رئيس شبكة القرآن الكريم: مالناش في السياسة.. وأخونة الإذاعة "كلام فارغ"
- دولة التلاوة ما زالت بخير بس العيب فى "السميعة"
- عدم تركيز المستمع وراء الإحساس بانهيار تلاوة القرآن في مصر
- لا يوجد لدينا قاعدة "قل هذا وامتنع عن ذكر ذاك"
- زيادة الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي قللت الإقبال على الإذاعة
- الظروف السياسية لم توقفنا عن العمل ولم نحابِ شخصا بعينه
- العيوب الفنية في القراءات النادرة تمنعنا من إذاعتها
- إذاعة القرآن لم تهدم دولة التلاوة ومصر لم تفقد ريادتها
- شميس وحرك ودسوقي والطنطاوي أبرز القراء الموهوبين
منذ إنشائها لعبت إذاعة القرآن الكريم دورا محوريا في تعريف المصريين بأشهر المبتهلين وقراء القرآن، ففي وقت كانت الإذاعة هي الملجأ الوحيد لمستمعي كلام الله أبرزت شبكة القرآن الكريم العديد من قامات التلاوة في مصر والعالم العربي.
وعلي الجانب الآخر لم تكتف الإذاعة بنشر القرآن الكريم بأصوات عذبة وإنما عمدت إلى اكتشاف المواهب الحقيقية التي من الله عليها بحلاوة الصوت وجودة التلاوة من خلال إنشاء لجنة "الاستماع" لاختيار قارئي القرآن الكريم والتي كان لها أفضل الأثر في إظهار العديد من القراء الحقيقيين الذين علا شأنهم بعد ذلك.
ومع التطور الذي بات يحدث بصورة لحظية عاب الكثيرون على الإذاعة عدم قدرتها على مواكبة التطور مما أدى إلى انخفاض مستوى قراء القرآن الكريم بصورة أفقدت مصر وجود خلفاء لكبار القراء، حيث لم يظهر خليفة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو محمد صديق المنشاوي أو مصطفى إسماعيل وغيرهم.
وللرد على الانتقادات حاورت "فيتو" محمد عويضة، رئيس شبكة القرآن الكريم ورئيس لجنة الاستماع لاختيار القراء بها.
*تعرضت إذاعة القرآن الكريم في الفترة الماضية إلى موجة شديدة من النقد باعتبارها ساهمت في انهيار دولة التلاوة في مصر، ما تعليقك على ذلك؟
أعتقد أن الكلام عار من الصحة، فإذاعة القرآن الكريم تسعي في كل وقت إلى تقديم القراء والمبتهلين ممن يمكن أن يكونوا جزءا من السلسلة التي ضمت أشهر أسماء القراء منذ عشرات السنوات، والدليل على ذلك أن الإذاعة خلال الفترة الأخيرة أخرجت العديد من الأصوات الجيدة التي يمكن الاعتماد عليها في الحفاظ على مكانة مصر كأكبر الدول التي تخرج قراء كتاب الله.
*ألا تعتقد أن هناك خللا في دولة التلاوة بمصر؟
بالطبع هناك إشكاليات تتعلق بمسالة إخراج الأصوات الجيدة، إلا أن ذلك لا يعني أن مصر فقدت مكانتها كرائدة في مجال تلاوة القرآن الكريم حيث إن لدينا العديد من القراء الموهوبين من أمثال الشيخ على شميس وعبدالناصر حرك وعبد الصمد دسوقي وعبد الوهاب الطنطاوي وغيرهم من الأصوات الجيدة التي استطاعت أن تجد لنفسها مكانة متميزة بين القراء خلال الفترة الماضية.
*ما هي الإشكالية التي جعلتنا لا نعرف أن لدينا خلفاء لكبار القراء ؟
أعتقد أن عدم تركيز المستمع هو السبب في وجود الإحساس بانهيار تلاوة القرآن الكريم في مصر، فالأسماء الكبري للقراء أمثال الشيخ عبد الباسط أو المنشاوي وغيرهما ظهرت في وقت كانت فيه وسائل الإعلام المتاحة للمواطن تقتصر على الإذاعة وثلاث قنوات تليفزيونية، أما الآن فمع زيادة عدد القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي انخفض الإقبال على الإذاعة عامة وعلي شبكة القرآن الكريم بشكل خاص حيث أصبح الذهن مشتتا وبالتالي فلا مجال أمام المستمع ليستمع إلى القرآن الكريم بتمعن وتركيز تجعله يفرق بين القراء أو يعرف الميزة في كل قارئ عن سواه.
