رئيس التحرير
عصام كامل

عصيان أم بلطجة

فيتو

تشهد مدن القناة الثلاث حالة من الاحتقان الداخلى، فما أن تخرج من كبوة حتى تقع فى الأخرى، فما انتهت من فرض حظر التجول حتى سقطت تحت وطأة العصيان المدنى الذى شل المدن الثلاث بشكل كبير، ولكن من هو المستفيد من العصيان وهل هو حقا عصيان أم بلطجة؟

فالعصيان المدنى هو رغبة شعبية دون أى ضغط، أى أن الشعب هو بنفسه يمتنع طواعية عن الذهاب إلى العمل وليس أن يجبر على عدم الذهاب إلى العمل، فما يحدث يعتبر نوعا من البلطجة الممنهجة.
المستفيد من العصيان المدنى هو القوى الحزبية والثورية والتى ترى فى الاستجابة لدعوتها للعصيان رسالة دعم تثبت قوتها بالشارع ومدى تأثيرها، وبناء على ذلك يتم رسم خريطة الانتخابات القادمة فالهدف غير المعلن من دعوات العصيان هو قياس مدى انسياق الشارع وراء هذه القوى ومعرفة اتجاهات الشارع وإجراء اختبار للانتخابات القادمة.
السؤال الثانى هل حقا ما يحدث بمدن القناة هو عصيان مدنى حقيقى؟ الإجابة بكل بساطة هو نصف عصيان ونصف بلطجة، حيث إن جزءً كبيرا من أهالى هذه المدن يرفضون العصيان المدنى ولكن الجزء الآخر من المجتمع يمنعهم من الذهاب إلى أعمالهم بالقوة، فى الوقت الذى تتوارى فيه الشرطة خجلا أمام فشلها فى حماية المواطن الطبيعى الضيعف، الأمر الذى حول العصيان إلى بلطجة تستهدف منع الأهالى والموظفين بالقوة من الذهاب إلى أعمالهم.
لهذا أطالب أهالى مدن القناة بالتحديد لعدم الانسياق وراء أصحاب الذمم الخربانة وأصحاب المصالح الذين لا يريدون سوى مصلحتهم الشخصية، لافتا نظر أهالى بورسعيد إلى أن مجلس الشورى أعاد لهم المنطقة الحرة مرة أخرى، لهذا عليهم أن يتدبروا ما يفعلون وأن يحافظوا على ما حصلوا عليه من مكاسب دون الانسياق وراء بعض أصحاب الفتن والمطامع.
الجريدة الرسمية