رئيس التحرير
عصام كامل

أديب تونسي يتهم صاحب «عزازيل» بالسرقة.. العيادي: يوسف زيدان لص محترف ولا يستحق «البوكر».. وروايته مسروقة من «هيباثيا».. زيدان: أنا كاتب عالمي والعيادي «كذوب»..

 الأديب التونسى كمال
الأديب التونسى كمال العيادى

اندلعت معركة أدبية عنيفة بين الأديب التونسى كمال العيادى والروائى المصرى العالمى الدكتور يوسف زيدان، سقطت خلالها الأقنعة، وتبارى كل طرف في النيل من الآخر، «العيادى» يصم «زيدان» بالسرقة الأدبية، يتهمه باقتباس روايته الأشهر «عزازيل» من رواية «هيباثيا» الإنجليزية، لكن «زيدان» يسخر من «العيادى» قائلا: «كيف أسرق رواية إنجليزية ثم يكرمنى الإنجليز أنفسهم»؟

العيادى لا يكتفى بهذا، بل يطعن في جميع كتابات «زيدان» مرة واحدة، فينفعل الأخير غاضبا: «أنا يوسف زيدان.. فمن أنت».. «فيتو».. ترصد لكم جانبا من تلك المعركة عبر السطور التالية.

«انكشف قُبح الأكذوبة، وراح المحتارون يبحثون عن حيلةٍ أخرى، فقالوا إن رواية «عزازيل» مأخوذة من رواية لقس إنجليزى كتبها تقريبا في سنة 1850 ! وهو ماردّده الفَسلُ التفه الذي حذفته من صفحتنا، لسُخفه المفرط وبجاحته نادرة المثال، ولكن لأننى لم أشارك في ندوةٍ له، هدّدنى المسكين وانقلب علىّ وهو أصلا المقلوب، وكتب رقعةً رقيعةً يظنها مقالة، يتّهمنى فيها بسرقة المؤلف الإنجليزى ! ولم يعلم المسكين أن “عزازيل” مترجمة للإنجليزية، وأصدرتها واحدة من كبريات دور النشر الإنجليزية، ونالت جائزتين هناك: جائزة مهرجان إدنبره الأدبي، التي تشرف عليها جريدة الجارديان، لأفضل كتاب مترجم إلى الإنجليزية. وجائزة “بانيبال” لأفضل عمل روائى مترجم للإنجليزية.. فهل صار هذا المسكين، أعلم من الإنجليز بأعمالهم وما يُسرق منها ؟!

هكذا استهل الروائى المصرى العالمى الدكتور يوسف زيدان، كلامه في سياق تعليقه على ما ورد على لسان الكاتب التونسى «كمال العيادى»، مضيفا: «لولا إلحاح كثير منكم، ما كنت لأكترث لما كتبه هذا المأزوم الباحث عن الضوء، في الظلام، ولعله بعد انكشاف سوءته وافتضاح سوئه، إن كان يعرف الخجل أصلًا، يعود إلى بلاده ويترك مصر التي يعيش تحت سمائها، ويُهاجم كُتّابها»، كما كتب كلاما مشابها لذلك على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».

وفى شأن رواية «عزازيل» تحديدا، قال الكاتب والروائى الكبير يوسف زيدان لـ«فيتو»: إن رواية «عزازيل» تتحدث عن نفسها ولا تحتاج لمن يتحدث عنها، فقد حصلت على جائزتين في بريطانيا في عامى 2012 و2013، بخلاف جائزة «البوكر» عام 2009، كما تُرجمت إلى خمس وعشرين لغة، مؤكدا على أنه لم يُكتب باللغة العربية رواية مثل «عزازيل».

«زيدان»، الذي بدا على غير عادته منفعلا، أكد أن رواية عزازيل ليست مسروقة، كما يدعى البعض، من رواية «هيباثيا»، التي كتبها القس تشارلز كنجزلى عام 1853، قائلا: «أنا لا أعرف عنها شيئا، ولم أرها من قبل، ولكن كل ما قرأته عنها أنها ليست رواية وإنما قصة كنسية وعظية».
وينفى «زيدان» أن يكون تورط في روايته في الإساءة إلى الديانة المسيحية، أو الطعن في الذات الإلهية، مستعينا بشهادة بابا الفاتيكان، رأس المسيحية في العالم، الذي انحاز للرواية وأكد أنها تنتصر للمسيحية ولا تطعن فيها، كما تدعو إلى المحبة ونبذ العنف، وهو ما تداولته الصحف العالمية يومئذ.

