فيلم هندى.. وقفا (المُغير)!
كنت أعتقد أنه فيلم هندى من البداية، استدراج الجيش الإسرائيلى لعملية انتقامية في غزة، وتتقدم مصر بمبادرة، فيتم رفضها من إرهابيى حماس، ثم القفز على حِجر (أردوغان)، وياريت (أردوغان) بيعرف يعمل حاجة، بلا نيلة، ده إسرائيل عايشة عنده في بلده مع القواعد الأمريكية، واكلين شاربين قاضيين كُل حاجتهم، لكن تقول إيه بقى؟ الحركة القارعة بتاعة علامة الصوابع اللى اخترعها دى، حتى يزحف خلفه دلايل الإخوان في بلدنا على بطونهم، جعلت منه بطلًا قوميًا عند الهُطل!
فيما بعد تقدمت مصر بالفعل بمُبادرة لا تختلف كثيرًا عن المبادرة التي تقدمت بها في عصر الرئيس المقلوع (محمد مرسي)، وطبعًا تم رفضها؛ فالغرض هو الرفض من الأساس، قال يعنى كده تم تقزيم حجم مصر، وتهميش دورها، طيب الناس اللى بتقتل في غزة بالعشرات والمصابين دول ذنبهم إيه في رفض المبادرات؟ يا عم أومال إحنا عاملين الفيلم الهندى ده ليه؟!
واحد يقول لى الناس عايزة تقاوم يا جدع، مش من حقهم يقاوموا الاحتلال؟ أقول له من حقهم طبعًا، ويقاوموه بالكلمة والرأى والتفاوض والسلاح، ويضربوا إسرائيل مش بالآر بى جى، لكن بالقنبلة الذرية كمان، بس ليه تحولوا فجأة لقطط سيامى ومضوا على معاهدة لإيقاف المقاومة أيام (مرسي)، والتزموا بيها لدرجة إن بعضهم لو كان عنده شوية غازات في بطنه كان بيكتمها، خوفًا من تسببها في صوت يفتكروه نقض للاتفاقية، أليس هذا دليلًا على أن ما يحدث الآن عندما يُضاف إلى ما حدث قبل عامين يؤكد أننا نشاهد فيلما هنديا هابطا؟!
طبعًا إخواننا المحزوقين أوى لا بيهمهم مبادرات ولا بتاع، وتلاقى كُل واحد طالع يلطم على صداغه قدام الكاميرات ويقول لك محاصرينهم وقافلين عليهم المعابر، طيب يا سيدنا المعابر مفتوحة للحالات الإنسانية، واللا المفروض تتفتح على البحرى لكُل من هب والدب، ونرجع نقول ياريت اللى جرى ما كان؟ هل تذكر اجتياح الفلسطينيين للمعبر من قبل عام 2008؟ وهل قرأت شيئًا عن خطة توطين الفلسطينيين في سيناء، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية، وتخلُّص إسرائيل من أعباء غزة؟! طيب هل شاهدت مساعدات الجيش المصرى لأهلنا هناك؟ طبعًا هاتسمَّعنى الأسطوانة المشروخة بتاعة باعتين لهم فول وزيت، ده على أساس إن إحنا هنا بنفطر كافيار وبنتعشى فيليه!
طيب لماذا لم يتدخل الجيش المصرى في غزة تلبية لمقولة (السيسي) الشهيرة "مسافة السكة"؟ لو تدخَّل الجيش المصرى في غزة، فربما يجد ما لا يسرّه من كتائب القسام ومتحمسى حماس، فهم يتوعدوا الجيش اللى حارقهم بكُل ما لذ وطاب من القتل والتفجير والاغتيالات، ومحاولاتهم (وإنجازاتهم) على أرض مصر لا تنتهى في هذا المجال، إيشحال لو راح لهم هناك، بركة يا جامع، جولنا برجليهم، لا تندهش مُطلقًا لو خرج هؤلاء من مكامنهم وأولوا ظهورهم للجيش الإسرائيلى ليُقاتلوا الجيش المصرى، تبعًا لفتوى الخَرفان (القرضاوى) الذي أكد لهم في أكثر من خطبة جمعة باطلة وعلنية أن دم الجنود المصريين حلال، وأن الجيش الإسرائيلى أكثر رحمة من الجيش المصرى!
