رئيس التحرير
عصام كامل

عودة شفيق


على غير ما يرغب الإخوان ويُخططون، يبدو الطريق مُمهدًا اليوم قبل أمس لعودة الفريق أحمد شفيق "مرعب الجماعة الحقيقى"، فكلما ضيَّقوا عليه طريق العودة يتسع مجال العودة ميمونًا بفضل تصرفات الإخوان الصبيانية مع واحد كان قاب قوسين أو أدنى من منصب الرئيس إن لم يكن هو الرئيس الفعلى، حسبما ذكرت بعض التقارير.

كثيرون مثل أحمد شفيق حاولت السلطات التضييق عليهم، فعادوا على أعناق الجماهير والتجربة مكررة، خاصة أن فشل مرسى يُضيف رصيدًا حقيقيًا للفريق الغائب الحاضر، وأنا هنا أصف واقعًا من الخطيئة التى ترتكبها الجماعة ضمن فصول خطاياها المتكررة وغير المبررة، ولا أعبر عن رغبة ذاتية، فالكوارث المتتالية تمنح الفريق أكسير الحياة.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن شفيق يمتلك مهارات رجل الدولة، إضافة إلى كونه لا يعتمد على تنظيم قوى يفرضه بوضع اليد وبتهديد العسكر، كما فعل الدكتور محمد البلتاجى ورفيقه فى الكفاح المقدس خيرت الشاطر عندما لوَّحا باستخدام العنف وإغراق مصر فى بحور من الدم إذا ما أعلن عن فوز  شفيق.
ومما لا شك فيه أيضًا أن عدم وجود تنظيم مُحكَم وراء الفريق شفيق هو أحد أهم مزاياه، فالتصورات الأولية تؤكد أن الرجل كان يُمارس سلطاته وعينه على الشارع عكس الأخ مرسى المصاب بقصر بصر وبصيرة دفعته دفعًا للارتماء فى أحضان جماعة فاسدة ومُفسدة.
وأعتقد أن خلع مرسى الذى بدأ فى مدن القناة وفى الغربية يدفع البسطاء إلى ترديد عبارات من نوعية "مش كنا اخترنا شفيق" أو "ولا يوم من أيامك يا مبارك".. هكذا يبدو شفيق أقرب إلى كرسى الرئاسة من محمد مرسى الملتصق به بـ"غراء" وارد أمريكا، بل إنه يكتسب أرضية فى الشارع يومًا بعد يوم وكلما صنع مرسى فراغًا سدَّه شفيق بما كسبت أيدى الجماعة من منكرات ليس آخرها نكتة إخطار الإنتربول الدولى فى القضية الفضيحة والمسماة "قضية الطيارين".
و"قضية الطيارين" صنعت سدًا حصينًا بين فريق من المناضلين والأبطال الحقيقيين وبين مرسى وجماعته، وإلا بماذا نسمى استدعاء طيارين خرجوا على المعاش منذ أكثر من خمسة عشر عامًا؟
وأظن، وبعض ظنى إثم، أن انتكاسات مرسى اليومية تتحول يومًا بعد يوم إلى إنجازات لشفيق مهما حاول البعض من الجماعة والمتعاطفين معها وما أقلهم بعد سبعة أشهر من حكم المنحوس.
الجريدة الرسمية