الكاتب التونسى كمال العيادى: أرقام توزيع الكتاب في مصر "أكذوبة"
- ضرورة تشديد الرقابة على الأعمال المبتذلة
- "أخبار الأدب" تبيع بضاعة فاسدة منتهية الصلاحية
- "الشللية" آفة الثقافة والمثقفين
"فيتو" حاورته حول أزمة النشر والترجمة في العالم العربى، وحرية الإبداع والرقابة على الأعمال، وأسباب تدهور الحالة الأدبية المصرية والعربية
• كيف تقضى أيام شهر رمضان؟
• كيف تقضى أيام شهر رمضان؟
أتعامل مع شهر رمضان بشهر مختلف تماما، وذلك لأننى عشت أكثر من ربع قرن من حياتى في المهجر، وفى صحارى وفيافى السقيع والثلوج ما بين روسيا وألمانيا، فكنت أفتقد جو رمضانى، ولكنى قبل ذلك خرجت من مدينتى – القيروان – والتي تتشابه مع القاهرة في طقوسها الاحتفالية برمضان، من احتفالات صوفية ودينية وأغانى تراثية.
وشهر رمضان يعد أحد الأوتار المضافة إلى الإيقاعات الأربعة "الخريف والشتاء والربيع والصيف" بالنسبة للكاتب، والذي يرصد من خلاله التغيرات التي الحياة أثناء ساعات الصيام وانفراجة ملامح الناس بعد الإفطار.
• باعتبارك مبدعا متزوجا من الشاعرة سهير المصادفة كيف تعيشان تحت سقف واحد؟
• باعتبارك مبدعا متزوجا من الشاعرة سهير المصادفة كيف تعيشان تحت سقف واحد؟
كنت قد سألت هذا السؤال في بداية زواجنا وكانت إجابتى "فليرفع السقف عنا قليلا".
• هل يحتاج الوطن العربى إلى بيت أو مؤسسة عربية للترجمة؟
• هل يحتاج الوطن العربى إلى بيت أو مؤسسة عربية للترجمة؟
لا تنحصر المشكلة في الترجمة بحد ذاتها، ولكن في آليات التوزيع، فالمترجمون موجودون وعلى أعلى مستوى، بالنسبة للغات (الإنجليزية – الفرنسية – الألمانية – الروسية – الإيطالية – والإسبانية – الصينية ) ولكن منظومة التوزيع في العالم العربى بدائية بائسة وتدعو للإشفاق.
وعلى مستوى تعامل البلدان العربية مع بعضها، فهناك شبه قطيعة بينهم، فكل بلد يعمل بشكل ضيق ومحدود، وحقا أكبر البلدان العربية في التوزيع وهي مصر نجدها أكذوبة، وعلى سبيل المثال نشرت كتابى الأخير في أكبر مؤسسة ثقافية " المجلس الأعلى للثقافة" فوجدت كتابى يباع في منفذ واحد تابع للمجلس والذي يفتح في العاشرة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا.
• فكيف يتعرض القارئ لكتابى؟
• فكيف يتعرض القارئ لكتابى؟
ففى السابق كان هناك حراك ثقافى في شمال أفريقيا في انتظار الكتاب المصرى، حيث كنا نتعارك في القيروان على الحصول على نسخة من المجلات المصرية عام 1985، كمجلة إبداع، وكنت أفخر بأننى أمتلك آخر عدد منها، ولكن للأسف الآن أنا أخجل حينما أتصفح هذه المجلة.
• كيف ترين تدخل مؤسسة الأزهر في الأعمال الثقافية والإبداعية وبالأخص أزمة فيلم "نوح"؟
• كيف ترين تدخل مؤسسة الأزهر في الأعمال الثقافية والإبداعية وبالأخص أزمة فيلم "نوح"؟
أنا مقتنع بضرورة تكريس وتشديد الرقابة على الأعمال المبتذلة، والتي لا ترتقى إلى مستوى أدبى، سواء في المنابر الورقية أو الكتب، والتي تبيع بضاعة فساده ومنتهى الصلاحية، مثل جريدة أخبار الأدب والتي كانت من أكبر المنابر الورقية الأدبية، فأصبحت تنشر مقالات وموضوعات عن الكتاب والشعراء الراحلين، وأهملت الاخبار التي من شأنها تحريك الحياة الثقافية بما فيها من أفكار وصراعات جديدة.
أيضا حينما نتحدث عن الرقابة بالنسبة لدور النشر الخاصة، فمن المؤسف أن تجد دور النشر الآن تنشر أي شيء، حتى أصبح النص السردى مملا، والشعر مقرفا ومبتذلا، إلى درجة تجعل القارئ يكره الألوان الأدبية والشعرية.
• هل ما آل إليه الوضع الثقافى يرجع إلى " الشللية "؟
• هل ما آل إليه الوضع الثقافى يرجع إلى " الشللية "؟
بالطبع، فنحن لدينا إحدي الآفات والأوبئة الكبرى وهي "الشللية"، بالإضافة إلى الأنانية حينما يتولى شاعر أو كاتب منصب أو مسئولية يكرس جهده في إخراج كل الأعمال الرديئة حتى تكون أعماله متميزة، ولا يسحب من تحت قدميه البساط، فأليس من المخجل أن تجد شاعرا في التسعين من عمره ويتولى رئاسة أكبر منبر ورقى يوزع للعالم العربى كله.
• إذا كنت تملك مسدسا.. فعلى من ستصوبه؟
• إذا كنت تملك مسدسا.. فعلى من ستصوبه؟
على منابع الظلام بكل أشكالها، من الجهل والفقر والتخلف والحسد والكراهية.