رئيس التحرير
عصام كامل

«أبو مازن» يطالب الأمم المتحدة رسميًا بوضع فلسطين تحت الحماية الدولية.. مختار غباشي:الرئيس الفلسطيني يئِسَ من الدول العربية.. والطلب«عارعلى العرب»... سميرغطاس:خطوة جيدة ولا يمكن تح

الرئيس الفلسطيني
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

جدل سياسي أثاره قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة بعد التقدم بطلب رسمي لوضع أراضي دولة فلسطين تحت الحماية الدولية، لتأمين جلاء الاحتلال وتمكين الدولة من ممارسة سيادتها.


فلسيطن تطلب الحماية الدولية

سلّم رئيس دولة فلسطين محمود عباس أمس الأحد، رسالة رسمية من القيادة الفلسطينية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عبر ممثله في الأرض الفلسطينية روبرت سيري، تطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وأرضه.

وأكد الرئيس خلال تسليم الرسالة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أن القيادة الفلسطينية قررت الطلب رسميا من الأمم المتحدة توفير الحماية الدولية لشعب وأرض فلسطين.

وقال أبو مازن:«إنه ما زال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمرًا، وكانت هذه الليلة حافلة بالهجوم البري، ما أدى إلى وقوع مزيد من الشهداء ومزيد من الجرحى والتدمير».

وأضاف الرئيس أن القيادة الفلسطينية في حالة انعقاد دائم، خاصة القيادة المشتركة التي تضم أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، واليوم اتخذت القيادة قرارا بطلب الحماية الدولية للأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وقال الرئيس الفلسطيني، إنه بناء على قرار القيادة الفلسطينية، قمنا باستدعاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري، وسلمته هذه الرسالة ليسلمها إلى الأمين العام بان كي مون.

وأضاف «أبو مازن»، أن الوضع لم يعد يحتمل الصبر أكثر من هذا، فإسرائيل أوغلت في كل شيء، ولا بد من إيقاف عدوانها على الشعب الفلسطيني الذي بدأ في الخليل ثم في مدينة القدس، ثم في باقي الضفة الغربية، وأخيرًا في غزة، وهو وضع لم يعد يحتمل وعليه أرسلنا هذه الرسالة.

وتابع الرئيس قائلا: «هناك قرارات اتخذتها القيادة الفلسطينية ستعلن قريبا، وطلب الحماية الدولية للشعب والأرض الفلسطينية هو أول هذه القرارات».

«غباشي»: عار على العالم العربي

ومن جانبه وصف مختار غباشي، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام، طلب الحماية الدولية من الأمم المتحدة بـ «العار على العالم العربي».

وقال «غباشي»، في تصريح خاص لـ«فيتو»، إن منظمة التحرير والرئيس الفلسطيني لجأ إلى ذلك بعد فشل العرب في احتواء الموقف والمنظمة رأت أن العرب يقفون مكتوفي الأيدى ولم يعدوا يهتمون بالقضية.

وأضاف «غباشي»، أن الدول العربية لا توجد لها حماية سياسية، موضحًا أن فرض الحماية على الأراضي الفلسطينية سيقضى تماما على القضية الفلسطينية وإسرائيل تطمح لهذا وستكون مسألة صعبة جدا ومؤلمة للغاية للعرب، متمنيًا صحوة العرب في الفترة المقبلة والضغط على إسرائيل لوقف العمليات التي تقدم عليها.

وذكر «غباشي»، أنه لو استجابت أمريكا للدعوة الموجهة إليها ستكون ثانى مرة تفرض فيها الحماية الدولية على الأراضى الفلسطينية بعد المرة الأولى في فترة حرب 1948.

«غطاس»: وضع فلسطين تحت الحماية الدولية «مهم» ويصعب تحقيقه.

قال الدكتور سمير غطاس، مدير مركز مقدس للدراسات، إن الطلب الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمم المتحدة بوضع فلسطين تحت الحماية الدولية طلب جيد ومهم إلا أنه لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع كون القرار يؤخذ من مجلس الأمن.

وأوضح غطاس، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن وجود الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن يعرقل مثل هذا الطلب بالتأكيد، إلا أنه وبرغم من ذلك فإن الحديث عن حماية دولية الآن أمر جيد، وإن كانت حماس ترفض هذا الحديث طول الوقت وتعتقد أنها تستطيع حماية الشعب الفلسطيني وحدها ولن تحتاج لحماية دولية، بل وأنهم هددوا في إحدى المرات أنه إذا جاءت قوات دولية فستعامل معاملة الاحتلال.

وأشار إلى أنه وبعد الأوضاع الأخيرة والعدوان السافر على غزة والقدس، فإن طلب الحماية إيجابي لمنع إسرائيل من العدوان على الشعب الفلسطيني، موضحا: «يبقى السؤال هل يمكن تحقيقه أو لا؟ فهناك طرف في غزة يعارض ذلك لكن مطلوب أن يحمى الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة عليه».

ولفت إلى أنه كان يطالب بفرض الوصاية الدولية على فلسطين، موضحا أن الوصاية تختلف عن الحماية بشكل كبير، فالوصاية تعني أن يشكل مجلس وصاية وتحل السلطة، ويشكل من قبل مجلس الأمن، ليعطي هذا المجلس فترة زمنية يؤهل فيها الشعب الواقع تحت الوصاية للاستقلال، أما الحماية، فقوات دولية تأتي للإشراف على حماية الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية، وهو إجراء معنوي، إلا أنه برغم ذلك مهم، بحسب قوله.
الجريدة الرسمية