رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان يفشل في «اختبار غزة».. وخبراء: رئيس وزراء تركيا يتعامل اقتصاديا وعسكريا مع تل أبيب.. ويبيع الكلام للفلسطينيين.. وقوده يشغل طائرات القصف على الأبرياء.. وحلمه الأكبر استعادة «الخل

رئيس الوزراء التركي
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان

أظهرت الحرب التي لا تزال جارية من قبل إسرائيل على قطاع غزة، فشل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اختبار كان يعتقد كثير من المراقبين أنه سهل على رجل طالما تغنى بفلسطين والمقاومة.


ونشرت عدد من الصحف الدولية أنباء عن دعم أردوغان لإسرائيل بالوقود الذي يستخدم في تشغيل طائرات الاحتلال التي تقصف قطاع غزة، في الوقت الذي يظهر فيه في العلن ليقول أنه مؤيد لمقاومة شعب فلسطين.

حلم الخلافة

ومن أجل حلم الخلافة، نظم رئيس وزراء تركيا نحو 50 مؤتمرا يدعو لتأسيس دولة الخلافة الإسلامية، بدأت منذ أن تولى مرسي، واستمرت حتى بعد الاطاحة به؛ إلا أن واحدًا من هذه المؤتمرات لم يخصصه للحديث عن فلسطين التي تتعرض لانتهاكات إسرائيلية؛ وهو الأمر الذي أبرزته صحف تركية رأت أن ما يميز أردوغان "التصريحات العنجهية"؛ مشيرة إلى عدم اتخاذ الرجل قرارًا واحدًا في صالح الفلسطينين.

علاقات مع إسرائيل

ويرى الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات اﻹستراتيجية، أن رئيس وزراء تركيا سقط في اختبار غزة منذ زمن. وأضاف في تصريحات لـ "فيتو"، أن اﻹدارة التركية في عهد أردوغان لها علاقات إستراتيجية مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه في السنوات العشر اﻷخيرة، استخدمت "أنقرة" النفاق السياسي والمظاهر الكاذبة، حسب تعبيره.

وأشار إلى عدم وجود أيدلوجية حقيقية محددة يسير عليها نظام أردوغان، الذي يستعد للترشح للرئاسة التركية خلال أيام. ونوه أن حجم العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وبين تركيا وصل إلى نحو 20 مليار دولار.

وتابع: "هناك علاقات عسكرية تجمع البلدين- إسرائيل وتركيا- من استيراد سلاح إستراتيجي، وتدريب طيارين إسرائيلين في تركيا وصلت لنحو 4 مرات في السنة، مشيرا إلى أنه هناك تدريبات لجنود إسرائيليين لقتل النشطاء في فلسطين.

وأكد أن الولايات المتحدة اﻷمريكية، وضعت قاعدة عسكرية لها في تركيا، مواصلة: "أنقرة دائما تخفي وجهها القبيح عن اﻹعلام الدولي، بقوله:" أردوغان بياع كلام لفلسطين، ولن يقدم لهم أيه مصالح، ولا غذاء ولا سلاح". وأشار إلى أن رئيس وزراء تركيا عندما توسط في تطور اﻷوضاع في غزة، كان يستهدف الضغط على فلسطين وليس العكس.

تعاون خفي

في سياق آخر، أكد اللواء محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات اﻹستراتيجية، أن رئيس وزراء تركيا يمثل الازدواجية والانتهازية السياسية في كافة العلاقات الدولية لبلاده، ويسعى لتحقيق مصالحه ومكاسبه على حساب المنطقة العربية بأكملها.

ولفت في تصريحات خاصة لـ" فيتو "، إلى أن حجم التعاون الحقيقى بين إسرائيل وتركيا، لا يظهر أبدا في تصريحات أردوغان، ويحاول إخفاءه على قدر استطاعته، وهو ما يجعله حريصًا تجاه الحديث حول عدوان الاحتلال على غزة.

