رئيس التحرير
عصام كامل

علم داعش فوق لندن!


ليست المسافة بعيدة جدا بين دولة داعش الإرهابية في شمال ووسط العراق وشرقي سوريا، وبين لندن وباريس، أو حتى أسوار البيت الأبيض الأمريكي، على الأقل في أحلام وخطط مقاتلي التتار الجدد، وهؤلاء ليسوا فقط من المسلمين السنة من سكان وسط آسيا، شيشان وغير شيشان، بل ألوف من الإنجليز والفرنسيين والكنديين والأستراليين، يعملون تحت راية تنظيم داعش المتمرد على القاعدة لأنها بنظره أقل إرهابا لأعداء الإسلام، بل اشتبك في حروب دامية حطم فيها ضلوع جبهة النصرة ممثل القاعدة في الحرب ضد الأسد في سوريا!

والحق أن معلومة مخابراتية واحدة تسربت خلال الأيام الماضية، زلزلت جميع أجهزة المعلومات في أوربا وأمريكا، فقد أبلغت المخابرات المركزية الأمريكية نظيراتها في بريطانيا وباريس وألمانيا، أن الإرهابي السعودي الهارب إبراهيم حسن العسيري قرر العمل تحت راية داعش في شمال ووسط العراق والنصرة في سوريا، وعلى الفور أعلنت حالة الطوارئ القصوى في كافة المطارات الأوربية والأمريكية، بل المحطات الدولية الأخرى المرتبطة معها برحلات جوية.

سبب الفزع من اسم إبراهيم العسيري أنه يتمتع بقدرة علمية غير عادية في الكيمياء، يسخرها في صناعة متفجرات غير مرئية، يصعب جدا على أي بوابة إلكترونية أو معدات فحص وكشف العثور عليها، وكانت طائرة أمريكية بدون طيار قد قتلته في هجمة على مقر القاعدة باليمن، غير أنه ظهر حيا، ليسخر من الجيش الأمريكي، ويعتبره الغرب حاليا المطلوب رقم "1" على قائمة الإرهابيين.

وبالفعل عززت المطارات الأوربية إجراءاتها الأمنية الصارمة، خوفا من حيل وألاعيب العسيري، وهم لا ينسون ما فعله في عام ٢٠٠٩ حين زرع قنبلة في مؤخرة انتحاري قتل معه نائب وزير الداخلية السعودي آنئذ، بحسب تقرير الجارديان البريطانية، لا يخشى الغرب الإرهابيين العرب أو المسلمين ذوي الملامح الشرق أوسطية أو الآسيوية أو الشيشانية، بل الغرب مرعوب من مواطنيه الذين نجحت القاعدة وفرعاها داعش والنصرة، في تجنيد الآلاف منهم، ومن ثم سيعودون إلى بلدانهم ليزعزعوا استقرارها، وينشرون الفتن والقلاقل والقنابل، ولعل هذا هو السبب في تشديد التفتيش على مواطنيهم حاملي جوازات السفر الوطنية، لأن احتمالات نسف الطائرات أعلى بينهم، وبخاصة مع براعة العسيري في تصنيع القنبلة الشبح، المستعصية على أي رادار!

ولقد فاجأ "جهادي بريطاني" مواطنيه عبر تصريحات لتليفزيون bbc بأن يوم عودته إلى لندن هو يوم رفع راية الإسلام السوداء على قصر الملكة إليزابيث، وداوننج ستريت، مقر الحكومة، وساعة بيج بن وجسر تاور بريدج، وجميعها معالم لندن السياحية ورموزها السياسية، ويلفت النظر أن هناك تغيرا ملحوظا في موقف إدارة الرئيس من انتصارات داعش السريعة فيما بين العراق وسوريا، فقد صرح قائد الجيوش الأمريكية مارتن ديمبسي أن الجيش العراقي لن يستطيع وحده تحرير الأراضي التي خضعت لقوات داعش، وأنه بحاجة إلى مساعدات خارجية!
من استحضر العفريت يصرفه، ومن بدأ المأساة ينهيها، حرب الخليج الرابعة على الأبواب.
الجريدة الرسمية