رئيس التحرير
عصام كامل

«الكونجرس» يقر مساعدات جديدة لـ«القبة الحديدية».. مجلس الشيوخ يقدم 351 مليون دولار لـ«المنظومة».. فهمي: واشنطن تمول "مقلاع داود" لسد الثغرات الأمنية.. إدريس: أمن إسرائيل

 وزير الخارجية الامريكى
وزير الخارجية الامريكى جون كيرى

في الوقت الذي تتحدث فيه الإدارة الأمريكية، عن التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة، وإعلان وزير الخارجية الامريكى جون كيرى أمس الثلاثاء ترحيبه بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ودعم أمريكا لها خلال اتصال هاتفى مع نظيره المصرى سامح شكرى، في إطار التشاور المستمر لاحتواء الأزمة الراهنة في الأراضى الفلسطينية.


الدعم الأمريكى لإسرائيل
إلا أنه من ناحية وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الثلاثاء، على زيادة تصل إلى نصف قيمة المساعدة المالية الأمريكية الحالية لنظام "القبة الحديدية" الدفاعي الإسرائيلي الذي تستخدمه إسرائيل حاليا لاعتراض الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة.

وأقر أعضاء مجلس الشيوخ مساعدة بقيمة 351 مليون دولار لتمويل «القبة الحديدية» خلال العام المالي 2015، الذي يبدأ في الأول من أكتوبر المقبل، مقابل 235 مليونا في 2014. وكان الرئيس باراك أوباما طلب فقط 179 مليونا من المساعدات للعام 2015.

من جانبهم أوضح خبراء في الشأن الإسرائيلى والإقليمي أن زيادة أمريكا لقيمة مساعدتها لتطوير نظام «القبة الحديدية»، أمر طبيعى فالانحياز الأمريكي لإسرائيل واضح ومعلن، وأمن إسرائيل ضمان لأمن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

التزام أمريكي
قال الدكتور طارق فهمى أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية – الخبير في الشأن الإسرائيلي "هناك مشكلة أن الإدارة الأمريكية ملتزمة أولا بأمن إسرائيل وتحت عنوان أمن إسرائيل توفر لها الحماية بكل الأساليب الممكنة ومشروع القبة الحديدية ممول بنسبة 50% من الإدارة الأمريكية ومنظمات المجتمع المدنى الأمريكية، وتطوير المشروع قائم على جزء من المعونة الأمريكية والتخصيص الجديد ليس بجديد وهو مقرر من 2013-2014 الميزانية الجديدة وبناءً عليه سيطورا مشروع «القبة الحديدية».

وأضاف فهمى أن الحفاظ على أمن إسرائيل التزام قررته كل الإدارات الأمريكية السابقة بداء من ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوس الأب وحتى الآن وإعلان الإدارة الأمريكية لأول مرة صراحة دعمها لأمن إسرائيل لذلك لا تناقض في الموقف الأمريكى.

تطوير صواريخ «آرو 3»

وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلى أنه ليس معنى دعوة أمريكا لوقف إطلاق النار أن يمنعها ذلك من تمويل ودعم إسرائيل لتطوير نظمها الدفاعية الأخرى مثل الصاروخ الشهير «آرو3» حيث تشارك وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وشركة بوينج الأمريكية في المشروع والذي تديره شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.

ومن شأن نظام صواريخ «آرو3» الذي تدعمه الولايات المتحدة نشر أقمار صناعية تتعقب الصواريخ الباليستية وتعترضها فوق الغلاف الجوي للأرض على ارتفاع كاف يسمح بتدمير أي رءوس حربية كيماوية أو بيولوجية أو نووية بشكل آمن لضمان أمن إسرائيل.

مقلاع داود
ولفت فهمى إلى أن الأخطر من ذلك هو تمويل أمريكا للمشروع الصاروخ الجديد «مقلاع داود» أو «العصا السحرية»،والذي يعالج الثغرات الأمنية الموجودة في نظام «القبة الحديدية»، وهو يشكل حلقة وصل بين نظام «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى ونظام «آرو» لاعتراض الصواريخ الباليستية، وهو مصمم لإسقاط صواريخ يتراوح مداها بين 100 إلى 300 كيلومتر.ومن المتوقع الانتهاء منه خلال 3 سنوات.

تطور تسليح المقاومة
إسرائيل كانت تعتبر في مرحلة معينة صواريخ «المقاومة» ألعاب نارية وليس لها تأثير ولكن اليوم الألعاب النارية تلك استطاعت أن تصل لبلدة «ديمونة» والتي بها المفاعل النووى الإسرائيلي فأصبح لزاما على إسرائيل تطوير أنظمتها الدفاعية إذا لم يطورها ستكون هناك كارثة على الولايات المتحدة وإسرائيل.

انحياز أمريكى مطلق
الدكتور محمد السعيد إدريس - رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية "ليس هناك أي نوع من أنواع التناقض فالموقف الأمريكى هو انحياز مطلق للكيان الصهيونى والتعهد الأمريكى طبقا لكلمة الرئيس أوباما للتعليق على الأزمة الحالية "التعهد الأمريكي يتجدد ويتعمق بدعم إسرائيل".

الأمن الإسرائيلى هو مصلحة أمريكية أولى وكذلك بقاء إسرائيل دولة يهودية ولذلك لا تعارض في الموقف الأمريكى من الأزمة الفلسطينية فالالتزام الأمريكى تجاه إسرائيل واضح ومحدد وليذهب العرب للجحيم وسط هذا الصمت المخزى للدول العربية.

وأشار إدريس إلى أنه بالرغم من فشل مبادرة جون كيرى لم يكلف الرئيس الأمريكى نفسه حتى بالتعليق على هذا الفشل، وإعلان أمريكا تأييدها للمبادرة المصرية من باب إنقاذ الموقف والظهور أمام العالم العربى أنها حريصة على السلام وتدعم وقف إطلاق النار.
الجريدة الرسمية