رئيس التحرير
عصام كامل

الرهان الأخير للإخوان!


في آخر جلسات محاكمته سأل مرسي متهكمًا لماذا لم يتحرك الجيش بينما الأسعار ترتفع والكهرباء تنقطع ومشكلة المرور لم تجد حلًا لها مثلما تحرك من قبل أثناء حكمه؟!

هذا السؤال للرئيس السابق لا يقصد به فقط مجرد السخرية أو التهكم على جيشنا أو حتى حضه على التحرك وإنما هو يكشف عن الرهان الأخير للإخوان بعد أن أخفقت رهاناتهم السابقة سواء التي كانت تعتمد على حشد المتظاهرين واكتساب المتعاطفين من خلال الصدام مع الشرطة، أو تعتمد على ممارسة الضغوط اليومية على جهاز الأمن والحكم، من خلال العمليات الإرهابية أو تعتمد على التدخلات الأجنبية خاصة الأمريكية لإعادتهم إلى الحكم مرة أخرى.

لقد أخفقت كل هذه الرهانات بعد أن فشل الإخوان في جمع الحشود.. وتحول استنزافهم للأمن إلى مطاردات أمنية لهم، وأثمرت عمليات العنف والإرهاب التي يقومون بها هم والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تحالفوا معها كرها شعبيا لهم ورفضا لوجود جماعتهم.. كما اضطر الأمريكان والأوربيون إلى الاعتراف بالحكم الجديد والاكتفاء بالضغوط السياسية وعدم الاستجابة للإخوان بالتدخل العسكري في مصر.. ولذلك يراهن الإخوان الآن على تزايد معاناة المواطنين خاصة أصحاب الدخول المحدودة منهم بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية ونتيجة لزيادة التضخم والبطالة ونقص الخدمات.

إنهم يراهنون على تآكل شعبية الرئيس السيسي وتبدل ثقة الشعب فيه إلى غضب منه.. وهنا يمكنهم أن يستثمروا هذا الغضب لتحويله إلى تحرك معادٍ ورافض للحكم الجديد، مما يتيح لهم تكرار ما سبق أن قاموا به من قبل في يناير ٢٠١١ حينما استثمروا الغضب الشعبى من نظام مبارك للقفز إلى السلطة.

هكذا وجد الإخوان في قرارات رفع أسعار الطاقة فرصتهم التي استغلوها في تحريض الناس ضد السيسي وحكومته، خاصة أن رفع الأسعار طال كل السلع والخدمات ولم يستثن أصحاب الدخول المحدودة.

هذا أمر يجب أن تعيه الحكومة جيدًا (وبوعى).. ويجب أن يقترن ذلك بجهد لا يتوقف للسيطرة على التضخم والعمل بسرعة لتحريك الاقتصاد وتحسين الخدمات الحكومية من خلال فرض الانضباط على الجهاز الإدارى فضلا بالطبع عن تحسين الخدمة الأمنية.
الجريدة الرسمية