*يعيب البعض على شبكة القرآن الكريم عدم سعيها إلى بث التلاوات النادرة لمشاهير القراء رغم وجود هذه التسجيلات على مواقع الإنترنت؟
بالفعل هناك خلل في مسألة القراءات النادرة إلا أن الأمر له بعد آخر، فحتى نتمكن من عرض هذه التلاوات النادرة يجب أن تكون مناسبة من حيث جودة الصوت، وبالتالي فإن العيوب الفنية التي تكون في غالبية القراءات النادرة هي السبب الحقيقي لعدم عرضها ولكننا نعمل على جمع التسجيلات النادرة التي يمكن أن تذاع والتي تمتاز بجودة صوتها حيث نتواصل مع أحفاد أعلام القراء ونبحث في مواقع الإنترنت عن هذه التسجيلات.
*ماذا عن لجنة الاستماع لاختيار القراء والمبتهلين؟
اللجنة لا تزال تقوم بدورها منذ إنشائها حيث تعقد لجانا بشكل دوري لإجازة القراء لبث تلاواتهم من خلال شبكة القرآن الكريم، حيث تقوم بالاستماع للكثير من الأصوات وتنتقي منها الأنسب وفقا لمعايير حسن الصوت والأداء والإلمام بأحكام التجويد وأوجه التلاوات والحفظ الجيد لكتاب الله.
*كيف تصف الإقبال على التقدم للجنة؟
الإقبال كثيف، فهناك أعداد كبيرة تتقدم للجنة مع كل انعقاد لها إلا أنه لا يتم قبول جميع المتقدمين فقد يتقدم 30 شخصا ليتم اختيار 4 فقط منهم، حيث إن هناك أصواتا جميلة ولكنها لا تكون حافظة للقرآن بالصورة المطلوبة والعكس صحيح، فاللجنة تركز أولا على حلاوة الصوت ثم تنتقل إلى الأحكام والحفظ.
*ماذا عن الابتهالات والتي تعتبر حالة خاصة.. هل لا يزال الإقبال جيدا عليها؟
يتقدم للجنة عدد من المبتهلين والذين يتم إجازتهم وفقا للمعايير السابقة، فالابتهالات والتواشيح هي جزء له جمهور كبير وبالتالي فهناك الكثير من الأصوات التي تتدرب عليها حتى يمكن أن تتحقق فيها نتائج جيدة.
*في رأيك هل كانت الأحداث والظروف السياسية التي مرت بها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية سببا في التأثير على المتقدمين للجنة؟
القرآن هو القرآن مهما كانت الأحداث السياسية وبشكل عام فإن الظروف السياسية لم تتسبب في توقف إذاعة القرآن الكريم عن العمل بل استمرت في عملها، فنحن لنا منهج واضح هو العمل على نشر القيم والأخلاقيات والمعاملات الحسنة التي حثنا عليها الدين الإسلامي وبالتالي،، فنحن لا نتدخل في الشأن السياسي بأي حال من الأحوال..
*هل تعرضت إذاعة القرآن الكريم إلى أي ضغوط سياسية للتدخل في عملها في فترة حكم الرئيسين السابقين مبارك ومرسي خاصة وأنه كثر الحديث عن مسألة أخونة الإذاعة؟
يمكن أن أؤكد أن ذلك غير موجود في الإذاعة، فنحن تحكمنا المهنية ولا ننظر إلى أي ضغوط سياسية لأننا كما قلت لا علاقة لنا بالأحوال السياسية، أما مسألة أخونة القرآن الكريم فهو "كلام فارغ" لم يحدث أن تم محاباة شخص لأنه محسوب على تيار سياسي معين، كما لم يتم اضطهاد شخص لإيمانه بأفكار سياسية معينة، نحن نلتزم المهنية ولا نتعامل بشكل شخصي أثناء العمل كما أنه بالفعل لا يوجد لدينا قاعدة قل هذا وامتنع عن ذكر ذاك.