رئيس التحرير
عصام كامل

مؤامرة إقليمية بتهجير مسيحي العراق: "داعش" تجري تطهيرا عرقيا لسكان الموصل.. أعداد مسيحي العراق تتضاءل منذ العقوبات الاقتصادية في عهد صدام.. و"بان كي مون": الاضطهاد جريمة ضد الإنسانية

تهجير مسيحو العراق
تهجير مسيحو العراق



تتعرض العراق لمؤامرة إقليمية بتهجير مسيحي العراق على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ما يثير كثيرا من الحزن والألم لعملية التطهير الطائفي التي تجريها داعش فهي مأساة لا يمكن التستر عليها، فمسيحو العراق بها منذ أكثر من 1600 عام، وعلي الرغم من تضاؤل عدد السكان المسيحيين في العراق إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية أصدرا بيانا في مدينة الموصل أن يدفع مسيحي الموصل الضريبة أو يعتنقوا الإسلام أو ترك البلاد وفي حالة بقائهم ولم يوافقوا على الشروط الثلاث لن يجدوا سوى السيف، فعليهم الالتزام باتفاق الذمة.


ولقد تضاؤل بشكل كبير مسيحي العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 وفر الكثير منهم، وفي خلال سنوات العقوبات الاقتصادية الطويلة قبل الحرب غادر الكثير منهم، وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين العراقيين كان يبلغ المليون قبل عام 2003 لينخفض اليوم إلى أقل من نصف هذا الرقم، وكان عدد سكان الموصل في عهد صدام 100 ألف مسيحي ولكن هذه الأعداد في انهيار ومنذ سيطرة داعش وهرب الآف قبل هجوم داعش كان يوجد 5 آلاف مسيحي والآن لم يبق سوي 200 مسيحي فقط.

وفي عام 2008 مع تحسن الوضع الأمني عاد بعض المسيحيين ولكن عادت الجماعات المسلحة إلى استهدافهم، وتعرضت كنيسة سيدة النجاة في حي الكرادة لهجوم في نهايات عام 2010، وانتهت بمذبحة شكلت صدمة كبيرة ودفعت بموجات الهجرة مرة أخرى، وآخرون لم يجدوا طريقا إلى الهجرة الخارجية فهاجروا إلى إقليم كردستان العراق حيث يختلف الوضع الأمني تماما.

وتعد مأساة المسيحيين مضاعفة نظرا لأن المسيحيين ليسوا طرفًا مباشرًا في اللعبة الطائفية الدائرة هناك، لا قبل الاحتلال ولا بعده، وقد تعايشوا مع الجميع، وبالتالي ليس هناك فاتورة يتوجب عليهم دفعها لأحد، كما أن المهاجرين من طوائف أخرى يجدون ملاذًا في المناطق التي يسكنها أبناء طائفتها، أما المسيحي اليوم، فليس أمامه غير طريقين: إما أن يقصد المنطقة الكردية، أو عليه أن يسلك طريق المنفى.
فمسيحو العراق باتوا ضحية للتطرف داعش التي تمارس الاضطهاد ضدهم وتجبر النساء على ارتداء الحجاب، وترك دينهم واعتناق الإسلام، أو دفع الجزية، وكان مصير مَن رفض ذلك، إما القتل أو الطرد من بيته، والهدف لا يخفى من وراء مشروع تهجير السكان الأصليين، لكي يسهل محو ذاكرة العراق، وقتل روحه، وشطب خمسة آلاف سنة من تاريخ الحضارة الإنسانية، فالمسيحي العراقي محروم قبل كل شيء من الغطاء الطائفي الداخلي في الظرف الراهن.

و اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن اضطهاد المسيحيين في الموصل شمال العراق من قبل تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يعتبر جريمة ضد الإنسانية.

وقال وزير البيئة العراقي، سركون صليوا" إن ما يتعرض له المسيحيون في الموصل مؤامرة إقليمية مكشوفة لتهجير هذا المكون العراقي"، مضيفا أن مؤازرة الجميع للقوات المسلحة هي الخطوة المطلوبة لحماية المكون المسيحي من تهديدات داعش الإرهابي وطرده من جميع الأراضي العراقية
الجريدة الرسمية