البغدادي" بـ"تسهيل عبور العناصر".. وتعرض "تمويلا مفتوحا" للعمليات
من قتل جنود "كمين الفرافرة"؟.. الإجابة لم تكن جاهزة -كالعادة- البعض، وبعد دقائق قليلة من التأكد من خبر الهجوم الإرهابي على "الكمين" خرج ليؤكد أن عناصر ملثمة ترفع علم القاعدة هي التي نفذت العملية، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، تمهل لأكثر من ثلاث ساعات، ليخرج بعدها ويؤكد في بيان رسمي "مقتضب" أن عناصر إرهابية هي التي نفذت عملية الهجوم، وكشف أيضا أن تزايد أعداد الشهداء يرجع لانفجار مخزن للذخيرة، وهناك طرف ثالث قدم سيناريو ثالث لـ"عملية الهجوم"، مفاده أن مجموعة من "المهربين" هم الذين نفذوا الهجوم، ردًا على عمليات التضييق الأمني على نشاطهم، وتمكن القوات من السيطرة - شبه الكاملة- على الممرات والطرق التي يستخدمونها في عمليات تهريب السلاح.
المعلومات الأولية التي توفرت عن الحادث كشفت - بما لايدع مجالا للشك- أن غالبية الأجهزة الأمنية المصرية، لم تستوعب الدرس جيدا، ولم تتخذ التدابير اللازمة لإجهاض عمليات استهداف القوات، فالأسلوب الذي نفذت به معركة "كمين الفرافرة" يكاد يكون متطابقا مع وقائع مذبحتي "رفح"، فالهجوم يتم قبل ساعات قليلة جدا من وقت الإفطار، اعتمادا على حالة "الاسترخاء" التي يصبح عليها الجنود، وبالفعل خرج البعض بعد مذبحة رفح الأولى، ليطالب برفع حالة الطوارئ في صفوف القوات في "توقيت الإفطار"، خوفا من تكرار الأمر مرة أخرى.
القيادات الأمنية من جانبها، خرجت -وقتها- لتؤكد أن القوات دائما في وضع الاستعداد، وأن عنصر المفاجأة هو الذي كان سببًا في نجاح الهجوم، لكن ما هي إلا أشهر قليلة وحدثت مذبحة "رفح الثانية"، وإن كانت التفاصيل تختلف قليلا، ولكن النتيجة الوحيدة، المشتركة بين المذبحتين، أن "الاسترخاء" هو سيد الموقف.
وجاء أخيرا حادث كمين "الفرافرة" الذي أسفر عن سقوط 24 شهيدًا و6 مصابين، فضلًا عن مقتل بعض العناصر الإرهابية وضبط سيارتين مجهزتين للتفجير(أمكن إبطال مفعولهما) وتم العثور بداخلهما على كمية من الأسلحة والذخائر، وفقا لبيان المتحدث العسكري، ليعيد الأمور إلى "المربع صفر"، ويؤكد أن الأجهزة الأمنية، لا تزال تعاني من نقص شديد في "استيعاب الدروس الإرهابية".
المثير في الأمر أنه تزامنا مع حدوث "مذبحة كمين الفرافرة"، حصلت "فيتو" على معلومات مؤكدة تشير إلى أن التنظيم الدولي للإخوان كلف راشد الغنوشي وعزام التميمي القياديين البارزين بالتنظيم للتنسيق مع داعش وأميرها أبو بكر البغدادي من أجل إنقاذ الجماعة في مصر ومعاونتها على مواجهة الجيش المصري ونظام الحكم الحالي برئاسة المشير عبدالفتاح السيسي.
تكليف الغنوشي والتميمي هدفه إعادة مرسي إلى سدة الحكم مرة أخرى، بحسب المصادر، التي شددت على أن راشد الغنوشي توجه للعراق، منذ أيام، في زيارة غير معلنة، وتحديدا قبل الاستيلاء على مخزن السلاح الكيماوى تحديدا، وتخلل الزيارة اجتماع سرى بين البغدادى والغنوشى لعقد صفقة بين الإخوان و"داعش" وفقا للمخطط الجديد للتنظيم الدولى.
اجتماع في العراق
وعن تفاصيل هذا الاجتماع والصفقة المنتظرة بين الجماعتين الإرهابيتين، أضاف المصدر: عرض التنظيم الدولى للإخوان على البغدادى أي مبلغ يحدده دون ارتباط برقم معين؛ للموافقة على دعم الجماعة في مصر عسكريا حتى تعود إلى الحكم مرة أخرى، بحيث يعتبر "داعش" حينها جماعة من الجهاديين المرتزقة المساعدين للجماعة في حربها على الدولة، وهذا ما رفضه البغدادى جملة وتفصيلا، ولكنه في الوقت نفسه وافق على مساعدة الإخوان في مصر مقابل مبايعته كأمير للمؤمنين وخليفة للمسلمين، أي جعله مشاركا للجماعة في حكم مصر وولى أمر جميع المصريين حتى في وجود رئيس الجمهورية الإخوانى، وذلك بالإضافة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فيها، الأمر الذي اعترض عليه التنظيم الدولى وبشدة دون أن يبدى رفضا نهائيا وعرض على البغدادى عرضا آخر.
أمريكا تتوسط
وتابع المصدر: العرض الآخر الذي عرضه التنظيم الدولى على زعيم "داعش" هو الحصول على مساعدات مالية كبيرة من التنظيم بالإضافة إلى وساطة الإخوان لـ"داعش" لدى الأمريكان وضمان عدم وجود تدخل أمريكى مسلح في العراق، الأمر الذي سيجعل "داعش" تستولى على العراق بالكامل في أقرب فرصة في ظل امتلاكها لأسلحة وجنود أكثر وأقوى من الجيش العراقى المفكك والمدمر حاليا، وبالفعل بدأ البغدادي يفكر في الأمر دون أن يعطى موافقة نهائية في حين يفكر التنظيم الدولى أيضا فيما طالب به البغدادى وإن كان الأغلب رفضه خوفا من تورط الجماعة مع تنظيمات يعتبرها العالم إرهابية مما يشوه الإخوان ويفسد انتشارهم تماما في جميع دول العالم.
تسهيل دخول
واستطرد المصدر المقرب من التنظيم الدولى في حديثه، قائلا: إن الإخوان وعدت "داعش" بتسهيل دخول جنودها إلى مصر إما من خلال الحدود الغربية أو الجنوبية وبالتحديد إما من مطروح أو من حلايب وشلاتين.
"دعم الشرعية" يرحب
وتأكيدا على وجود صفقة إخوانية بالفعل مع "داعش"، قال الشيخ مجدى سالم، نائب رئيس الحزب الإسلامي والقيادى البارز بما يعرف باسم التحالف الوطنى لدعم الشرعية، في تصريحات خاصة لـ "فيتو":إنه لا يمانع مساعدة أبو بكر البغدادى للإسلاميين في مصر وخاصة بعد الحرب الشرسة التي تشن عليهم من الجميع، الأمر الذي شعر به البغدادى واستنكره وعرض المساعدة لما رآه انتهاكا في حقوق الإسلاميين.
نقلا عن العدد الورقى