وعن تفاوت مستوى كتاباته وتباينها، يدافع «زيدان» بصوت أكثر انفعالا، ويؤكد على أن هذا لا يُشينه، بل يعكس قدراته الفائقة، التي تجعله لا يكتب شيئين متشابهين، قائلا: « كونى كاتبا مختلفا لا يكتب شيئين متشابهين حتى على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، لا يعيبنى على الإطلاق، ويعكس تمتعى بموهبة نزيف الكتابة المستمر الذي لا ينبض»، مستشهدا بقائمة أعماله مثل: عزازيل واللاهوت العربى والنبطى ومحال وثلاثية متاهات الوهم ودوامات التدين وفقه الثورة، نهاية بـ «جوانتانامو» التي وزعت 21 ألف نسخة في شهر واحد، على حد قوله.
وفى شأن معركته مع القس عبد المسيح بسيط، أكد زيدان أنه خرج منها منتصرا، حيث حصل على حكم قضائى بسجنه 3 أشهر، ولكنه تنازل عن القضية تقديرا لمنصبه الدينى وللأخوة المسيحيين.

كما يسخر زيدان مما وصفه بادعاء العيادى بأنه كان مدعوما من نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ما كان سببا في رواج أعماله، مستدلا بأرقام مبيعات روايته الأخيرة «جوانتامو» التي وصل توزيعها إلى 21 ألف نسخة خلال شهر واحد، على حد قوله.

ويرى «زيدان» أن السبب في هجوم العيادى المنتظم عليه، هو رفضه حضور ندوة له بمكتبة الإسكندرية، حيث قال: «العيادى طلب منى أن أشاركه إحدى ندواته في مكتبة الإسكندرية، وأنا رفضت، وقلت له إننى لم أدخل المكتبة منذ أن خرجتُ منها، ولم تطأ قدمى المكتبة طالما أن الدكتور إسماعيل سراج الدين موجود بها»، مشددا على أن العيادى ألح عليه كثيرا حتى يلبى الدعوة، قائلا له: « أنت الكبير الذي علمنا «، واستمر عدة شهور يرسل إليه رسائل بنفس المعنى - والتي مازلت أحتفظ بها – والكلام لزيدان، و«عندما وصل الكاتب التونسى إلى قناعة اننى لن ألبى هذه الدعوة، اطلق هذا الكلام الفارغ الذي ليس له أي أساس من الصحة».

ويرى زيدان أن هناك الكثير من الصغار الذين يحاولون الصعود على أكتاف الكبار بنشر الشائعات، بغرض الشهرة، متسائلا: «من هو كمال العيادى أو زوجته.. هل سمع عنهم أحد من قبل» ؟!

و اختتم يوسف زيدان حواره مع «فيتو»، مؤكدا اعتزامه مقاضاة العيادى وكل الصحف التي انحازت له ووقفت في صفه.
لا يرى الكاتب والأديب والسيناريست التونسى كمال العيادى، في الروائى المصرى العالمى الدكتور يوسف زيدان، ما يجبره على احترامه وتقديره، بل يراه مُتخما بالنقائص والصغائر، فـ«زيدان» الذي يحصل على التكريمات في الداخل والخارج على أعماله الأدبية، يبدو في نظر الأديب التونسى، الأدنى شهرة وصيتا، لصا محترفا، يقتات في أعماله الأدبية على كتابات قديمة مهجورة، ومن ثم لا يستحق أن يحصد جائزة أو ينال تكريما، أو يُشار له بالبنان!

«فيتو» استضافت «العيادى»، في أمسية رمضانية على ضفاف النيل الخالد، وناقشته في سر هجومه العنيف والمتدفق على شخص «زيدان» وفنه وأدبه.
استهل «العيادى» هجومه على «زيدان» باتهامه بسرقة رواية «عزازيل»، الأكثر شهرة في قائمة أعماله، من رواية «هيباثيا»، التي كتبها القسيس «تشارلز كنجزلى» عام 1853 ميلاديا، مشددا على أن الروايتين متشابهتان في كل شئ، «نفس الشخوص، ونفس الإطار المكانى والزمانى والأحداث، كل شيء في رواية عزازيل يطابق رواية «هيباثيا»، لم يزد عنه إلا المخطوط السريانى الذي أضافه عليها، رغم أنه لا يعرف اللغة السريانية»، على حد قوله.

يرى «العبادى» أن أعمال يوسف زيدان، متباينة المستوى بشكل لافت، وهو ما يعتبره دليلا قويا على صدق اتهامه للروائى المصرى الكبير بالسطو على أعمال غيره، ويرفض العبادى رد زيدان بأنه يطور أساليبه، من عمل إلى عمل، ومن مرحلة إلى أخرى، ومن ثم يكون هناك اختلاف وتباين، قائلا: «زيدان لا يطور أدواته، إنما يختلف في كل مرة بنسبة 180 درجة عن سابقته، فلا علاقة أسلوبيا ولا لغويا ولا النفس السردى بين كتاباته التي قرأناها، وهذا يجعلنى أشكك في كل كتاباته بدون أي استثناء، خاصة أنه لا يجيب عن أسئلة جوهرية»، متسائلا: كيف يمكن لكاتب في عام ونصف العام أن يتطور هذا التطور الخطير؟!

