«المبادرة المصرية» ما بين رفض «حماس» وموافقة إسرائيل.. كتائب القسام تصفها بالركوع والخنوع.. نتنياهو يؤيد قرار وقف إطلاق النار.. و«الجهاد الإسلامي» ترحب بالجهود المصرية..
وافقت الحكومة الإسرائيلية المصغرة، على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين رفضت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس المبادرة.
ويأتي ذلك على خلفية الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين منذ نحو ثمانية أيام دون توقف اسقطت خلالها العديد من الشهداء.
ركوع وخنوع
وقالت كتائب القسام: "لم توجه إلينا أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف إطلاق النار المزعومة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام، إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوع وخنوع نرفضها جملة وتفصيلا وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به".
كما أضافت: "معركتنا مع العدو ستستمر وستزداد ضراوة وشدة وسنكون الأوفياء لدماء الشهداء ونعد شعبنا أنها لن تضيع سدى ولن يجهضها أحد كائنا من كان".
حماس ترفض
وتجدر الإشارة إلى أن حركة حماس أعلنت في وقت سابق رفضها أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بدون التوصل لاتفاق شامل، مؤكدة أن المبادرة المصرية لم "تصلها بشكل رسمي".
المقاومة حق مشروع
وأعلن سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة حماس في بيان أن ما يتم ترويجه بشأن نزع سلاح المقاومة غير خاضع للنقاش، "ونحن شعب تحت الاحتلال، والمقاومة بكافة الوسائل حق مشروع للشعوب".
وأكد إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في كلمة متلفزة مساء الإثنين: "نقول بشكل مبسط وواضح ليست المشكلة في التهدئة ولا العودة لاتفاقيات التهدئة لأننا نريد وقف هذا العدوان على شعبنا، ولكن المشكلة هي واقع غزة من حصار وتجويع وإغلاق للمعابر وإهانة للناس".
وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي لحماس:" يجب أن يتغير هذا الوضع وينتهي الحصار، يجب أن يعيش شعبنا في غزة حرًا كريمًا يتمتع كما باقي شعوب العالم، وأن يعيش أهلنا في الضفة الغربية في أمن من استباحة العدو لمدنهم ومنازلهم والاعتقالات التي ينفذها الاحتلال".
الحكومة الإسرائيلية توافق
وأكد اوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تويتر أن "الحكومة قررت الموافقة على المبادرة المصرية من أجل وقف إطلاق نار يبدأ عند الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش".
كما أوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن الحكومة الأمنية، التي تضم أبرز الوزراء، أعطت الضوء الأخضر على الاقتراح قبل دقائق فقط على انتهاء المهلة، إلا أنها لم تعط أي تفاصيل حول عدد مؤيدي المقترح، إذ كانت هذه الحكومة منقسمة حول مسألة تهدئة "من جانب واحد" مع حماس.
واعتبر وزير مقرب من نتنياهو أن "حماس تخرج ضعيفة بعد هذه المواجهات فقد ألحقنا أضرارا كبيرة بقدرتها على إطلاق وتصنيع الصواريخ".
وأكد باراك رافيد المراسل السياسي لصحيفة "هارتس" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤيد وقفا لإطلاق النار مع حركة حماس.
نتنياهو يؤيد وقف إطلاق النار
وكتب "باراك رافيد "على حسابه على موقع "تويتر" نقلا عن مصدر لم يحدده أن "رئيس الوزراء نتنياهو سيؤيد وقف إطلاق النار الذي اقترحته مصر"، موضحا أن رئيس الوزراء سيطلب من أعضاء الحكومة الأمنية المصغرة التصويت تأييدا لوقف إطلاق النار.
ورحبت العديد من القوى الدولية بالمبادرة المصرية فمن جانبه رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالمبادرة المصرية، معربا عن أمله في أن تتيح هذه المبادرة العودة إلى الهدوء.
وأكد أوباما، خلال حفل إفطار رمضاني استضافه في البيت الأبيض، أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "لا تغتفر"، واصفا في الوقت نفسه مقتل مدنيين فلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه "مأساوي".
ورحب الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، بكل الجهود التي تبذلها الدولة المصرية تجاه الشعب الفلسطيني.
وأعرب "البرغوثي" عن أمله في أن تدخل المبادرة المصرية بوقف إطلاق النيران حيز التنفيذ لوقف سقوط الشهداء الأبرياء.
وطالب" البرغوثي" المجتمع الدولي ومجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية بضمانات تتعهد بها الدولة الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن إسرائيل فشلت -سياسيا- وأن هناك مخاوف لدى بعض القوى السياسية بتل أبيب من استمرار حالة الفشل السياسي من جراء الحرب.
وأعرب عن أمله في أن تسفر زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي لمصر اليوم للوصول إلى حل للأزمة.
البطش يرحب بالجهود المصرية
ورحب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خالد البطش، بالجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال "البطش" نرحب بالدور المصري لأنه بدون مصر لا يمكن لنا ولا لغيرنا أن نحقق مكتسبات سياسية في هذه المرحلة».
واستدرك قائلا: "مع الترحيب الكبير بالدور المصري وتأكيد حركة الجهاد الإسلامي أهمية مصر ودورها لكن طرح المبادرات لا يكون بالإعلام.. هناك عناوين معروفة للمقاومة.. هناك عناوين معروفة لإدارة الصراع مع هذا المحتل سواء ما يتعلق بالمقاومة أو حتى جانب السلطة الفلسطينية".
وقال "البطش":"إن المعركة الحالية هي معركة فارقة ويجب أن يبني عليها أشياء كثيرة في إستراتيجية الصراع مع الاحتلال".
وشدد "البطش" على مطلب إنهاء الحصار كأساس أي تحرك لوقف إطلاق النار، وقال «لا تهدئة مع الاحتلال طالما لم يعترف المجتمع الدولي بحقوقنا وطالما الحصار على غزة موجود.