قصة المؤامرة على وزير الدفاع في جريمة الفرافرة !!
بأسرع من الصوت أشار عمرو عبد الهادي الإرهابي الإخواني المتقطرن، وفي هذيان لا مثيل له، إلى تدبير جريمة الفرافرة للتخلص من وزير الدفاع البطل الفريق صدقي صبحي، ولأن الدواخل النفسية تلعب آلاعيبها على تفكير بعض البشر، لذا استدعي المذكور من الذاكرة جريمة مرسي وجماعته في حادث رفح، والذي ظن المعزول- وبعض الظن إثم - أنها فرصة للتخلص من شراكة القوات المسلحة في الحكم، ورقابتها على جماعة إرهابية صعدت إلى الحكم في غفلة من الزمن ومن الناس.
لكن، ولأن الدولة المصرية، عريقة وكبيرة تظل القوات المسلحة عمودها الأساس، لذا لم يستوعب الإرهابيون الدرس، ويبدو وبكلام عبد الهادي الإرهابي، أنهم لم يستوعبوه حتى الآن، فالدولة والقوات المسلحة، من في السلطة ومن خارجها كلهم بالفعل على قلب رجل واحد، بل يبدو جليا أن المستهدف الأول من الإجرام الذي جري هو السيسي نفسه، وهو من عاني وهو وزير للدفاع من عمليات كتلك، وهي كلها لم تدعو إلا إلى التماسك، وليس إلى الانهيار السريع، وهي النقطة التي أشرنا لها في مقال سابق من اتزان الدولة وعدم تسرعها في معاقبة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، رغم ما يشهده الشارع المصري من جرائم دفع ثمنها عشرات الضباط والجنود من أبناء مصر والداخلية، وهو ما يؤكد وعي الدولة بعدم تقديم تبرعات مجانية للإرهاب وكذلك إظهار روح المسئولية الجماعية وإدراك ما جري في الداخلية من تخريب وقت حكم الجماعة الإرهابية.
وهنا يبدو ما ينطبق على الداخلية ينطبق من باب أولى على وزارة الدفاع، صاحبة المسئولية الأولى في الحفاظ على الدولة المصرية وحماية حدودها ! وبما ليس فقط ينفي فكرة المؤامره بل يدعو إلى السخرية منها والاشفاق على أصحابها !
هنا يبدو السؤال العبيط: لماذا يتآمر الإخوان على الجيش ؟ وهنا نصحح صيغة السؤال فورا: هل بلغ الإخوان هذا الحد من التآمر العلني المشبوه وإلي حد بذل المستحيل لإحداث شرخ بالقوات المسلحة المصرية؟ وهل إذا حدث ذلك لا قدر الله سيعود مرسي؟ أو حتى غير مرسي ؟ أم أن خرابا سيحل بهذا الوطن؟
بالطبع تبدو الآن المؤامرة جلية لا لبس فيها، والانتباه للمشهد كله يفيد وفي يوم الجريمة بأن شائعات منذ الصباح تطول الجيش الذي اتهمه نشطاء بتعطيل قوافل إلى غزة، ثم اتضح آخر اليوم كذبها كلها بل إن خالد على المحامي اتهم بتطاوله على ضابط جيش كبير، ولم يعاقب وترك إلى حال سبيله، وقبل ذلك وعلي مدى أيام تمت السخرية من الجيش لمجرد أنه يساهم في تقديم سلع العيد لفقراء الوطن ضمن مهامه الكبيرة المهمة والطيبة، وهو ما يجعلنا نطرح علامات الاستفهام الكبيرة جدا !
لا نقول إن أعضاء قوافل المساعدات شركاء في إطلاق قنابل الدخان قبل العدوان على الجيش، والتمهيد لكراهيته إعلاميا بل إن منهم مخلصون أوفياء جدا، لكن: فتشوا عن من يدير ويخطط ويوجه، ومن يوظف ويحرك ويوزع الأدوار من بعيد، وفتشوا أيضا: عن من يقبل التوظيف ومن يرتضي بالتحريك، مره بالاستهبال، ومره بالتغابي، ومرات بالضلوع المباشر !!