الاستثمار في الدم الفلسطيني
كنت قد قررت أن أخصص هذه المقالة لتقديم كل التقدير والامتنان لعصام كامل وباقى فريقه في «فيتــو» على ما لقيته منهم من الوفاء والشهامة والأخلاق النبيلة حيال وقفتهم معنا طوال فترة مرض زوجى حتى لقي وجه ربه الكريم، ولكن أحداث غزة غطت على أحزانى الشخصية لتتداخل فيها أحزانى على كم الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين سقطوا ويسقطون جراء الإجرام الإسرائيلي على القطاع.
من الأمور المستفزة تصريحات البهوات والباشوات المنعمين بأموال قطر في فنادق الدوحة وتركيا ولندن وباريس وغيرها ويلبسون أفخر الثياب من الماركات العالمية بل يتزيدون فيتهمونها بالمشاركة في حصار غزة مثل إسرائيل.. هؤلاء هم باشوات الخارج أمثال خالد مشعل وأمثاله من مرتزقة قناة الجزيرة وجماعة الإخوان الإرهابية.
أما الأبواق المصرية في الداخل من السادة الكتاب المتأمركين والمتأخونين فحدث ولا حرج، يهاجمون وطنهم وجيشهم ويتهمون مصر بعدم تقديم الدعم الكافى ماديًا وسياسيًا وإنسانيًا، ويبدو أن على عيونهم غشاوة فهم لا يبصرون.. هم لا يعترفون بأن معبر رفح قد فتح مع بداية العدوان ويتناسون أن هناك 6 معابر أخرى لم يرد أي ذكر لها في كتاباتهم.. هم لا يرون عدد سيارات الإسعاف التي تحمل الجرحى الفلسطينيين إلى شتى مستشفيات مصر.. هم لا يبصرون المساعدات الطبية والإنسانية التي ترسل إلى القطاع.. هم لا يعترفون بالمساعى الدبلوماسية التي تبذلها القاهرة للتهدئة، وكأن الحل الذي يريدونه هو الزج بالجيش المصرى لمواجهة إسرائيل.. وعجبى!!
اخرسوا يا من تتحدثون وتتاجرون وتتهمون مصر بالتقصير.. أين الأمم المتحدة وأمينها السيد بان كى مون؟ أين جامعة الدول العربية أم هي أصبحت تأتمر بأوامر قطـر؟ أين المجتمع الدولى وعلى رأسهم أمريكا المتواطئين على تدمير اتفاق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وباقى الفصائل الفلسطينية، أم إنهم لا يملكون سوى التصريحات؟ أين منظمات حقوق الإنسان من حقوق القتلى من النساء والأطفال في غزة أم إن سكان فلسطين لا ينتمون إلى الإنسانية وأن إسرائيل على رأسها ريشة؟
أقول للجميع كفاكم متاجرة واستثمارا في الدم الفلسطينى فقد أصبتونا بالغثيان.