رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "العمرى" أكبر مسجد أثري بقنا يشكو الإهمال.. بني في عهد "عمرو بن العاص" وسقط من حسابات "الآثار".. يقع على ربوة مرتفعة ومساحته تقترب من الألف متر.. ومياه نهر النيل تهدده بالانهيار

فيتو

رصدت عدسة "فيتو" أكبر مسجد أثرى بقنا فوق ربوة عالية جدًا إذ تصعد إليه بسلم يحوي 30 درجة، ويقع هذا المسجد العمري بقرية "هو" بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا وسط كتلة سكنية تعلوها ربوة مرتفعة جدًا يحيط بها من جميع الجوانب شوارع القرية.


وحل هذا المسجد محل مسجد كان يحتل نفس البقعة سماه "محمود أفندي أحمد" مهندس لجنة حفظ الآثار العربية باسم "جامع السقطي" والذي اندثر بسبب طغيان مياه النيل عليه وتخلفت عنه إحدى المآذن الحالية بالمسجد، وألحقت بهذا المسجد عدة تجديدات كان يتبع كل منها طغيان مياه النيل عليه، وذلك لقرابته من نهر النيل الذي يبعد عنه بــ100 متر، مما يجعلنا لا نستطيع أن نضع تاريخًا محددًا لهذا المسجد ولكن كل ما يمكن قوله هو أن هذا المسجد قريب الشبه بالمسجد العمري ببهجورة الذي جدد سنة 1133هـ /1720 م ومسجد الأمير همام بفرشوط الذي بني سنة 1171 هـ / 1757م، إلا أنه ألحقت به عدة تجديدات لاحقة على هذا التاريخ آخرها كان سنة 1310هـ /1890م وهو مسجل على أحد الأبواب الداخلية للمسجد.

المسجد العمرى العتيق بقرية بمدينة نجع حمادى أحد أهم المعالم الإسلامية بمحافظة قنا، وهو تلك التحفة المعمارية التي لا يوجد مثيل لها ويتميز بطراز معمارى فريد ويقع هذا المسجد بمنطقة السوق بقرية "هو" وعلى مقربة من نهر النيل ويقع على ربوة مرتفعة من التراب تصعد اليه على سلم، ومازال محتفظا بطابعه الذي بنى عليه وألحقت به بعض الترميمات.

ولم يحدد تاريخ واضح لإنشاء المسجد فالبعض يعتقد أنه أنشئ بعد الفتح الإسلامي لمصر وأن اسم هذا المسجد مرتبط بعمرو بن العاص والبعض الآخر استبعد هذا الرأى وأنه سمى العمرى تبركا بعمرو بن العاص ولم يبن في عهده، والبعض يرى أن المسجد العمرى العتيق بقرية "هو" يشبه أحد المساجد بقرية "بهجورة" بمدينة نجع حمادى أيضا والذي تم تجديده سنة 1133ه:1172م ومسجد مشابه له بمدينة فرشوط فمن المحتمل أن يكون المسجد العمرى "بهوًا" أنشئ في هذه الفترة.

ويشغل المسجد العمرى من الداخل مساحة قدرها 932،78 مترًا يتوسطه صحن مكشوف يحيط به 4 أروقة أكبرها وأعمقها رواق "القبلة دكة المبلغ "وهى أهم مايميز المسجد العمرى وتقع بمنتصف البلاط الأولى برواق القبلة جهة الصحن.

المنبر يقع على يمين المحراب الرئيسى وهو خشبى يتكون من جنبين يعلو بابا المنبر لوحة خشبيه تحتوى 6 سطور من الكتابات غير الواضحة منها: صانع هذا المنبر المعلم أحمد راضى وابناء المعلم معوض غفر الله لهم ولوالديهم تحريرا في غرة شهر رمضان من 1145هـ.

وشيد هذا المنبر في عهد الدولة العثمانية في ولاية كبورلى ذاده عبد الله باشا والى مصر في الفترة من 1141ه:1729م وحتى 1146ه:1733م، ويبلغ ارتفاع ماذنة الجامع العمرى17،40 وتقع بالبلاطة الثانية بالرواق الغربى للمسجد ومن أعلى الباب الخلفى للمسج خشبية تؤكد أن تاريخ إنشاء هذا المسجد قديم جدا، ورغم ما يمتاز به المسجد من تاريخ فإنه يعتبر من ضمن الآثار الإسلامية والعربية بالصعيد المهملة، ورغم أنه جرى تخصيص 8 مليون جنيه لاعادة ترميم المسجد وكان من المفترض أن يكون قد بدا الترميم، لكن حتى الآن لم يهتم أحد أو ينفذ عملية الترميم منذ عدة سنوات مع العلم أن المسجد الآن في خطر بسبب عدم ترميمه، حسبما ذكرت لجان متخصصة من وزارة الآثار والأوقاف، خاصة دورات مياه المسجد.
الجريدة الرسمية