بالصور.. "ريحان" يكشف جماليات البريق المعدنى بسيناء
ألقى الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى الضوء على خبيئة فنية من أجمل وأندر أطباق الخزف ذى البريق المعدنى المكتشفة بحصن رأس راية بطور سيناء كشفت عنها منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1997 وتضمنها كتاب الدكتور عبد الرحيم ريحان " روائع الفنون الإسلامية بطور سيناء.
وهذا النوع من الخزف هو إبداع الفنان المسلم عوضًا عن استخدام أوانى الذهب والفضة وقد تنوعت الزخارف الإسلامية على هذه الأطباق منها زخارف آدمية وحيوانية ورسوم طيور وزخارف هندسية وزخرفة النجمة السداسية وهى زخرفة إسلامية وجدت على المبانى الأثرية بسيناء ومنها قلعة الجندى بجنوب سيناء الذي بناها صلاح الدين في الفترة من 1183 إلى 1187م وعلى أطباق الخزف المكتشف برأس راية..
يقول ريحان أن الزخارف الآدمية سجلت على طبق من البريق المعدنى قطره 12سم وقوام زخرفته رسم آدمى محور يرتدى العصابة الطائرة ويمسك بكلتا يديه أشكال محورة ويملأ الفراغات تهشيرات والزخرفة باللون الأخضر الزيتونى على أرضية بيضاء وإطار الطبق على شكل أنصاف دوائر والطبق يعود للعصرالفاطمى القرنيين 4، 5 هـ / 10، 11م ومن الزخارف الحيوانية طبق قطره 13.3سم قوام زخرفته رسم غزال له أذنان طويلتان ويتدلى من فمه فرع نباتى ويملأ الفراغات بين أقدامه وأمامه ومن خلفه تهشيرات والزخرفة باللون الأخضر الزيتونى على أرضية بيضاء ويؤرخ للعصر الفاطمىِ القرن الرابع الهجرى/ العاشر الميلادى.
وأضاف ريحان أن الزخارف النباتية تضمنها طبق قطره 8.9سم قوام زخرفته زهرة في المنتصف من ست بتلات تكون شكلا مروحيا والزخرفة باللون الأخضر الزيتونى على أرضية بيضاء والطبق من ثلاثة أجزاء مجمعة بعد الترميم يعود للقرن الرابع الهجرى وطبق قطره 10.2سم قوام زخرفته شكل نجمة البحر داخلها نجمة ثلاثية وتحصر بينها مراوح نخيلية وزخرفة كتابية بالخط الكوفى وأشكال مستطيلات داخلها دائرة بيضاء بوسطها نقطة خضراء والزخرفة باللون الأخضر الزيتونى على أرضية بيضاء والظهر عليه زخرفة من نقاط مطموسة ومفقودة أجزاء من الطلاء والطبق تم ترميمه ويعود للقرن الرابع الهجرى والزخارف الهندسية يمثلها طبق قطره 10سم به زخارف هندسية وفى القاع اسم الصانع والزخرفة باللون الأخضر الزيتونى على أرضية بيضاء.
وبخصوص زخرفة النجمة السداسية يوضح د. ريحان أنها ظهرت على ثلاثة أطباق منها طبق قطره 12.5سم وقوام زخرفته نجمة سداسية من مثلثين متداخلين ويحيط بالنجمة أشكال بيضاوية متداخلة مع رءوس المثلثين وشكل شبه دائرى له ستة فصوص ويحيط بهذا الشكل الزخرفى دائرة مزدوجة ذات ستة فصوص يعود للقرن الرابع الهجرى وتحمل الأشكال النجمية في الزخرفة الإسلامية رموز تؤكد العلاقة الوثقى بين السماء والأرض فالنجمة السداسية ناجمة عن تداخل مثلثين المثلث المتجه رأسه لأعلى وقاعدته لأسفل يمثل الأرض والمتجه رأسه لأسفل وقاعدته لأعلى يمثل السماء والنجمة الخماسية تداخل زاويتين والثمانية تداخل مربعين والمربع يعبر عن الجهات الأصلية ويرمز للثبات والكمال والمثمن إنعكاس للعرش الإلهى الذي تحمله ثمانية ملائكة والشكل الكروى يعبر عن الكون والخط المستقيم يمثل الفكر والخماسى يشير إلى الطبيعة والسداسى جسم الإنسان وأيام الخلق الستة والنجمة تعبر عن الكون ورب الكون والأشكال النجمية في الزخرفة الإسلامية قمة ما ابتدعه الفنان المسلم في مجال الزخرفة الهندسية بوجه عام وفى مجال الرقش الهندسى بوجه خاص.
ويشير د. ريحان لطريقة صناعة هذا النوع من الخزف الذي يتميز باحتوائه على عجينة صفراء جيدة ولعمل الخزف ذى البريق المعدنى يطلى سطح الإناء الفخارى بلون أبيض يحتوى على أكسيد القصدير ثم يحرق الإناء المطلى في الفرن ويسمى هذا بطانة وبعد ذلك ترسم الزخارف على الطبقة الزجاجية الشفافة بالأكاسيد المعدنية منها أكسيد الفضة وأكسيد النحاس، وتخلط هذه الأكاسيد بمسحوق اللون ثم يحرق الإناء بعد زخرفته بهذه الأكاسيد ببطء في فرن ضعيف الحرارة عديم اللهب كثير الدخان وبذلك تتحول هذه الأكاسيد لطبقة معدنية رقيقة جدًا، وبعد أن يبرد يتم تلميعه لإزالة الغبار العالق به فيظهر على الإناء لون ذى بريق ذهبى.