تبرعات وهمية لصندوق "تحيا مصر"
دعوة إفطار الرئيس السيسي لنحو 50 من رجال الأعمال أسفرت عن جمع تبرعات بنحو ستة مليارات جنيه لصندوق تحيا مصر.. هذا هو العنوان الذي اختاره أحد المواقع الإخبارية.. ولكن تحت هذا العنوان تجد العجب:
أولا: فإن نصف هذا المبلغ تبرع به رجل أعمال واحد هو وعائلته للصندوق بينما النصف الآخر أعلن نحو مجموعة من رجال الأعمال أقل من عدد أصابع اليدين عن التبرع به، ولم يعلن باقى رجال الأعمال الذين تناولوا الإفطار على مائدة الرئيس عن عزمهم التبرع بشيء!
ثانيا: إن رجل الأعمال الذي تبرع بمبلغ كبير جاء تبرعه في شكل أسهم في شركة قائمة بالفعل أي ليس في شكل أموال سائلة قابلة وجاهزة للاستثمار أو القيام بمشروعات جديدة تحتاجها لتوفير فرص عمل جديدة وتشغيل العاطلين الذين يتزايد عددهم يوما بعد الآخر الآن.
ثالثا: إن رجل أعمال آخر تبرع بمستحقاته التي يدين بها إحدى الوزارات أي تبرع بمبلغ غير موجود أو غير متوفر فعلا وإلا كانت هذه الوزارة قد تمكنت من سدادها بالفعل..فكيف يمكن أن يستخدم هذا المبلغ في تمويل استثمارات جديدة!
وهكذا فإن مساهمات وتبرعات بعض رجال الأعمال في صندوق تحيا مصر الذي يتطلع الرئيس السيسي أن تصل قيمة أمواله إلى مائة مليار جنيه هي مساهمات نظرية وغير حقيقية..والأجدى من ذلك كله أن يتعهد رجال الأعمال إذا كانوا جادين في المساهمة في حل أزمة الاقتصاد المصرى بالقيام متطوعين كما فعل نجيب ساويرس بتطوير العشوائيات أو النهوض بالقرى الأكثر فقرا أو بناء مساكن لغير القادرين.