رئيس التحرير
عصام كامل

«الإرهابية» في ميزان الشرع.. «كريمة» يعيد تقييم الإخوان وفق نصوص الدين.. أستاذ الشريعة: «الجماعة» حركة سياسية تتستر بالإسلام.. وبذخ الإخوان يتنافى مع حياة النبي والصحابة

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر

أثارت جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها في مصر عام 1928، إشكالات بحثية عديدة لدى النخب المهتمة بالجماعات الدينية، ورغم مئات الأبحاث التي دارت حول الجماعة الإرهابية، إلا أنه قلما نجد دراسة تقدم تقييمًا شرعيًا وافيا، على الرغم من أن الجماعة تتستر دائمًا بالدين كى تصل لأغراضها، وحتى الدراسات التي تتناول بالبحث تقيم الإخوان بميزان الشرع، نجد أنها صادرة من جماعات إسلامية متشددة تختلف مع الإخوان في قضايا فرعية.


ويندر أن نجد دراسة شرعية حول جماعة الإخوان، صادرة من باحث إسلامى معتدل، ينتمى للأزهر الشريف، لذا تصدى الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر لتقييم جماعة الإخوان الإرهابية من منظور شرعى، وهو بذلك لا يعبر فقط عن رأيه الشخصى بل يعبر عن المؤسسة الأولى لنشر الإسلام الوسطى المعتدل، وجاءت الدراسة فى كتاب بعنوان "جماعة الإخوان رؤية نقدية وشرعية".

في مقدمة الكتاب يوضح كريمة سبب تأليفه للكتاب قائلًا: إنه "مساهمة متواضعة في التنبيه على ما يهدد حسن فهم الدين وحسن عرضه، من جماعات العنف الفكرى بتأويلاتها الباطلة لنصوص شرعية وممارسات العنف المسلح من استحلال دماء وأعراض وأموال، مما يعود سلبًا على حقيقة رسالة الدين ومقاصده، يأتى هذا الكتاب ليحذر مفتونًا وينبه مخدوعًا ويوقظ مغيبًا، وفاءً بأمانة العلم الشرعى.

أساسيات مهمة:
حمل الفصل الأول الكتاب عنوان أساسيات مهمة، يوضح من خلاله المؤلف عددًا من المصطلحات الشرعية قبل دراسة وتحليل جماعة الإخوان، ولعل أبرز ما ورد في هذا الفصل هو تعريفه لجماعة الإخوان "الإخوان المسلمون تنظيم سياسي يسعى لاحتواء الدين وإن كان قد أخفى أغراضه من الاستيلاء على السلطة، والاحتفاظ بها بواسطة الجماهير أو سبل العنف المسلح".

الفصل الثانى تعريف الجماعة
أما الفصل الثانى فحمل عنوان تعريف جماعة الاخوان وفى بدايته قال المؤلف، إن ضرورة دراسة "الإخوان المسلمين" ترجع لكونها أقدم الحركات الحركية المنسوبة إلى الدين في التاريخ الإسلامى المعاصر، وتأثيرها غير المحدود على الفصائل والتيارات الدينية، ودراسة تنظيم وفكر وتمويل الإخوان، يساعد إلى حد كبير في فهم تيارات أخرى عديدة.

وتحت عنوان ملامح جماعة الإخوان قال أستاذ الشريعة الاسلامية إن الشيخ حسن البنا مدرس اللغة العربية واللغة الدينية أسس "الإخوان" في ذى القعدة 1346 ه _ 1982 م، مع أول ستة أفراد، ولكن المؤلف يعود بعد ذلك ليؤكد أن المؤسس الحقيقي للجماعة هو أحمد السكرى صديق حسن البنا.

