"الجارديان" تكشف كواليس الهدنة المصرية لإنقاذ غزة.. إسرائيل تعمل لإعادة أبومازن لحكم القطاع.. المباحثات استمرت يومين بالقاهرة.. والعملية البرية نسفت جهود التهدئة.. دعوة "حماس" لجولة جديدة من المفاوضات
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عما حدث من مفاوضات في القاهرة قبيل إعلان المبادرة المصرية التي تضمنت هدنة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس لحين الاتفاق على حل طويل الأمد بينهما.
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير بالحكومة أن الاحتلال الإسرائيلي أراد التوصل إلى اتفاق يعيد الرئيس الفلسطيني أبو مازن إلى حكم القطاع.
وأوضحت أن مباحثات القاهرة تهدف لوضع حد للعدوان الإسرائيلي على غزة بعد دخوله في يومه العاشر، وأنها استمرت حتى أمس الخميس وسط تصريحات متضاربة وتكهنات من البعض.
وأكد السفير الفلسطيني بالقاهرة جمال الشوبكي، للجارديان، أنه لن يتم إعلان اتفاقية لوقف الهدنة، وقال: "نحن للأسف في حاجة إلى مزيد من الوقت"، وذلك بعد مفاوضات استمرت ليومين بين ممثلين لمصر وإسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الرئيس أبو مازن سيتوجه لتركيا لمواصلة المفاوضات.
وأضاف الشوبكي أن: "العقبتان الرئيسيتان أمام إتمام المفاوضات هما رفض إسرائيل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تم القبض عليهم بعد الإفراج عنهم بموجب اتفاقية سلام أجريت في وقت لاحق"، مشيرا إلى أن إسرائيل مترددة في تخفيف الحصار على غزة.
وأكدت الجارديان أنه من غير المرجح استعادة السيطرة الفلسطينية الكاملة على غزة، وأنه من المتوقع أن تتحمل السلطة الفلسطينية فقط مسئولية حفظ الأمن في معبر رفح بين غزة ومصر.
يذكر أنه كان من المتوقع أن يتم اتفاق لوقف إطلاق نار صباح اليوم الجمعة، ولكن العملية البرية الإسرائيلية مساء أمس، غيرت كل ذلك.
وترى الصحيفة أن خيار غزو القطاع سيزيد من احتمالات سقوط قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، وسيجر إسرائيل لإعادة احتلال القطاع بعد تسعة أعوام من خروجها منه، كما أن ترسانة حماس العسكرية ستتراجع.
وحضر اجتماعات القاهرة ممثلون عن "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالإضافة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وممثلون عن مصر وإسرائيل، ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير، فيما نقلت الجارديان تصريحات دبلوماسيين أكدوا فيها أنه تمت دعوة "حماس" لجولة ثانية من المفاوضات بعد أن اشتكت من عدم مشاورتها في محادثات بداية الأسبوع.