وشدد منصور، على ضرورة عدم الثقة في حكام أنقرة، ووضع القضايا العربية الإقليمية في محيطها الفعلى وعدم السماح لدول مثل تركيا، بالتدخل في شئون العرب وقضاياهم، معتبرًا أن أردوغان سقط في اختبار غزة الأخير، ولم تصدر منه سوي تصريحات عنترية، غابت عنها الإجراءات الدبلوماسية والسياسية.

وقال إن الموقف المصري تجاه غزة والمبادرة التي أطلقتها القاهرة، جاءت من الدور المحوري والريادي التاريخى للقاهرة، والذي عاد بقوة عقب وضع القضية الفلسطينية على رأس الأولويات في السياسة الخارجية المصرية.

تركيا تدعم الإرهاب

من جانبه، أكد اللواء سامح أبو هشيمة الخبير العسكري والإستراتيجي، والمحاضر بأكاديمية ناصر، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، دائما ما يستغل ضربات إسرائيل ضد قطاع غزة، لتحميل مصر مسئولية دماء الشعب الفلطسينى وإحراج القاهرة أمام المجتمع الدولي وإظهار عدم قدرة النظام المصري في السيطرة على القضية الفلسطينية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن تدخل أردوغان في القضية الفلسطينية، وتحريضه السري على إفشال جميع المبادرات المصرية بخطب "حنجورية" فارغة المضمون، تأتى في إطار مخطط استخباراتي دولي مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين أنقرة، والذي يصب في صالح إسرائيل ويجعلها تملى شروطها في كل أزمة.

ولفت إلى أن تركيا باتت دولة داعمة للإرهاب وتساعد على تسريب السلاح إلى فلسطين، للتأكيد على أن مصر لا تسطيع السيطرة على حدودها ووضع مصر دائما في موقع الاتهام أمام الرأي العام الدولي.

تركيا..كوبري

ودار جدل في الفترة الأخيرة بسبب ما نشر في بعض الصحف عن أن النفط الذي يأتى من شمال العراق، أو كردستان البرزانى (في إشارة إلى مسعود البرزانى، رئيس إقليم كردستان العراق)، يتم بيعه إلى إسرائيل عبر الحكومة التركية، حيث يستخدم الإسرائيليون هذا النفط كوقود لطائراتهم الحربية التي تقصف الأطفال الفلسطينيين.

صفقات صحيحة

وقالت صحف تركية، من بينها "آيدنلك" اليسارية، أن تقارير حول هذا الأمر، ظهر وزير الطاقة التركى تانر يلديز وأصدر بيانا لكنه لم ينف في هذا البيان تلك الصفقات الخاصة بالوقود للطائرات الإسرائيلية، واكتفى فقط بإلقاء اللوم على البرزانى، ومنذ ظهور تلك التقارير في الصحف منذ يومين لم يظهر أي مسئول من إدارة أردوغان ليكذب هذه التقارير.

وأن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها أردوغان حول الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين لا تهدف إلا لخداع الشعب التركى، لأن الشعب التركى يقف ضد الهجمات الإسرائيلية وأيضا يقف ضد مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة، ولذا تحتم على أردوغان أن يدلى بتلك التصريحات.

تصريحات دعائية

وقالت الصحف إن تصريحات أردوغان للدعاية والاستهلاك المحلى فقط ولا تعنى أي شىء، فلو كان أردوغان حقا يسعى للقيام بشىء، فما عليه فقط إلا أن يوقف عمليات بيع وقود كردستان العراق لإسرائيل، فهذا فقط قد يعنى شيئا حقيقيا.

يشار إلى أن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان يحرص في كل مرة يتعرض بها قطاع غزة، للاستهداف من جانب الاحتلال الإسرائيلى، لإظهار نفسه على أنه حارس القضية الفلسطينية وتبنى بطولة زائفة تجاه تل أبيب، الذي يرتبط باتفاقيات تطبيع تجارية وأمنية على أعلى المستويات.
الجريدة الرسمية