رئيس التحرير
عصام كامل

"مسافة السكة" للشرفاء مش "غزة وحماس"


تباينت ردود الفعل المصرية تجاه ما يحدث في "غزة"، إذ كان "التجاهل" سمة غالبية الشعب، كنتيجة مباشرة لجرائم "حماس الإرهابية" وضلوعها المشين في المؤامرة على مصر طوال السنوات الماضية، فيما أدت القيادة السياسية الواجب ولم تنجرف مع الأزمة. أما "إخوان الشياطين" ومن معهم من المتآمرين على مصر، فقد مزجوا بين الشطط والعهر الإعلامي والسياسي، تماما مثلما فعل قادة "حماس الإرهابية".

لم ينس الشعب الأصيل، أن "حماس" اقتحمت السجون المصرية في يناير 2011 لتحرير عناصرها وقيادات "الإخوان"، ويتذكر الشعب أنها نشرت الفوضى، وقتلت الجنود الصائمين في رفح، وحرقت المؤسسات وأشاعت الفوضى ونهبت الخير المصري بالتهريب عبر الأنفاق. كما أغرقت "سيناء" بالسلاح والإرهابيين لتنفيذ المؤامرة وضمان عدم استقرار البلد.. هذه باختصار "حماس الإرهابية".. من هنا تجاهل الشعب تعرضها للقصف من إسرائيل، لأن ما فعلته "حماس الإخوانجية" في بلدنا لم يفعله ألد الأعداء.

وتجلى الشطط والعهر في مطالبة بعض الإعلاميين القيادة السياسة بالدفاع عن "غزة" والدخول المباشر على خط العملية العسكرية، حتى إن إعلاميا مشهورا بالصراخ والانفلات اللفظي، حمل الرئيس السيسي مسئولية ضحايا القصف الإسرائيلي ودعاه إلى التدخل لأن "غزة" ستظل في رقبة مصر مهما كانت الخلافات!!

وأيضا كاتب "إخوانجي" ينعق يوميا كالبومة في مقالاته مدافعا عن "الجماعة الإرهابية" ويبرر أفعالها بشكل يثير "القرف"، "الإخوانجي" الكبير استنكر غياب التضامن والتعاطف في مصر سواء إعلاميا أو رسميا مع "غزة"، كما ندد بتدمير مصر لأنفاق التهريب التي حفرتها "حماس"، وأشاد بصمود ومقاومة "غزة" وأنها تدافع وحيدة عن نفسها وعما تبقى من كرامة العرب!!

ولا ينتهي العهر الإعلامي و"الإخواني" عند هذا الحد، فالبعض استعاد اتفاق الهدنة الذي أبرمه "المعزول" مرسي عام 2012، والبعض الآخر ومنهم "6 أبريل" طالب الرئيس السيسي بتفعيل مقولة "مسافة السكة"، وهي المقولة التي اعتبرها أعضاء الجماعة الإرهابية "مسرحية".

لكن يجب أن يعلم هؤلاء ومن معهم أن "مسافة السكة" تطبق على أرض الواقع مع الشرفاء فقط ومن وقفوا مع مصر وشعبها في المحنة، أي الدول الشقيقة صاحبة المبدأ. ولا يمكن بأي حال أن تطبق على حركة مارقة مصنفة إرهابية مثل "حماس"، ولأن الشعب المصري كله تضرر وعانى من جرائم وسفالة "حماس"، فإن على الفلسطينيين اللجوء إلى دول أخرى تدافع عنهم. ويكفينا أننا تحملنا قضيتهم وحاربنا من أجلهم منذ عام 1948.. ومع هذا لم يفت القيادة المصرية الواجب وأجرت اتصالات مع الطرفين للتهدئة عن طريق المخابرات العامة، وأرسلت مساعدات وفرق طبية لعلاج الجرحى وهذا برأيي أكثر مما يستحقون.

الشعب المصري تعلم الدرس، وعرف أن "حماس الإرهابية" تصر على تعميق الخلاف مع" فتح"، وتعرقل المصالحة الفلسطينية بعد حرب طاحنة بين الفصائل، وإن من يستبيح دماء أبناء جلدته، لن يحفظ دماء وأرواح الآخرين.

إن ما يحدث من قصف تسببت فيه "حماس الإرهابية" بالتخطيط مع التنظيم الدولي للإخوان، فهي من بدأ العدوان على إسرائيل بخطف مستوطنين وقتلهم في خرق للهدنة، وذلك حتى تحقق أكثر من هدف. أولها رسالة إلى أمريكا والعالم بأن لا هدنة مادمتم تخليتم عن "الإخوان"، ثم محاولة كسب التعاطف العربي مجددا بعد أن باتت "حماس" منبوذة في معظم الدول العربية. وكذلك التأثير على الرأي العام المصري كي يضغط على الرئيس السيسي للتدخل في الأمر، فإن شارك فيما يجري، فإنه يستنزف جهد الجيش وأسلحته وينصرف عن مكافحة الإرهاب في مصر.. 

وإن لم يشارك فعلى أقل تقدير يستجيب لنداء قادة "حماس" وأمين عام الأمم المتحدة بن كي مون بفتح معبر "رفح"، وهذا إن تم فإن "الغزاوية" سيجتاحون سيناء هربا من القصف الإسرائيلي، حيث تدفع حماس إلى عدم توقفه، لتحقيق مؤامرة توطين الفلسطينيين في سيناء.. لكن لن تنال "حماس" مرادها ما دام الرئيس والجيش يقفون على أبعاد المخطط.
الجريدة الرسمية