ويل للعرب من شر قد اقترب
يذكر الرواة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من نومه مفزعًا فقال: (ويْلُ للعرب من شر قد اقترب، فُتِحَ اليومَ من ردم يأجوجَ ومأجوجَ مِثْل هذا قالوا يا رسول الله? أنَهْلِكُ وفينا الصالحون? قال: نَعَم إِذا كثر الخَبَث).
ها هم العرب والمسلمون يحصدون زرعهم الخبيث الذي بذروه في آفاق الأرض وها هو الفزع الأكبر يحيط بهم من كل حدب وصوب!!.
ها هي الساحة العربية قد تلطخت بالدماء من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب وها هي جماعة الطبالين التي هللت للثورة السورية الداعشية القاعدية التي أسفرت عن وجهها منذ اليوم الأول تلزم الصمت وكأن ما فعلته أو قالته في الأمس القريب لا يعنيها من قريب أو بعيد.
وبينما حذر العقلاء من التداعيات المأساوية لهذا الحشد القتالي الممول خليجيا والذي تلقى تسليحه من أمريكا وإسرائيل، كانت جماعة الطبالين تؤدي دورها المرسوم والمدفوع مقدمًا دون أدنى إحساس بالمسئولية، ليس فقط عن الدماء التي سفكت في بلاد الشام وتسفك الآن في العراق، بل عن الدماء التي تسفك في قلب القاهرة لسبب بسيط للغاية هو أن هذه الجماعات الوهابية الإرهابية هي طيف فكري واحد وإن تعددت الأشكال بتعدد الدول المحركة والداعمة.
البعض سيخلي طرفه من المسئولية باعتبار أن ما جرى هو أمر الله وكان أمر الله قدرا مقدورا وهو اعتذار سخيف غير مقبول بل هو أقبح من الذنب ذاته.
عندما يفتقد قادة الأمم الوعي والضمير فيركضون خلف أوهام الثأر والانتقام ممن يختلفون معهم في المذهب والاعتقاد رغم أننا جميعا ننتمي لأمة واحدة إذا جرح منها عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر وحينما يفرح هؤلاء بالمصائب والنكبات التي تلحق بمن ينتمون لذات القومية وذات الدين ظنا منهم أن الحريق سيبقى بعيدا عن دارهم، فلا عجب أن تنهال علينا المصائب والنكبات ولا عجب أن تصبح الأمة كلها تعيش ذات الحالة من الفزع والرعب.
متى يفيء العقل العربي الغائب إلى رشده ومتى يدرك العرب أن الفتن والبلايا والمصائب والقوارع التي تنزل بهم أو تحل قريبا من دارهم مرشحة للاستفحال والتفاقم ومتى يدرك هؤلاء أن الكوارث التي نزلت بنا في سوريا والعراق ولبنان ومصر هي أول الغيث وليست نهاية المطاف كما يمني البعض نفسه!!