رئيس التحرير
عصام كامل

الكلام مهنة المبتذلين


"إنما المرء بأصغريه؛ قلبه ولسانه"، هكذا تحددت مقاييس ومعايير مروءة من يستحق الكلام من الرجال فى زمن الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز، عندما تكلم بها غلام هاشمى من وفد الحجاز مندوبا عن وفده فأسمع الجميع بفصاحته وصدق سريرته فى النصح والمناصرة.

وفى هذا المعنى قال على رضى الله عنه: "تكلموا فإن الإنسان مخبوء تحت لسانه".. وجاء فى الحكمة: "الرجال أسوار ما لم تتكلم"، وأصبح اليوم الكلام مهنة المبتذلين والانتفاعيين من سحرة هذا الزمان وهكذا يفضح اللسان كل مستلب الشهرة من قامات العمالقة، خرج الأستاذ محمود الوروارى أحد مذيعى قناة العربية "الغريبة العجيبة"، بمقال فى الأهرام بتاريخ 17/2/2013 مشتت للعقول ومفكك التركيبة غير حامل وجهة مفيدة للقارئ إلا التسلق على قامة العملاق "سيد قطب" رحمه الله، باستفزاز القارئ بعنوان مثير للانتباه (عذرا سيد قطب ... رؤيتك لم تتحقق)، ليستلب لنفسه قيمة غير حقيقية فى تحليل رؤية سيد قطب فى غير محلها، ليدس سما فى عسل أسود من عصير قصب. قناة العربية المعلومة وجهتها فى تزييف الحقائق وتضليل المشاهد وحربها الشرسة على الحركة الإسلامية بتياراتها المختلفة (جماعة مرسى أو جماعة الإخوان المسلمين)، كما قال الوروارى.
إن حقدك الدفين أيها الوروارى... على المؤمنين فضحته سريرتك بتشكيكك فى قيم الرجل المسلم وتضليلك للجماهير فى سداد رؤية سيد قطب عليه رحمة الله، ولم تطرحها واضحة عندما حذر عليه رحمة الله منذ ستين عاما من دفع النظام العالمى بالحركة الإسلامية إلى الإسلام الديمقراطى رغم أنه فى العالم أجمع لم يكن هناك نموذج ديمقراطى حقيقى، فكيف رآه سيد قطب "النظام الديمقراطى" يستدرج الحركة الإسلامية مما هو واقع جماعتى "الغنوشى ومرسى" كما أسميت بلا احترام لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين التى جاهدت وكافحت حتى تصل إلينا فى هذا الميقات الزمانى المكانى "بقدر الله تعالى".
إن الكلام على المشهد المتحقق اليوم بلا نكران من رؤية سيد قطب رحمه الله، لا يرقى إليها فهم من يعمل فى صف سحرة الفراعين ممن يلبسون الحق بالباطل، ويأكلون السحت... بسقاية الكذب للناس فى كئوس فاخرة... ويشوهون صورة الإسلام وبرنامجكم "صناعة الموت"، وإلصاقه التهمة للإسلام خير دليل على ذلك.
لن ندافع عن رؤية سيد قطب كثيرا، فالمجال لن يسع إلى ذلك سبيلا ولكن عن رؤيتك لكتاب "معالم فى الطريق"، هو دستور سرى للحركة الإسلامية، فأقول لك إن المنهج الوحيد للإسلام هو كتاب الله تعالى وشريعته الغراء ولا دستور لنا، أما عن فرحك فى قيادة الرجل الغربى الذى يدفع لك راتبك فى تشويه صوة الرموز الإسلامية الآن بلا داع شرعى لذلك فأقول لك طالما الأبواق والأقلام بيد مثلك من الرويبضاء فلا انقشاع عن هذه الغمة التى أسرتك وصدق رسول المجاهدين صلى الله عليه وسلم: "سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة"... ها أنت تجاوزت حدود العامة لتتسلق على أكتاف عمالقة العلم والأدب ومن اقتيتت دماءه لبقاء كلمته، "فعذرا يا طير الوروار".
mostafaalashker@hotmail.com


الجريدة الرسمية