تابع العيادى: « المستوى المدهش لرواية «عزازيل» دفعنى للبحث والتقصى، لأننى أدركتُ منذ الوهلة الأولى أنها تفوق قدرات «زيدان» المحدودة، ولا يكتب مثل هذه الرواية سوى أديب عبقرى، ولكن سرعان ما اكتشفتُ أنها منقولة من رواية « هيباثيا»، المكتوبة في القرن التاسع عشر الميلادى».

أضاف «العيادى»: «عندما بدأتُ عملية البحث حول الرواية، اكتشفت رواية إنجليزية قديمة اسمها « هيباثيا « والتي تنتهى إلى عكس النتائج التي وصل إليها زيدان عبر إضافة المخطوط السريانى الذي يقطع أي ارتباط إنسانى بالله».
وأكد العيادى أنه عندما سأل زيدان عن ذلك، أجابه بأنه لا يعرف أن هناك رواية اسمها «هيباثيا»، مستدلا في الوقت نفسه بالسجال العنيف الذي دب بينه « أي زيدان» وبين القس عبد المسيح بسيط، وقت إصدار الرواية، الذي يعتبره أول من نبه إلى واقعة السرقة الأدبية.
وأوضح «العيادى» أنه رجع إلى نسخة الرواية باللغة الالمانية ونشر أصلها لكل المهتمين بالمراجعة والمقارنة،
وأثبت لزيدان بالدليل بأنه سارق، على حد قوله.

وسخر «العيادى» من وصف زيدان لنفسه بأنه كاتب عالمى لا يلتفت إلى مثل ما يردده البعض، قائلا: «أن على زيدان أن يأتى بالدليل الذي يثبت براءته، ولكن ليس من المنطقى أن يقول: لا ينبغى لأى كاتب عربى أن يتطاول على كاتب عالمى، فهو بالنسبة لى ليس كذلك، ولا يزال يحتاج إلى خمسين عاما كى يصبح عالميا».

يكشف «العيادى» في سياق حواره مع «فيتو» عن أنه يعتزم البحث في جميع أعمال «زيدان»، وفضح عوارها، لافتا إلى أنه دشن مشروعا بعنوان «لن يمر من هنا»، بهدف كشف السرقات الأدبية وفضح أصحابها، مؤكدا أن السرقات الأدبية من أخطر أنواع السرقة، لأنه عندما يسرق اللص ساعة حائط أو آنية زهور من بيت، يمكن أن تُعوض، وإنما حينما يسرق اسما ورسما وجهد كاتب كاملا وهو ميت أو حى، فهذا أفظع وأبشع أنواع السرقات التي لابد أن تعاقب بصرامة على الأقل بفضحها»، على حد وصفه.

كما يرى العيادى أن يوسف زيدان كان مدعوما من نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ما كان سببا في رواج مبيعاته !
وعما يقصده من الغمز واللمز في بدايات زيدان وتذكيره بأنه كان «نادلا» في مقهى، برر العيادى ذلك بأنه لا يقصد التجريح،قائلا: «أتشرف بأننى كنت أعمل نادلا أيضا مثل يوسف زيدان في أحد المقاهى، وما قصدتُه أن التطاوس لا يجب أن يُنسى صاحبه أن يتعامل مع القارئ البسيط ومع عموم الناس بتواضع»، مضيفا: «عندما أهاننى «زيدان» أنا وزوجتى الأديبة المعروفة سهير المصادفة، وطالب بطردنا من مصر، قلت له:» يا سيدى تعلم التواضع فأنت كنت نادلا مثلى على الأقل.. فلم يكن زيدان متواضعا وتطاوس وطالب بطردى من مصر بحجة أنى أسيئ إلى كتاب عرب كبار..

ويرى «العيادى» أنه كـ«كاتب عربى، من حقى أن أضخ في الصحة الثقافية بعض الأسئلة والاستفسارات التي من شأنها أن تحرك الواقع الثقافى البائس الخامن وليس هناك أي حراك ثقافى، ولم أبدأ بزيدان فقط فقد خلقت معارك ثقافية في تونس والمغرب».
ويختتم «العيادى» كلامه مع «فيتو» بأن «زيدان» منذ أن برز على الساحة الثقافة، يحيطه كثير من اللغط، لاحقه في دخوله مكتبه الإسكندرية، وطرده من الجامعة، ومن مكتبة الإسكندرية، مؤكدا أن محرك البحث «جوجل» يحتفظ بتفاصيل كثيرة وخطيرة عن «يوسف زيدان».


الجريدة الرسمية