ومين قال إن الثورة اتسرقت؟!
كيف تكون الثورة قد سُرقت، بينما للإخوان وكلاء من أول يوم فى الميدان، هم الطرف الأهم فى كل ما وصف بأنه ثورة، وفقا لكل من تكلم عن دورهم الأبرز فيها؟!
فلقد صرح أحمد ماهر منسق حركة 6 أبريل، فى مايو 2012، بما يلى: "أيوة 6 أبريل هى الذراع اليُسرى للإخوان المسلمين وسنحكم مصر معا قريبا". وهناك مواقف كثيرة، توضح لنا أن كلمات أحمد ماهر تعبير عن الحقيقة بالفعل!! وأسوق فيما يلى بعض تلك المواقف الكاشفة، وليس كلها بالطبع، لأن المقال لا يسع.
فبعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب المنحل فى يناير 2012، وبعد أن ظهر أن أغلبية أعضاء المجلس من الإخوان أو المتأسلمين، تظاهرت حركة 6 إبريل، يوم الأحد الموافق 22 يناير 2012، أمام مقر حزب الحرية والعدالة بالمنيل، وطالبت "مجلس الشعب المنتخب بتولى مسئولية إدارة شئون البلاد، بدلا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة"!! وقد ظهر فى تلك التظاهُرة، بما لا يدع مجالا للشك، أن الحركة تؤيد حكم الإخوان لمصر وبمنتهى الوضوح. فماذا يعنى رغبتها نقل سلطات رئيس الجمهورية لبرلمان أغلبه من المُتأسلمين وعلى رأسهم الإخوان، غير ذلك؟!
ولكن فى ظل المواقف المتداخلة، ولأن أكثر سياسيينا المدنيين إما تائهين أو لا يهتمون بتلك السقطات الكاشفة، لأن مصالحهم أهم من مبادئهم أو من الوطن ككل، أو أنهم يدركون حقيقة 6 إبريل بالفعل ولا يبالون، فإن تلك الأمور كانت تمر مرور الكرام، إلا من قبل القلة!!
كما كانت 6 إبريل تسعى لعودة المُنسحبين من الجمعية التأسيسية فى يونيو 2012، تحت دعوى أنها لا تريد هيمنة المتأسلمين عليها، رغم أنها بالفعل ومع وجود كل المدنيين فيها، كانت بها أغلبية من المُتأسلمين، وكان يُفترض أن تُطالب حركة 6 إبريل بإسقاط التأسيسية من الأصل أن كانت تتوافق مع مبادئها!!
وبالطبع، فإن الجميع على علم ودراية بأن 6 إبريل أيدت مرسى الإخوانى وحاربت شفيق بضراوة. وكانت تلك، ضمن أهم العوامل لاختيار مرسى من قبل "عاصرى الليمون" من الهواة الجهلة بالوطن وتاريخه، وتلك كانت السقطة الأكبر فى إظهار انعدام المبدأ لدى تلك الحركة!!
ولأن بقية أعضاء 6إبريل وبعيدا عن قياداتها، لم يكونوا أصحاب قرار دعم مرسى فى بداية حُكمه، فقد أحدث هذا غضبا داخليًا شديدًا. وكان واضحا فى كثير من تلك المواقف، أن القيادات بالحركة فقط، هى التى تتفق مع الجماعة كليا، ولكن دعم مرسى كان أكبر من إمكانية احتمال الكثيرين فى داخل الحركة.
وكان من ضمن أهم أسباب الانشقاقات الأخيرة فى الحركة، أنها أصدرت أوامر داخلية بها بعدم التعرض لمؤسسة الرئاسة أو انتقاد جماعة الإخوان المسلمين، لتتسق تماما مع كون الحركة هى الذراع اليسرى للإخوان. إلا أن كل الحركة وليس فقط قيادتها، تتحمل الأفعال الجماعية مثل تظاهرات تأييد نقل السلطة للإخوان أو انتخاب مرسى!!
ولا يخفى هكذا، أن شعار "يسقط يسقط حكم العسكر"، كان قد مُرر من الإخوان عبر 6 إبريل أو أحمد ماهر شخصيا إلى الميدان، لأن الإخوان كانوا أصحاب المصلحة الأولى فى رفعه، لأن الجيش، كان عقبتهم الأساسية للحكم ومن ثم أخونة الدولة، وكان عليهم استغلال المدنيين كى يبقوا هم بعيدا عن المواجهة، ويقتنصوا الدولة فى النهاية، وفقا للخطة!!
لا!! لم تُسرق أية ثورة، ولكنها إخوانية من البداية، مثلها مثل كل هذا الربيع الإخوانى فى أغلب الدول التى حدث فيها، وقد استغل غضبات الشعوب على نُظمها!!
والله أكبر.. والعزة لبلادى.
وتبقى مصر أولا دولة مدنية.