"حرب تكسير العظام في الرئاسية التركية".. أوغلو يتحدى أردوغان ويطالبه بخلع القلادة اليهودية.. الأحزاب العلمانية ودول الخليج تدعم زعيم المعارضة.. تركيا تتجه نحو انقسام سياسي وترفض "العدالة والتنمية"
بدأت حرب تكسير العظام بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة، والمقررة في العاشر من أغسطس المقبل، وهي أول انتخابات يدفع فيها الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة بمرشحين إسلاميين هما "رجب طيب أردوغان"، رئيس مجلس الوزراء التركي، وأكمل الدين إحسان أوغلو، رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي، والملاحظ أن الشعب التركي يتابع المشهد بهدوء غريب وغير مسبوق.
إحسان أوغلو مرشح المعارضة، ولد في مصر وعاش فترة في السعودية وبريطانيا وعمل أمينًا عامًا لمنظمة التعاون الإسلامي وله علاقات جيدة مع مصر والسعودية وإندونيسيا وغيرها من الدول الإسلامية الكبرى، وتثق المعارضة في أنه سيحظى بدعم وتأييد هذه الدول، خصوصًا أن علاقة بعض هذه الدول ليست جيدة بأردوغان.
الدعم الخليجي
وقالت صحف تركية إن علاقات أوغلو الجيدة بعدد من دول الخليج، -خاصة أنه قضى العشر سنوات الأخيرة من عمره بالمملكة السعودية-، جعلته يلقى دعما خليجيا لمواجهة أردوغان الذي تحيط علاقاته بالخليج اضطرابات، زادتها عدة مواقف منها موقفه الأخير من المبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة.
وتحدى أوغلو، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن يرد وسام الشجاعة الذي حصل عليه من لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "آيباك"، إذا كان حقًا يساند الفلسطينيين في غزة.
نفاق أردوغان
ووجه أوغلو انتقادات حادة لأردوغان، قائلا: "كن صادقًا في قولك ولو لمرة واحدة واخلع وسام الشجاعة اليهودي المعلق على صدرك".
وأضاف زعيم المعارضة التركية مخاطبًا أردوغان "هل سيظل وسام الشجاعة الذي قدمه لك رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية في 10 يونيو 2005 معلقًا على صدرك؟ إذا كنت صادقًا في أقوالك ومتعاطفًا مع غزة حقًا، فاخلغ هذا الوسام، وعليك أن توقف تزويد الطائرات الإسرائيلية التي تشن غاراتها على الفلسطينيين بالوقود، ولا تسمح بإرسال الوقود عبر تركيا".
وكان موقف أردوغان الرافض لبيان 3 يوليو الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي من سدة الحكم، عاملا مؤثرا في ضعف شعبيته سواء أمام الشعب التركي أو على الساحة الدولية.
دعم المعارضة
كل ذلك جعل المعارضة العلمانية الممثلة في حزبي "الشعب”، و” الحركة القومية” تدعم ترشيح إحسان أوغلو، صاحب الخلفية الإسلامية، بالإضافة إلى أن هناك حسًا إسلاميًا يتزايد في المجتمع التركي، وهو ما ذكرته جريدة "الحياة اللندنية"، في تحليل لها نشرته عن دفع المعارضة بأوغلو في انتخابات الرئاسة.
ويحافظ أوغلو دائما في تصريحاته، على الحديث عن التوافق الوطني بين أبناء الشعب، ودعمه مطالب الأكراد، والمعارضة.
عريس العدالة والتنمية.. مرفوض
في سياق آخر أظهر استطلاع للرأي أعدّته مؤسسة «بيلغه سام» التركية، أن 64 % يفضّلون انتخاب رئيس للجمهورية من خارج الساحة السياسية، ليوحّد الصفوف مجددًا.
كما بيّن أن تركيا تتّجه في شكل سريع نحو انقسام سياسي وعرقي ومذهبي، إذ إن 35% من الأتراك يرفضون الزواج ممّن له صلة بحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وترتفع هذه النسبة إلى 50 % في حالة «حزب السلام والديموقراطية» الكردي.
كما يشير الاستطلاع إلى أن 65 % من العلويين يشعرون بأنهم مضطهدون ويتعرّضون لتمييز في تركيا.