هكذا أسلم "موريس" !
كان الدكتور"موريس بوكاي"، كما فرنسا كلها قبل عدة سنوات ربما في الولاية الأولى للرئيس شيراك على موعد مع القدر، ولما لا ومومياء أشهر فراعنة مصر ستهبط الآن من الطائرة، التعليمات هي استقبال مومياء رمسيس استقبالا رسميا. إحدي وعشرون طلقة إلى آخر المراسم المعروفة.. وقد كان!
بعد الاستقبالات والاحتفالات الأسطورية للفرعون الشهير كان "موريس بوكاي" الطبيب الفرنسي الشهير في غرفة العمليات لفحص المومياء ضمن اللجنة العلمية التي شكلتها فرنسا قبل عدة سنوات للغرض السابق، وفي الجثمان اكتشف "بوكاي" والذين معه أن آثار ملح موجودة في تجويف الجثمان وخصوصا في الأنف الداخلية، ما الذي جاء بكل هذه الكميات الناعمة من الملح إلى هنا؟ وراحت عشرات التساؤلات تنطلق من الغرفة وداخلها وهنا يقول "موريس" الملح الموجود لا علاقة له بعملية تحنيط الجثة ويصرخ: هذا الفرعون مات غريقا!
يقترب أحد المساعدين من طبيب فرنسا الشهير ويهمس في أذنه: "كتاب المسلمين المقدس يقول ذلك" ! ينحرف "موريس" ناحيته مبديا دهشته ويعود إلى مكانه مستكملا مع اللجنة عملية فحص المومياء!
تمر سنوات ويصل "موريس بوكاى" إلى إحدي البلاد العربية في إحد المؤتمرات العلمية وينفرد بأحدهم ويسأله: هل صحيح أن في كتابكم ما يقول إن رمسيس مات غريقا؟ فيرد عليه مضيفه ويقول: بل ويتعهد رب العزة بحفظ الجثمان! ثم يستخرج مصحفا ليترجم له قوله تعالي "اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" يمسك "موريس بوكاي" بالمصحف ولا يفهم من العربية شيئا إلا أنه يستكمل حواره مع مضيفه ويعلن بعدها إسلامه!
يقول "موريس": كيف لكتاب مر عليه ١٤٠٠ عام يعرف هذه الحقيقة؟. وكيف له ذلك وهو لم يكن هناك ولم ير ما جري؟ وكيف يجازف ويقول حقيقة مثل تلك وهي لم ترد في كتب سماوية أخرى !؟ وكيف عرف القرآن أن صاحب الجثمان سيشغل الناس فيما بعد كما تنبأ القرآن فعلا ؟!
وينطلق بعدها في طريق آخر، راح يدرس الأديان، أنه يحترمها جميعا، لكنه يلاحظ أن كتاب الدين الأخير ليس للتشريع ولا للأخلاق ولا للموعظة فقط، إنما لأشياء أخرى لم ترد في سابقيه التوراة والإنجيل، أنه يؤمن أنها كلها من عند الله العزيز الحكيم لكن لا يمكن أن تكون مثل بعضها وإلا لا لزوم ولا معني من إرسال الرسل، فكان كتابه الذي يمكن تصنيفه في علم الأديان المقارن وعنوانه "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم" يرصد فيه كيف تكمل بعضها الأخري وكيف أن الرسالة الأخيرة تكمل ما تركه الله سبحانه لها خصيصا في الرسالتين السابقتين وينطلق الكتاب بنسخته الأولى الفرنسية ليحقق أعلي مبيعات للكتب في فرنسا ومنه إلى أوربا، محققا المستوي نفسه حتى تمت ترجمته إلى العربيه وانضم إلى مكتبتنا قبل ثلاثة أعوام!
"موريس بوكاي" وقصته صرخة مدوية وخصوصا بعد كتابه الرائع، ضد الإلحاد وصيحته وظاهرته، والتي يجب أن توحد كل المؤمنين مسلمين ومسيحيين، والتي إلى زوال قطعا، كلما تقدمنا في العلم.. ومازال عند القرآن الكثير جدا.. جدا!