ثورتان وثانويتان.. ثانوية «25 يناير» تتفوق على «30 يونيو».. نتيجة 2011 الأعلى بـ87% ونسبة النجاح تتراجع 10% في 2014.. الشهادتان شهدتا اضطرابات سياسية وحالة من الانفلات الأمني
جاءت نتيجة الثانوية العامة هذا العام مخيبة للآمال والتوقعات، فبعد عام دراسي مليء بالتوقفات والاضطرابات على الساحتين السياسية والاجتماعية، إثر ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان "الإرهابية"، وتوقف الدراسة لمدة شهر كامل قبل بدء الفصل الدراسي الثاني، واقتصار المدني الزمني للفصل الدراسي المنقضي على 42 يوما فقط، توقع الطلاب وأولياء الأمور أن تكون امتحانات الثانوية العامة بها شيء من البساطة مراعاة لظروف الطلاب وأولياء أمورهم.
واتخذت وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتور "محمود أبو النصر" عدة إجراءات بهدف التخفيف عن الطلاب، فحذفت الوزارة عددا من الدروس المقررة، وطالب وزير التعليم أعضاء الهيئات الفنية لواضعي امتحانات الثانوية العامة بالبعد عن المغالاة والتعقيد، أملا في التخفيف عن الطلاب، وبالفعل جاءت الامتحانات من الكتاب المدرسي إلا في بعض الجزئيات التي اشتكى منها طلاب الثانوية العامة في الرياضيات واللغة الأجنبية الأولى، واللغة العربية، وأغلق الستار على امتحانات الثانوية العامة بنسبة نجاح 76.6%.
والمتأمل في الظروف التي أحاطت بالثانوية العامة هذا العام يجد أنها تشبه إلى حد كبير الظروف والملابسات التي أحاطت بامتحانات الشهادة ذاتها عام 2010 /2011، وهو العام الذي قامت فيه ثورة 25 يناير، ففي كل عام من الإثنين قامت ثورة الأولى 25 يناير والتي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والثانية 30 يونيو وأطاحت بالرئيس الإخواني محمد مرسي.
وتشابهت الظروف في أن العامين شهدا اضطرابات سياسية وحالة من الانفلات الأمني التي دفعت القائمين على التربية والتعليم إلى تأجيل الدراسة في الفصل الدراسي الثاني مدة شهر كامل، وهي المدة التي التزمت بها الوزارة عامي 2011 و2014، إضافة إلى ذلك لجأت الوزارة إلى نفس الإجراءات التي اتبعتها في 2011، وسارت على نفس النفس النهج هذا العام في الفترة التي سبقت امتحانات الثانوية العامة.
سيناريو 2011 الذي لجأت إليه الوزارة للخروج بالثانوية العامة في أحسن صورة ممكنة، في ظل الظروف التي مرت بها البلاد، اعتمد على تخفيف المناهج، وحذف أجزاء كبيرة من المناهج الدراسية المقررة على طلاب الثانوية العامة وقتها، فأصدر الدكتور أحمد جمال الدين موسى - وزير التربية والتعليم وقتها - تعليماته لأعضاء اللجان الفنية من واضعي امتحانات الثانوية العامة بتبسيط امتحانات الثانوية العامة، ووضع أسئلة لا تخرج عن إطار المنهج المحدد، واستبعاد الدروس المحذوفة من أسئلة الامتحانات.
ونتيجة للإجراءات التي اتخذتها الوزارة حققت الثانوية العامة عام 2011 أعلى نسبة نجاح في السنوات الخمس السابقة عليها، حتى أنها بلغت في المرحلة الثانية 87.2 %، وكانت نسبة نجاح المرحلة الأولى 82.2 %.
وسارت وزارة التربية والتعليم في العام الجاري على نفس خطى 2011، من خلال تخفيف الوزارة من مناهج الثانوية العامة، بما في ذلك المواد العلمية التي يصعب فيها الحذف بسبب تراكمية المادة المدروسة فيها، إلا أن النتيجة هذا العام لم تتجاوز حاجز 76.6%، لتسجل نتيجة العام الحالي ثاني أسوأ نتيجة في الثانوية العامة منذ 6 سنوات بعد نتيجة عام 2009/ 2010، حيث كانت نسية النجاح نحو 50.5%، في حين كانت في العام السابق عليه 2008 /2009 بنسبة نجاح 82.1%، وبلغت في عام 2010/ 2011، وهو العام الذي شهد ثورة 25 يناير أعلى نسبة نجاح بنسبة 87.2%، وبلغت في عام 2012 /2013 نسبة 82%، في حين بلغت العام الماضي 2012/ 2013 نسبة 77.9%، وبلغت هذا العام 2013 /2014 نسبة 76.6%.