رئيس التحرير
عصام كامل

"فَتْحُ الأندلس" الإسلام يدق أبواب أوربا.. طارق بن زياد يقود 7 آلاف مقاتل من البربر على متن 4 سفن إلى إسبانيا.. 12 ألف جندى مسلم ينتصرون على 100 ألف قوطى تحت قيادة "لذريق"

فيتو

أول غارات المسلمين على الأندلس -إسبانيا حاليًا- كانت في رمضان سنة 91 هجرية واستمر الغزو حتى 99 هجرية بالقرن الإسلامى الأول، حيث بدأ فتحها بإرسال 7 آلاف مقاتل من البربر و4 سفن، بقيادة طارق بن زياد، في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، حيث أرسله موسى بن نصير، إلى الأندلس استكمالا لفتح المغرب، وقتها اختير طارق بن زياد لماعرف عنه مش شجاعة، حيث اتفق الجميع على كونه قائدًا عظيمًا استطاع فتح الأندلس وتغلب على ملكها "لزريق" بمساعدة "ليليان" حاكم سبتة وحليف ملك الأندلس، والذي عقد اتفاقًا لمساعدة المسلمين بقيادة عقبة بن نافع، بغية إزاحة لزريق؛ لأنه اغتصب ابنته التي أرسلها إلى القصر لتتعلم آداب الملوك فقام باغتصابها، وكان معروفًا عنه عدم احترامه الآداب الملكية.


في المعركة وبعد أن هاجم المسلمون جيش "لزريق"، أرسل الأخير فرقة من جيشه، لتهاجم المسلمين لكنها هزمت وقتل كل جنودها إلا رجل واحد عاد فأخبر لزريق بما رآه من المسلمين في قتالهم، فسار لزريق جنوبا واستولى على قرطبة وعسكر في سهل البرباط وكان تعداد جيشه مائة ألف مقاتل تقريبا، وسار طارق بن زياد بجيشه متوجهًا إلى قرطبة وتوقف عند نهر البرباط وتحسس أخبارًا لزريق فعرف مكانه وعدد جيشه، فأرسل إلى موسى بن نصير طالبا المدد فأرسل له موسى مددا تعداده "خمسة آلاف" مقاتل كلهم من العرب فسار تحت قيادة طارق بن زياد نحو 12 ألفا من المسلمين.

وبدأ القتال بين المسلمين والإسبان في 29 رمضان سنة 92 هجرية، واستمرت المعركة نحو ثمانية أيام، وساعد المسلمون على النصر أحوال البلاد في تلك المرحلة حيث شعر أهل البلاد المسلمين بالفرج والتخلص من ظلم حاكمهم لزريق المتعصب والمستبد.

وكان لزريق استولى على الملك بعد موت الملك غيطشة ولكن ظل أبناؤه بالجيش وقاموا بمساعدة المسلمين أثناء المعركة انتقاما من لزريق، كما انضم عدد من جيش لزريق إلى المسلمين بغضا له وتشفيا فيه، وحدث اضطراب في جيشه ففر لزريق وفر بقية جيشه وسيوف المسلمين تحصدهم، ولم يعثر على أي أثر لزريق بعد هذه المعركة حيا أو ميتا، وقد استشهد في هذه المعركة ثلاثة آلاف مسلم، وكانت هذه المعركة العظيمة التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا عظيمًا في شهر رمضان في العام 92 للهجرة النبوية المباركة.

بعد ذلك توالت فتوحات المسلمين بالأندلس لتشمل مدينة "شذونة" والذي يقال إن فاتحها هو موسى بن نصير، وفتح طارق بن زيادة مدينة استجه، معقل جنود لزريق الهاربين من المعركة الأولى وقاتلهم طارق قتلا شديدًا واسر حاكمهم، ثم أرسل جنوده إلى مدن قرطبة ورية ومالقة وغرناطة وتوجه طارق بالجزء الأكبر من الجيش إلى مدينة طليطلة عاصمة القوطين واستولى عليها، كما فتح موسى بن نصير عدة مدن أشهرها مدينة أشبيلية.

في عام 897 هجرية سقطت الأندلس، بعد 8 قرون من حكم المسلمين لها، وذلك بعد أن ضعفت الدولة الإسلامية وتهاوت قواها، وبدأ الاستيلاء على الأندلس مع إنشاء أول إمارة مسيحية بشمال الأندلس، بعد هزيمة المسلمين في معركة "كوفا دونجا ".

والمثير أن الأسباب التي أدت إلى هزيمة القوط على يد المسلمين والاستيلاء على الأندلس هي نفسها الأسباب التي أدت إلى هزيمة المسلمين، حيث أدى انتشار الظلم والقهر والاستبداد إلى انهيار الدولة الإسلامية بالأندلس.
الجريدة الرسمية