رئيس التحرير
عصام كامل

تولي مسئول تركي منصب المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي يثير مخاوف مصر.. مصدر حكومي: إسنطبول تحاول الضغط على القاهرة من خلال المؤسسات العالمية.. خبراء: تولي تركيا منصبًا بـ«الصندوق» لن يؤثر

صندوق النقد الدولي-صورة
صندوق النقد الدولي-صورة أرشيفية

تعيين مدير الخزانة التركية، إبراهيم جاقرجي، في منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي أثار جدلا في الشارع الاقتصادي المصري، حيث يتخوف البعض من تأثير تركيا على قرارات صندوق النقد بشان مصر، خاصة في ظل وجود مباحثات سرية بين الحكومة المصرية ومسئولى صندوق النقد لإقراض مصر ما يقرب من 5 مليارات دولار لدعم الاحتياطي النقدي الأجنبي ومساندة الاقتصاد القومي للبلاد.


وفى هذا الأثناء استبعد الخبراء أن تضغط تركيا على سياسة صندوق النقد لتصبح حجر عثر، من جانبه قال مصدر حكومي رفيع المستوى إن تركيا تريد أن تكون حائط صد لمصر بعد عزل الشعب للرئيس الأسبق محمد مرسي، أكبر حليف لإسطنبول.

قال عاطف حرز الله، مدير بأحد البنوك العامة، إن سياسة صندوق النقد الدولى سياسة موحدة، ولن يمكن أن تؤثر شخصية تركية في القرارات العليا للصندوق، مشيرا إلى أن الصندوق يدار بشكل مؤسسى.

وأضاف «حرز الله»، أن مصر لم تجدد حتى الآن المفاوضات مع صندوق النقد الدولى، وفى حالة تقدمها سيمنح الصندوق أكثر من 5 مليارات دولار، خاصة بعد الإصلاحات المالية التي قامت بها الحكومة في الآونة الأخيرة.

وأوضح أن مؤسسة صندوق النقد بها دول أعضاء مؤثرة أكثر من تركيا، ومعظمها مؤيد لخريطة الطريق المصرية، لذلك لا يمكن لدولة أن تؤثر في سياسات الصندوق.

وأكد فخرى الفقي، المساعد السابق للمدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، أن تعيين تركى كمدير تنفيذى لصندوق النقد لا يؤثر على قرارات المؤسسة المالية في حالة الموافقة على إقراض مصر لدعم الاقتصاد القومى والاحتياطي النقدى الأجنبى.

وأضاف «الفقي»، أن سياسة صندوق النقد، لا تخضع لسياسة دول، مشيرا إلى أن الشخصية التركية التي تولت منصبا قياديا بصندوق النقد الدولى لا يمكن أن تملى على الصندوق إملاءات كما يتصور البعض.

وتوقع «الفقي»، أن يقوم صندوق النقد الدولى في المرحلة المقبلة بالموافقة على إقراض مصر خاصة بعد الإصلاحات المالية التي قامت بها الحكومة في الآونة الأخيرة من تحريك أسعار الطاقة وغيرها.

جدير بالذكر أن «إبراهيم جاقرجي»، مدير الخزانة التركية تم تعيينه رئيسا للمجلس التنفيذى لصندوق النقد الدولى، خلفا للنمسا، حيث سيتولى مهامه اعتبارا من الأول من نوفمبر (2014).

أنشئ صندوق النقد الدولي مع نهاية الحرب العالمية الثانية في سياق السعي لبناء نظام اقتصادي دولي جديد أكثر استقرارا وتجنبا لأخطاء العقود السابقة التي أسفرت عن خسائر فادحة، وعلى مدى الستين عاما الماضية، ظل الصندوق في حالة تغير وتكيف دائمة، غير أنه تشكل مند إنشائه بفعل أحداث التاريخ وتأثر بالأفكار الاقتصادية والسياسية السائدة على مر السنين.

ومجلس المحافظين، الذي يضم ممثلين لكل البلدان الأعضاء، هو صاحب السلطة العليا في إدارة صندوق النقد الدولي، وهو يجتمع في العادة مرة واحدة سنويًا خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
الجريدة الرسمية