رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى النجار يكتب شهادته عن "منع القافلة الشعبية لغزة".. قوات الجيش رفضت إمضاء المشاركين على إخلاء طرف و"تحمل مسئولية أنفسهم".. ضابط عنف خالد على ورفع السلاح على الشباب

 البرلماني السابق
البرلماني السابق "مصطفى النجار"


كتب البرلماني السابق "مصطفى النجار" عبر صفحته بالموقع الاجتماعي "فيس بوك"، شهادته عما حدث في القافلة الشعبية التي تحركت أمس لدخول قطاع غزة عبر معبر رفح، والتي منعتها قوات الجيش من الدخول، فقال: "أولا، القافلة حصلت على تصريح بالتحرك وتم الإعلان عنها في مختلف وسائل الإعلام منذ 10 أيام، وتحركت أمام سمع وبصر الجميع أمام نقابة الصحفيين فجر أول أمس، وبوصول القافلة طريق الإسماعيلية ثم منطقة المعدية بالقنطرة، رافقتها قوات أمنية سهلت عبورها إلى سيناء، أي أن الدولة وأجهزتها كانت تعلم بها ولم تكن عملا فجائيًا، بل إن أحد الضباط الذين استقبلونا عند المعدية قال لنا "احنا متبلغين بالقافلة وجينا عشان نيسر لكم تعدوا بسرعة وسط الزحمة".

صدمة «بالوظة»
وأضاف: "ثانيًا، تفاءل الجميع بهذه البداية ثم أصابتهم الصدمة عقب الوصول لكمين "بالوظة"، في سيناء، حيث فوجئنا بالضابط المسئول عن الكمين يخبرنا برفض استمرار القافلة وطلب العودة للقاهرة، وكان هذا تقريبا في تمام العاشرة صباحًا، في البداية قال الضابط: "أنا معنديش أوامر بدخولكم ولا أوامر بمنعكم ومنتظر الأوامر"، وبعد نصف ساعة، قال "مفيش قوة تأمين عشان تدخل معاكم فخلاص ارجعوا على القاهرة"، فاقترح الشباب أن يوقع كل مشارك على إخلاء طرف للسلطات وأنه يتحمل مسئولية نفسه، ورفض الضابط وقال "محدش هيعدى"، ثم جمع سائقي الأوتوبيسات وسحب منهم الرخص وهددهم إذا لم يغيروا اتجاههم للقاهرة مرة أخرى".

تعنيف خالد على
وتابع: "ثالثًا، أصيب الشباب بحالة من الغضب والإحباط بسبب هذا الرفض الغريب والمفاجئ لعبور القافلة والتي كان يمكن منع تحركها من القاهرة أو الإسماعيلية أو حتى قبل عبور قناة السويس، واستغرب الجميع لماذا يعلنون الآن الرفض في هذا المكان النائى الواقع وسط الصحراء، ولماذا تركونا نسير كل هذه المسافة ؟، بعض الشباب بدأ يهتف غاضبا وكلها هتافات ضد إسرائيل ودعم للمقاومة، وحاول شاب واحد ترديد هتاف يسقط حكم العسكر، فمنعه الجميع ولاموه بشدة وتم إسكاته بل وهتف الشباب ( الجيش المصرى ولادنا )، الضابط كان يتعامل بعصبية شديدة جدا وبأسلوب غير معتاد من الضباط الكبار، وتحدث إلى الأستاذ خالد على بطريقة عنيفة جدا، وقال له "أنتم مش وطنيين ونواياكم الحقيقية بانت وقدامكم عشر دقائق وتمشوا من هنا وإلا أنا هتصرف بطريقتى وهوريكم".

