محاذير العلاقات المصرية الإيرانية
هناك علاقة استفهام كبيرة حول العلاقات المصرية الإيرانية، والتى انقطعت منذ ما يقرب من 35 عاماً.. وذلك بعد رحيل الشاه وقيام الثورة الإسلامية ووقتها خشيت الدول العربية ولاسيما دول الخليج من تصدير الثورة الإسلامية إليها .. ومن المؤكد أنه بعد صعود التيار الإسلامى فى أعقاب ثورات الربيع العربى كان لابد أن يغرى ذلك إيران على فتح جسور لعودة العلاقات مع الدول العربية.. وقد كانت زيارة الرئيس نجاد للاشتراك فى القمة العربية محل الكثير من التساؤلات المحفوفة بالخوف من تقارب هذه العلاقات.. وهى تحمل فى طياتها العديد من المخاوف أولها أن هذه الزيارة يمكن أن تزيد من المد الشيعى فى مصر وهى دولة سنية المذهب وهو ما يعد أحد مصادر الخوف والتهديد التى لابد أن تؤخذ فى الاعتبار.
هناك أيضاً تلك المخاوف حول العلاقات المصرية العربية، لاسيما بدول الخليج العربى وامتداد ذلك إلى تهديد الأمن الخليجى الذى يعد ذو علاقة قوية بالأمن القومى العربى والأمن القومى المصرى.. هناك أيضاً تلك المخاوف التى ترجع إلى المفهوم الأوسع والأعمق الذى يتعلق بالمشروع الإيرانى فى المنطقة وأطماعها فى الخليج العربى، أى ما يطلق عليه الخليج الفارسى وأيضاً احتلالها لجزر موسى وصراعها مع البحرين وهى كلها عوامل تزيد من مخاوف التواجد الإيرانى فى المنطقة وتوطيد العلاقات المصرية الإيرانية، ولكن من المؤكد أن عودة هذه العلاقات وهو شىء غير مؤكد ولا يملك مقوماته، كما أن البعض ممن يرحبون بعودة العلاقات المصرية الإيرانية فى إطار العلاقات الدولية الطبيعية أو الإقليمية إلا أنهم يحاولون أن يفصلوا ما بين ذلك والمد الشيعى فى مصر الذى يعد مرفوضاً قلباً وقالباً وهو من المؤكد لا يمكن الفصل بينهما على أرض الواقع، وأن إيران لها مشروع ليس فى الشرق الوسط أى نحو خلق شرق أو وسط إسلامى تسيطر عليه إيران ولكن لها مشروع سياسى كبير يتعلق بعودة الإمبراطورية الفارسية، وذلك المشروع يعد أحد مصادر التهديد لدول الخليج التى تعد أحد الأركان الهامة فى العلاقات المصرية العربية وأمن "الخليج العربى"، هناك أيضاً الممارسات الإيرانية وعلاقاتها الدولية ولاسيما بالدول الغربية والولايات المتحدة وإسرائيل والملف النووى ومحاولات تطويق إيران وحصر مدها السياسى فى المنطقة التى تعد أيضاً مناهضة للمشروع الصهيونى الكبير الذى يبدأ بما يعرف بالشرق الأوسط الكبير مشروع (بيريز)، والذى تسيطر فيه إسرائيل على موارد الدول العربية وتقوم هى بإدارتها والذى ينتهى بما يعرف بالملك الصهيونى حسب التعبير التوراتى والذى يعرف بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
رأينا أن الطرق قد كانت بمثابة جبهة الصد ضد التوسع الإيرانى فى المنطقة الذى وظفته القوى الكبرى وإسرائيل فى الحرب العراقية الإيرانية التى استمرت لثمانى سنوات دون تحقيق أى نصر حاسم، وخرجت العراق لكى تفتح الطريق أمام المشروع الصهيونى والآن الدور على إيران التى استطاعت أن تدير سيناريو صراعها فى المنطقة من خلال حزب الله فى المنطقة.