«مدينة المدابغ» تنتظر قبلة الحياة.. مليار و83 مليون جنيه لاستكمال «الروبيكى».. عمال «مجرى العيون» يشترطون وجود مدينة خدمية للانتقال.. وزير الصناعة: أنهينا 90% منها.. و
أكد صناع دباغة الجلود أن المدابغ لا تمانع في الانتقال إلى مدينة الروبيكى، المقرر إنشاؤها ونقل صناعة الجلود إليها. موضحين أن هذا الأمر يتطلب استكمالها بحيث تكون مدينة صناعية وسكنية وخدمية.
وأكد محمد حربى رئيس غرفة دباغة الجلود أن استكمال مدينة الروبيكى بحاجة إلى مليار و83 مليون جنيه لاستكمال المنشآت الصناعية وباقى الخدمات بها.
وقال حربى: "قطاع الدباغة من أكثر القطاعات الصناعية التي حققت طفرة تصديرية عام 2013 بنسبة ارتفاع بلغت 42% عن عام 2012 ". منوهاً إلى استهداف زيادة هذه النسبة خلال عام 2014.
وأضاف حربى لـ"فيتو": " مدابغ مجرى العيون لا تمانع في الانتقال إلى مدينة الروبيكى كأول مدينة صناعية متخصصة في الشرق الأوسط ". موضحًا أن نقل 500 مصنع من قلب العاصمة إلى الصحراء لابد أن يواكبه توافر كافة الخدمات في المدينة الجديدة لأنه يتم نقل حياة كاملة من مكان إلى آخر مما يتطلب مدينة صناعية وسكنية وخدمية.
وأكد حربى استفادة وزارة الصناعة والبيئة والصحة والآثار والسياحة ومحافظة القاهرة، من نقل المدابع من مجرى العيون باعتبارها منطقة أثرية. مشيرًا إلى أن الجانب الإيطالى سبق وأن قدم تمويلاً لإتمام هذا المشروع إلا أنه عطل عقب أحداث الثورة.
وطالب حربى بضرورة استكمال المنشآت الصناعية ومساكن للعاملين وتوفير شبكة طرق مواصلات ومستشفى ونادٍ اجتماعي ومدرسة جميع الخدمات الأخرى، بحيث تكون مدينة جاهزة للصناعة والحياة الاجتماعية والمعيشية".
وأوضح حربى الانتهاء فقط من إنشاء البنية التحتية بالمدينة ولكن المنشآت الصناعية لم يتم الانتهاء منها حتى الآن.
فيما طالب عبدالرحمن الجباس، عضو غرفة صناعة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، بضرورة توفير اعتمادات مالية لاستكمال بناء مدينة الروبيكى المخصصة للمدابغ، بضمان الأراضى الموجودة في منطقة مصر القديمة، مكان تواجد المدابغ الحالية.
ونفى "الجباس" لـ"فيتو " صحة تصريحات وزير الصناعة منير فخرى عبدالنور عن الانتهاء من 90 % من البنية التحتية للمشروع. واصفًا تصريحات "عبدالنور" بقوله: "مجرد كلام" و" تصريحات استهلاكية ". لافتًا إلى عدم إقامة أي منشآت جديدة بالمدينة منذ 3 سنوات.
وأكد "الجباس" أن مشكلة عدم استكمال "الروبيكى" تتحدد في نقص الاعتمادات المالية.
وقال الجباس: " كان من المفترض أن تتكفل المحافظة بإنشاء مساكن لعاملى المدابغ، لأن الأمر لا يخص وزارة الصناعة، لكن لم يتم ذلك نتيجة عدم وجود اعتمادات مالية". لافتًا إلى عدم صرف تعويضات لمن لا يرغب من أصحاب مدابغ مجرى العيون في الانتقال إلى الروبيكى.
وأشار "الجباس" إلى أن إنشاء هذه المدينة سوف يساهم في تحسين مستوى الصناعة وبالتالى سوف ينعكس بإيرادات على خزانة الدولة.
وأكد هشام جزر وكيل المجلس التصديرى للجلود أن انتقال المدابغ من منطقة مجرى العيون إلى الروبيكى سوف يساهم في تطوير قطاع صناعة الدباغة من خلال إيجاد بيئة نظيفة مما يعمل على زيادة حجم الإنتاج المستهدف وتشغيل أيدي عاملة. منوها أنه سوف يحافظ على منطقة مجرى العيون لأنها منطقة سياحية وأثرية.
وعن أسباب عدم ظهور المدينة للنور حتى الآن يرى جزر أن الدراسات المقدمة حول هذا الشأن تعتبر قديمة منوها أن تلك الدراسات لم تتطرق إلى أسس معينة مثل " كميات الجلود الموجودة والتي يراد إنتاجها والمستهدف من زيادة الإنتاج فضلا على أن بعض العاملين بالقطاع لا يرغبون في الانتقال إلى الروبيكى حيث يرون أن المكان الحالى افضل من ناحية توافر الخدمات والمواصلات.
وقال جزر: " لو تم التنسيق بين الوزارة وقطاع دباغة الجلود ومن خلال دراسات جيدة فسوف يتم النقل بكل سهولة".
كان منير فخرى عبدالنور وزير الصناعة والتجارة الخارجية والمشروعات الصغيرة أعلن الانتهاء من 90% من البنية التحتية لمشروع الروبيكى، وجار حاليًا التنسيق مع محافظ القاهرة لتوفير كافة الخدمات من مساكن ومدارس ومستشفيات لخدمة المشروع.
مشيرًا إلى أن الحكومة حريصة على اتخاذ كافة الإجراءات العاجلة للانتهاء من تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن حتى يتسنى نقل مدابغ مصر القديمة إلى موقعها الجديد بمدينة الروبيكى.
يذكر أن مشروع الروبيكى، مدينة الجلود العالمية بمنطقة «الروبيكي»؛ بدأ منذ أكثر من عشرين عامًا ويتعطل تنفيذه من حكومة لأخرى، حيث يعتمد المشروع على نقل المدابغ من سور مجرى العيون بوسط القاهرة إلى هذه المدينة الحديثة.