ولعلمك اتفاقية أوسلو التي وقَّعها الفلسطينيون مع الإسرائيليين قبل سنوات، تحمل بندًا صريحًا يؤكد أن إسرائيل وجيشها يتكفلان بحماية أراضى الحُكم الذاتى الفلسطينية ضد أي عدوان خارجى، تاركين للسُلطة مُهمة تكوين جهاز شرطى فقط، يعنى وقتها ستكون بمثابة حرب رسمية بين مصر وإسرائيل، وهى الحرب التي رفضها الإخوان أيام (مرسي) بدعوى إن البلد مش مستعدالها، رغم إنهم كانوا ميتين عليها أيام (مبارك) بـ"ع القدس رايحين شهداء بالملايين"، ثم مسحوها بأستيكة وخافوا من الشهادة علشان الكُرسى حلو، ولما اتمسحوا من الحُكم ووقعوا تحت الكُرسى تانى، وأصبحت أكثر أمنياتهم وشائعاتهم العبيطة هي الحديث عن الانقسام في الجيش المصرى، وحرب الجيش لبعضه البعض، ولم يحدُث ذلك، أصبح لزامًا عليهم الدعوة للحرب مع إسرائيل الليلة يا عُمدة!
هل نخاف الحرب؟ وهل نرفضها من أجل تحرير فلسطين؟ أكيد لأ، لكن الحرب لها تكاليف، والأهم من التكاليف، الحرب لا تأتى اعتباطًا، هل تعرف كَم الإهانات والسخافات التي تحمَّلها الرئيس (السادات) والجيش المصرى العظيم، وشعبهم يظن أنهم باعوا القضية، ولن يحسموا أمر الحرب، وبالتالى لن يستعيدوا سيناء، قبل أن يفاجئنا الأبطال، وخير جنود الأرض وجيوشها بحرب العاشر من رمضان المجيدة، ليستعيدوا الأرض والكرامة؟ إنها الحرب التي كان (صبحى صالح) الإخوانجى قاعد يتغدى ساعتها لما سِمِع بيان العبور، رغم إننا كُنا الساعة 2 الظهر في رمضان (والفيديو على اليوتيوب)، جايز كان عنده عُذر، ماهى أعذار الإخوان مش بتخلص، فاعذروهم!
خارج الموضوع إلا قليلًا: لم تُفاجئنى شماتة رجُل (خيرت الشاطر) اللى اسمه (أحمد المُغير) في الجيش المصرى وشهدائه الجدد في الوادى الجديد، وبصراحة مش عارف إيه حكاية رجُل (الشاطر) الملتصقة بالبتاع ده، مش فاهم مين فيهم الراجل بتاع مين، وبيعمل إيه بالزبط علشان يتسمى كده؟ ولكن ما أعرفه (واليوتيوب موجود برضو) إن (المُغير) واحد من القلائل في هذا العالم الذين كان قفاهم ميدانًا لمعركة عنيفة طاحنة قبل سنة وشوية، وفى بلدنا ينظرون للشخص اللى بينضرب على قفاه نظرة مش ولابُد، وربما يكون تلقى الصفع على القفا هو تكتيك جديد يستخدمه الإخوان، وربما يكون هوايه مش عارف، ولو سألت (المُغير) زى (صبحى صالح) إنت كنت بتعمل إيه يوم عشرة رمضان لما سمعت نبأ العبور إنت راخر، هايقول لك كنت قاعد بنضرب على قفايا!