رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا قال لنا السيسي؟


فاجأني صديق من المتعاطفين مع الجماعة الإرهابية عندما التقاني أول الأسبوع وهو يقول: كيف تصبح واحدا من رؤساء التحرير الذين ذهبوا إلي الرئيس السيسي ليتلقوا التعليمات؟ وقبل أن أنطق أردف قائلا: هل نتقدم إلى الأمام أم نتقهقر .. ألم ينته عصر الإملاء ؟ ..تركته يقول كل ما فى نفسه وذلك من باب أن للصديق علي صديقه ثلاثة أمور فإن كان إخوانيا أو مقربا منهم تصبح الثلاثة خمسة أولها أن تنصحه فإن لم ينتصح فاتركه على ضلاله دون ندم وثانيها أن تضع قطنا فى أذنيك عندما يتكلم حرصا على سمعك من رخص الكلام وثالثها إن استمعت إليه فلا تصدقه ورابعها ألا تأتمنه على وطن فلا وطن له وخامسها وآخرها إن قال لك يسارا فسر إلى اليمين وأنت مطمئن!!


قلت : إن لدى أرشيف صور وصوت لجماعة الإخوان وقادتهم كان الواحد فيهم يقف مشدوها مشدودا رافعا إصبعه مستأذنا قبل أن يتكلم مع فتحي سرور مثلا ولدى صور وفيديوهات تظهر فيها صقور الجماعة الإرهابية والذلة على وجوههم وهم يدورون حول أحمد عز طلبا للبركة ولدى من الأرشيف كبيرهم وهو يتودد إلى مبارك معتبرا إياه أبو المصريين جميعا وذلك على غرار أنور السادات رب العائلة المصرية.

وقلت أيضا: إننا عندما ذهبنا للقاء الرئيس السيسي فإن الرجل لم يتحدث إلا فيما يواجهه الوطن من تحديات طالبا من الجميع القيام بدورهم بما فى ذلك الإعلام وبعض ممثليه من الحضور ونشهد الله أن الرجل كان ودودا صادقا متأثرا بما تمر به البلاد من محن صنعتها أجيال سابقة وكوارث تصنعها أجيال حالية ينتمون إلي تيار لا يعرف الله ولا يعرف دينا ولا يرى إلا مصالحه قبل الجميع. 

وأظن أن هناك أمورا كثيرة لم يفصح عنها الرئيس فى جلسة المصارحة مع رؤساء التحرير وأعتقد أن الأيام القادمة تحمل من المفاجآت ما لم يتحمله بعض أصدقائنا من المتعاطفين مع الجماعة أو المنتمين لها ولا المرتبطين ببعض عناصر الفساد فى المجتمع، فما ألمح إليه الرئيس كان أكثر تعبيرا من ذلك الذي صرح به سواء على المستوى المحلي أو على المستوى العربى والدولى.

وللمصارحة وليس لغيرها فإن هناك زملاء تحدثوا إلى الرئيس مطالبين بضرب الفساد وعناصره بيد من حديد، كما طالب آخرون بضرورة استرداد حق الدولة من بعض رجال الأعمال الذين حولوا الأراضى الزراعية إلى منتجعات تستخدم كل ما هو مدعم من مياه وكهرباء وتغيير أنشطة ولم يدفعوا للدولة حقها وللمصارحة أيضا فإننا تحدثنا مع الرجل حول ضرورة وضع التصورات المستقبلية مهما كانت مؤلمة أمام الرأى العام دون مواربة حتي يتحمل المواطن مسئولياته .

وللتاريخ أيضا فإن هذا اللقاء كان الأول الذى استمع فيه الرئيس إلى الصحفيين فاستخدم لسانه أقل بكثير مما استخدم آذانه ونشهد أنه كان يسجل ملاحظات فى أجندته الخاصة ومن بينها أفكار نيرة كانت كلها تصب في خانة النقد المباشر لأداء المؤسسات دون أن يخلو ذلك من تناول مؤسسة الرئاسة نفسها ولم يضق الرئيس ذرعا بما تحدث به الزملاء وكان رحب الصدر واسع الأفق.

واعترف أنى لم أتناول بالتفصيل ما دار بيننا وبين الرئيس ربما لأن ما لم يذكره الرجل كان أكثر مما ذكره وهو ما قد نتناوله فى مقالات أخرى بعيدا عن صديقي الذي يشجع رئيسا قال علي الملأ إنه يعرف من ؟ يقول ماذا " فى أى اتجاه ؟ …. إلى آخر ما ذكره من عته كان يجب أن يحاسب عليه قانونا!!.
الجريدة الرسمية