الهيكل التنظيمى للجماعة
ثم يشير الؤلف إلى الهيكل التنظيمى والإدارى للجماعة قائلًا "الجماعة هيكل تنظيمى وإدارى يحدده قانونها الأساسى الصادر عام 1931م، وتفصله اللوائح التنفيذية الصادرة بعد ذلك، وقد صدرت أول لائحة لتنظيم النشاط في العام نفسه، وفى سنة 1935م أقر مجلس الشورى العام للجماعة في اجتماعه الثالث بالقاهرة " قانون الإخوان المسلمين "وظل معمولًا به حتى تم تعديله سنة 1945 وصدر باسم قانون النظام الأساسى لهيئة الإخوان المسلمسن العامة، وهو الذي تم تعديله مرة أخرى بعد موافقة الهيئة التأسيسية للجماعة في 21 مايو 1948م، أما اللائحة الداخلية العامة التي تفصل مواد القانون الأساسى فقد أقرها مكتب الإرشاد العام وصدرت في نوفمبر 1951م.

وأوضح كريمة أن التدرج في الجماعة كان يبدأ من أخ مساعد إلى أخ منتسب ثم إلى أخ مجاهد، ثم عدل القانون عام 1954م،لتصبح العضوية على درجتين فقط وهما عضو تحت الإختبار وعضو عامل، ويوضح المؤلف الهيئات الهيئات الرئيسية للجماعة وهى المرشد العام ومكتب الإرشاد العام وهو الهيئة العليا للإخوان وهو الهيئة الموجهة لسياسة الجماعة وإدارتها.

ثروات إخوانية
ويختتم المؤلف الفصل الثانى ببحث يحمل عنوان "ثروات مالية إخوانية" يستعرض من خلاله المركز المالى للجماعة الإرهابية قائلًا:"جماعة الإخوان تمتلك إمبراطورية شركات في 10 دول ولجئت إليها الجماعة لبناء شبكة مالية في الخفاء، كما يسيطر الإخوان على مجالس إدارة بنك "دى إن إى" ومؤسسة مالية كبرى، وتتجاوز ممتلكات الجماعة 12 مليار جنيه مصرى، وأكثر من 300 منشأة عبارة عن ثروة عقارية من المدارس التابعة للجماعة وأصولها المادية تقدر بالملايين "وأضاف "تستثمر الجماعة أموالها في دول قطر واليابان وكوريا وأمريكا ولندن وسويسرا وتركيا، وتضع أموالها في بنوك سوستيه جنرال وبارى باك بفرنسا، بخلاف بنك التقوى في جزر الباهاما والذي أسسه القيادى الإخوانى يوسف ندا المقلب بالبرنس، وتابع كما تعتمد الجماعة على الدخل الشهرى الذي يصل إلى 60 مليون جنيه من تبرعات الأعضاء العاملين، كما تعتمد الجماعة على استثماراتها في 72 دولة حول العالم، وتصل تلك الاستثمارات إلى 180 مليار جنيه سنويًا وهى ماتعادل ميزانيات بعض الدول العربية مجتمعة، وذلك حب تصريحات القيادى إخوانى المنشق ثروت الخرباوى الذي أكد أن ميزانية الإخوان تعادل ميزانية دولة بأكملها.

شركات الارهابية
واستعرض المؤلف أسماء الشركات التي يمتلكها قيادات الإخوان أمثال خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين ويوسف ندا وحسن مالك وخالد عبدالقادر، وكشف عن رءوس أموالها التي تبلغ مليارات الجنيهات، بينما يشير المؤلف فى نهاية المبحث إلى فقر النبى والصحابة قائلًا "وللقارئ التاريخ الإسلامى يعرف أن بيت النبى صلى الله عليه وسلم بمكة وحجرات زوجاته رضى الله عنهن في المدينة، كانت غاية في البساطة والتواضع، أما حياة أصحابه وآل بيته، أما أصحابه فعن خباب بن الآرت قال:" هاجرنا مع رسوال الله نتلمس وجه الله تعالى فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات ولم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عميرقتل يوم أحد وترك "تمرة، قطعة نسيج"، فكنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا به رجليه بدا رأسه، فأمرنا رسول الله أن نغطى رأسه ونجعل على رجليه شيئًا من الأذخر (نبات عشبى).

واختتم كريمة كلامه قائلًا هكذا تكون الدعوة الأصلية لسيدنا رسول الله وآله وأصحابه ويكون الاقتداء والاتباع الحقيقى لا المدعى، وكم من جرائم وموبقات ترتكب باسم الدعوة.
الجريدة الرسمية