على من نرفع الحذاء؟
بعد محاولة منتصر الزيدى، الصحفى العراقى قذف الرئيس الأمريكى الأسبق بوش بالحذاء عام 2008.. استخدمت طريقة رفع الحذاء تعبيرا عن الكراهية والحقد والازدراء والاحتجاج السياسى بكثرة فى منطقة الشرق الأوسط وذاع صيتها.. هذا بعد أن هللت عدد من الصحف العربية لهذا العمل اللاأخلاقى خاصة لأنه خرج من صحفى يملك قلما بمثابة مشرط لتشريح الظلم وإظهار العدل.
قذف الحذاء للمخالف إن قام به شخص عديم القدرة أو محدد الفكر فهو ربما يكون أسلوبا مبررا، لأنه يحمل فى طياته استنكارا وازدراءً واعتراضا على سياسة أحد المسئولين ولا يملك ربما هذا الشخص أسلوبا آخر للتعبير والاعتراض.
وهناك أمثلة عديدة لرفع الحذاء، مثلما رفع الشعب المصرى حذاءه ضد مرسى العياط فى ميادين مصر خاصة ميدان التحرير أثناء إلقاء كلماته للعشيرة.. ورفع شعب كفرالشيخ الأحذية فى وجه المحافظ الإخوانى يوم العيد القومى للمحافطة من عام 2012 مرددين باطل باطل ... عيش حرية عدالة اجتماعية للاستنكار والازدراء.
فرفع الحذاء تهديدا ووعيدا لرئيس أو مسئول لتحقيره أو للازدراء منه وتهديده، قامت به أيضاً سيدات مصر استنكارا لكل من يحاول تقزيم وتحقير دور المرأة فى المجتمع المصرى.. ولم تتوقف النساء عند هذا الحد بل ضربت إحدى السيدات رجلا ملتحيا (بالشبشب)، فى مصر بعد سبه لها ومحاولة تحقيره لها كونها غير محجبة.. ورفعت السيدات أحذيتهن فى مظاهرة عارمة ضد السيد مرسى العياط الساكن قصر الاتحادية تهديدا ووعيدا وتحقيرا واستهزاءً.. مسألة رفع الحذاء إن صدرت من شخص يملك فكرا أو على الأقل له منافذ للظهور الإعلامى يعد تصرفاً ضده، لأنه صدر عن شخص يقال عنه شيخ أو رجل دعوة.
وهذا ما حدث فعلاً من الشيخ الداعية الشيخ أبوإسلام الذى رفع حذاءه ضد الناشط السياسى أحمد دومة ووضعه على المكتب، ما أساء للشيخ وللتابعين لفكره.. ووصمه بقلة الأدب وانعدام الأخلاق وضعف الحجة وبالإفلاس الفكرى.. دأب الشيخ أبوإسلام وعدد من شيوخ الدعوة فى العصر الإخوانى على إظهار أقذر ما فى النفس البشرية من انعدام أخلاق وتربية وتقمص شخصية "دون كيشوت"، يسب هذا ويلعن ذاك ويقلل محاولاً التقليل من قدر الناس، والمصيبة الكبرى أن الشيخ الداعية صاحب القناة الممولة وهابياً يظهر فى الإعلام عددا من المرات أسبوعيا ولكن كل ما يجيده هو السباب، ما يؤكد إفلاسه وانعدام حجته ويعكس غياب دولة القانون خاصة بعد تعيين النائب الخاص "المعين لحماية العشيرة من الزج بهم فى السجون مكانهم الطبيعى".
وبالطبع رفع الحذاء فى وجة الشيخ أبوإسلام أو ضربه به لا يفيد، لأنه كما ذكرت الكاتبة الأمريكية هيلين كلر "ربما أوجد العلم علاجاً لمعظم الشرور، ولكن لم يجد بعد علاجا لأسوأ تلك الشرور ألا وهى اللامبالاة وفقدان الحس عند الإنسان"، وهذا انطبق على أبوإسلام وعلى مكتب الإرشاد ومندوبهم ساكن قصر الاتحادية وعلى لجنة منعدمى الضمير الوطنى.
أخيرا فإن رفع الحذاء ضد أبوإسلام لن يفيد، لقد نجح الناشط السياسى الشاب أحمد دومة فى إحراق وإحراج أبوإسلام والواضح أنه رجل مفلس.. فالناشط أحمد دومة لم يرفع حذاءً ولم يرفع رشاشً ولكنه وضع حجته لتحرق شياطين الظلام وتجار الدين.
Medhat00_klada@hotmail.com