رئيس التحرير
عصام كامل

حرب الأمريكان والروس والإيرانيين في غزة!


ما يحدث في غزة ليس قاصرا على إسرائيل وحماس أو حتى بقية الفصائل الفلسطينية الأخري فقط.. الأمر تجاوز هذه الأطراف وامتد إلى النطاق الإقليمي ثم اتسع إلى النطاق الدولي كله.

أمريكا وأوربا تخوض مفاوضات نووية مهمة مع إيران التي كانت تريد أن تستخدم غزة كأحد أوراق الضغط الرابحة لها.. بينما يسعي الجانب الأمريكي الأوربي باستخدام آلة القتل الإسرائيلية لإقناع الإيرانيين بعدم جدوي التصلب وعدم الاستجابة لمطالبه.

وفي ذات الوقت يعرف الإسرائيليون وقبلهم الأمريكيون أن اجتياح غزة بريا في هذا التوقيت تحديدا يمنح الفرصة التي يمكن أن يستثمرها الروس لاجتياح أوكرانيا بريا أيضا ولذلك ركز الإسرائيليون على القصف الجوي خاصة وأنهم رغم الازعاج الذي سببه لهم صواريخ حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية لا خسائر بشرية تذكر لهم، بينما الاجتياح البري سيخلف بالتأكيد خسائر بشرية ستحرج موقف حكومة نتنياهو التي تتعرض لضغوط اليمين الأكثر تطرفا منها.

وهكذا الحرب الدائرة في غزة تتجاوز أهداف الإسرائيليين باستنزاف ما لدى حماس من صواريخ وتحسن موقف نتنياهو السياسي داخليا، مثلما تتجاوز محاولة حماس نسف المصالحة الفلسطينية وتأجيل الانتخابات الجديدة في الأراضي الفلسطينية.

إنها حرب دولية بالوكالة محسوبة الخطوات والخطي خطط لها الأمريكان.. ومن هنا جاءت المبادرة المصرية حتى لا يدفع الفلسطينيون من دمائهم وحدهم الثمن، وحتى لا يتضرر الأمن القومي لمصر، وحتى تمضي مصر في حربها التي بدأتها بقوة ضد الإرهاب، الذي لم يتوقف عن طعناته في سيناء وخارجها.
الجريدة الرسمية