رئيس التحرير
عصام كامل

بالأدلة.. مصر فعليا على خط النار !


عندما يقول السيسي للمصريين إننا في حالة حرب فالرجل يعني ما يقول، ليس بالضرورة يقول التفاصيل كاملة، إنما يملك هو تفويضا بإدارة شئون البلاد وأقسم اليمين على إدارتها بالشكل الأمثل، وما يجري في كواليس السياسة ليس بالضرورة يكون أو يمكن أن يكون مشاعا للجميع !

لكن، تعالوا نقرأ معا ما جري في يومين فقط وله دلالاته الخطيرة، نبدأ من الأحدث، فالأخبار تأتي من العريش قبل ساعات تقول إن قذائف "مورتر" أطلقت على نقطتين هناك، إحداهما موقع عسكري أدي إلى إصابة واستشهاد عدد من الجنود، والثاني وقع في سوق شعبي أدي إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين، !! وهنا يبدو السؤال منطقيا، لماذا سوق مدني من الأصل ؟ وما الهدف منه ؟ لماذا لا يتوقف الإرهابيون عن التمسح ببعض الأحكام الشرعية تبيح قتل الضباط والجنود فقط باعتبارهم جنود الشيطان لكنها لا تبيح ذلك للمدنيين ؟! فلماذا الآن ؟! هل هو خطأ في تصويب القذيفة ؟!

بالطبع لا لأن من يصيب بدقة بالغة هدفه الأول لا يخطئ في هدف أسهل منه !! فماذا هو المستهدف إذن ؟ ! ومن الذي يسر لقوي الإرهاب قدرات عسكرية تحدد حيثيات المواقع العسكرية لإصابتها من بعيد ؟! من يضغط على مصر بدماء شهداء مدنيين هذه المرة للوقوع في فخ ما مطلوب جر مصر إليه بأي ثمن ؟!! إنهم يحتفلون بالذكري الأولى لمذبحة شهداء رفح العام الماضي على طريقتهم وكان موعدها اليوم أيضا !!!!

تعالوا للمشهد الثاني، المنوفية، تصحو وتصحو مصر كلها على أنباء سقوط جسم غريب على أراضيها، ! بعض الأنباء تفيد أنه جزء من حطام طائرة عسكرية إسرائيلية ! وأنباء أخرى تقول إنه جزء مهم جدا من طائرة إسرائيلية متطورة حديثة !! وأنه تم نقله إلى القاهرة لفحصه ! دون أنباء إضافية ! وهنا نقول، إننا أمام احتمالين اثنين ومؤكد واحد، المؤكد هو استهداف إسرائيل لمصر بشكل مباشر في أعمال استخباراتية نوعية جديدة، أما الاحتمالين هما، أن الجسم الغريب هو لطائرة إسرائيلية بغير طيار أسقطتها مصر، وتم الاتفاق ضمنيا وسريعا على عدم الإعلان عن ذلك في ظل أجواء إقليمية ملتهبة أصلا، أو أن مصر أرادت استمرار الضغط عصبيا على إسرائيل بعدم الإعلان عن إسقاط الجسم الغريب وأنه من الأفضل أن يتم فحصه بهدوء ومعرفة أسراره وتفاصيله في تأديب للجانب الإسرائيلي!

يبقى مشهد آخر مهم، وقائع تفجير محطة كهرباء أكتوبر ودلالته النوعية أيضا، وهو وحده ومن دون سابقيه يؤكد أن مخططا كبيرا يجري، دولا وليس جماعات ضالعة فيه بكل تأكيد، تستخدم فيه الجماعات الإرهابية، الهدف منع مصر من الانطلاق إلى التنمية بأي وسيلة، أنه التاريخ الذي يعيد نفسه، فالتاريخ يقول إن مسئولا غربيا أراد طمأنة إسرائيل بعد تولي جمال عبد الناصر وقال لبن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي: لقد تحاورت مع ناصر والرجل لم يضع معاداة إسرائيل في أولوياته، إنما هو مشغول بالتنمية في بلاده، فقال بن جوريون رده الشهير المعروف: "وهذا أسوأ خبر سمعته في حياتي" !
الجريدة الرسمية