رفع السلاح على المشاركين
واستطرد النجار: "رابعًا، لم أكن من منظمى القافلة ولا من أعضاء اللجنة التنسيقية لها وكنت مجرد مشارك، ولكن حين رأيت الموقف يتصاعد بهذا الشكل أسرعت بالتحرك لمنع أي تصادم محتمل بين جنودنا وبين الشباب، فذهبت للضابط بعد حدته على الأستاذ خالد على وعرفته بنفسى وطلبت منه أن نتكلم سويا بعيدا عن الشباب الغاضب حتى يمكن استيعاب الأمر ومنع أي مشكلة محتملة، وبينما كنت أحدثه، فإذا به فجأة ينادى على عسكري ويقول له ( هات السلاح دا ) وأمسك بالفعل بالسلاح وشد أجزاءه وكأنه سيطلق النار وتركنى واقترب من الشباب وهو يرفع السلاح في يده ويصرخ فيهم، مهددًا بضرورة إخلاء المكان، عند هذه اللحظة أدركت أن محاولات النقاش لن تفلح في ظل هذه الطريقة الغريبة التي تعامل بها الضابط والتي لم نعهدها من قبل في التعامل مع ضباط برتب كبيرة، وانسحبت ونصحت أعضاءً باللجنة التنسيقية للقافلة بضرورة احتواء الشباب الراغبين في التصعيد وتحدثت مع مجموعات من الغاضبين المصرين على المرور واستكمال القافلة وقلت لهم "لن نتصادم أبدًا مع جيشنا ومشكلتنا ليست مع هؤلاء الجنود الغلابة الذين ينفذون الأوامر وقرار المنع سياسي ولا شأن لهم به".

العودة إلى القاهرة
وأردف: "خامسًا، أصيب عدد من الشباب والفتيات بحالة غضب وصدمة من هذه الطريقة القاسية في التعامل، مع وصول تعزيزات كبيرة من الشرطة العسكرية حاصرت الجميع وأرغمت الأوتوبيسات على الابتعاد كثيرا عن المكان وتغيير اتجاهها للعودة للقاهرة.
ورغم أن عددًا كبيرًا من الشباب جلسوا على الأرض تحت عجلات الأوتوبيسات لمنعها من العودة، فإن الأوتوبيسات تحركت للأمام ثم عادت مرة أخرى لطريق القاهرة، وانخرط عدد من الشباب خاصة من الفتيات، في البكاء وأصروا على الجلوس على الأرض وقالوا "سنعتصم حتى يفتحوا لنا الطريق"، وانشغل عدد كبير من الشباب بإقناع زملائهم بضرورة الانصراف وتفويت فرصة أي تصادم وقالوا لهم ( عملنا اللى علينا قدام ربنا وهما اللى منعونا مش عايزين حد يتأذى ) واستمرت الاختلافات بين مصرين على الاعتصام وزملائهم، واللجنة التنسيقية للقافلة التي كان قرارها بعد استطلاع رأى الأغلبية بالعودة للقاهرة".

التفتيش
كما أضاف قائلا: "سادسًا، من المفارقات الغريبة التي تحتاج لتفسير، أننا منذ تحركنا من القاهرة وحتى الوصول لسيناء، لم يتم تفتيشنا نهائيًا، ولا تفتيش الأوتوبيسات، رغم كل الكمائن التي مررنا بها وعبرنا القناة دون تفتيش، وفى طريق العودة تغير الوضع ليتم تفتيشنا 3 مرات وتفتيش حقائبنا والأوتوبيسات. والمفارقة الأخرى لمن يدعون أن سبب منعنا من الوصول لرفح عدم وجود قوة لتأميننا، هو وجود هذه القوة الكبيرة من الشرطة العسكرية التي رافقتنا طوال الطريق حتى بعد عبورنا القناة عائدين لطريق الإسماعيلية، بل كان الأكثر غرابة أن الضابط المسئول عن الكمين ترك الكمين ورافقنا هو الآخر مع قوة مكونة من (سيارات عسكرية محملة بالجنود وموتوسيكلات وملثمين) حتى اطمأنوا إلى خروجنا بعيدًا عن مجرى قناة السويس ودخولنا طريق الإسماعيلية.
هل من مجيب على هذه التساؤلات؟ ".

حملة ضد القافلة
واختتم النجار حديثه، قائلا: "منذ الأمس وأصدقاء إسرائيل في مصر يشنون حرب تشويه ضد القافلة ومن شارك فيها، ووجدت "بوستات" وحملات على "فيس بوك" و"تويتر" تسبنا جميعًا، ووصلت حقارتهم لسب أحمد حرارة، ضمير الثورة المصرية، ومعايرته بفقدان بصره، والعجيب أن هؤلاء الصهاينة الجدد منذ اندلاع حرب غزة يهاجموننا على رفضنا للعدوان ودعمنا للشعب الفلسطينى، ويسألون بسخرية "لماذا لا تذهبون إلى غزة وتساعدونهم ؟".
الجريدة الرسمية