رئيس التحرير
عصام كامل

«الزمر» يكشف خطايا «الإخوان» في مقال «الفرص الضائعة»: فشلت في احتواء فصائل الإسلام السياسي وأبعدوهم من المشاركة في الحكم.. «المعزول» لم ينجح في توحيد فئات المجت

القيادي بالجماعة
القيادي بالجماعة الإسلامية عبود الزمر

جدد القيادي بالجماعة الإسلامية عبود الزمر، دعوته لجماعة الإخوان «الإرهابية»، بالانخراط مرة أخرى في العمل السياسي، في مقال نشره بصحيفة «المصريون» تحت عنوان: «الفرص الضائعة».


وإلى نص المقال:
أصحاب الآراء الثاقبة ينتهزون الفرص السانحة دائمًا لأداء مصالحهم وتحقيق أهدافهم، أما من واتته فرصة لفعل الخير – مثلًا – ثم تباطأ فضاعت منه الفرصة فلا يلومن إلا نفسه، والعرب كانت دائمًا تنبه إلى اصطياد الفرص لتحقيق المآرب؛ إذ قال أحد الشعراء: إذا هبت رياحك فاغتنمها.. فإن الخافقات لها سكون.

وما أقصده في مقالي هذا هو عدد الفرص الضائعة التي كان من الممكن أن نؤدي فيها أداءً حسنًا. لقد كانت فرصة اجتماع الناس حول الدكتور محمد مرسي يوم أن كشف عن صدره في الميدان كان من الممكن أن تكون نقطة انطلاق بالمجتمع كله في صعيد واحد لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير تحت رعاية ودعم شعبي كبير.

ولقد كانت الفرصة سانحة أيضًا أمامه لتحاشي العزل بقبول الاستفتاء على الانتخابات المبكرة لأن استمراره في منصبه كان أفضل بكثير مما آل إليه الوضع الآن، ولقد كان حزب البناء والتنمية من بين الناصحين له بقبول الفكرة ولكنه لم يفعل، ولقد كانت هناك فرصة سانحة أمام الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور أن يطرح إجراءات 3/7 على الاستفتاء فكان هذا التصرف كفيلًا بتجنب ما نحن فيه من صراع؛ لأن الشعب حينما يقول كلمته يستريح الجميع وينقطع النزاع.

ولقد أتيحت فرصة للدكتور مرسي أن يتحول بمشروع النهضة الإخواني إلى مشروع وطني بعد حوار مجتمعي موسع يدلي الجميع فيه بدلوه ويعمل بالمساحة المتفق عليها من المشروع مع قبول التعديلات من القوى الوطنية الأخرى طالما أن فيها صالح مصر، ولكنه لم يفعل، ولقد كانت الفرصة سانحة أثناء حكم الدكتور محمد مرسي لطرح رؤية إسلامية وسطية معتدلة تجذب قطاعات المجتمع كله، ولكن الخلافات بين الإسلاميين بدأت منذ الاجتماعات الأولى لمجلس الشعب في محاولة للاستحواذ والإقصاء والاستبعاد من اللجان ولكن موقف حزب البناء والتنمية أعاد التوازن إلى وضع المجلس وضبط حقوق الجميع وتخلى عن حصته في مسئولية اللجان.

لقد كانت الفرصة مواتية لأن تحتوي جماعة الإخوان فصائل الإسلام السياسي، ولكنها تحوصلت لدرجة أن مساعدي الرئيس ومستشاريه استقالوا من وظائفهم لكونهم تأكدوا من أن هناك طاقمًا رئاسيا حول الرئيس هو الذي يبدي له المشورة وهم مستبعدون تمامًا، والعجيب أن رئاسة الجمهورية سمحت لمستشاري الإخوان فقط بمكاتب في قصر الاتحادية وبقي الآخرون خارجها ومن بينهم الدكتور أحمد محمد عمران مستشار الرئيس للتنمية المجتمعية، وهو مرشح حزب البناء والتنمية بل إن الملف الخاص به تم توزيع معظمه على التخصصات الأخرى من جماعة الإخوان، وبالرغم من ذلك هو يعاني الآن من إدارة جامعة الفيوم التي لا ترغب في عمله في الجامعة لكونه مستشارًا للرئيس، وهو في الحقيقة لم يمارس دوره على المستوى الذي يتناسب مع كفاءته وقدراته.

وضاعت فرصة تقديم مرشح رئاسي وطني محايد يمكنه أن يحل الأزمة، ولكن التحالف رفض اقتراحي الذي رشحت فيه أحد ثلاثة (المستشار محمود مكي – المستشار هشام جنينة – الدكتور سليم العوا) صحيح كانت فرص النجاح قليلة لكنها كانت ستعطي فرصة للحشد وترتيب المعارضة السلمية والاستعداد لدخول الانتخابات البرلمانية إذا تقرر ذلك، وقد يتساءل البعض لماذا أكتب كل هذا علانية، أقول لهم إنني طالبت الإخوان بتقويم التجربة وإعلان ما يمكن إعلانه على العامة، وكذا إعلان الخاص على الخاصة من القادة للاستفادة من التجارب والانطلاق على قاعدة سليمة نؤدي فيها دورًا طيبا من أجل وطننا ولكن فيما أعلم أنهم لم يقيموا تجربتهم، وبالتالي بينت ما أعلم من حقائق ليستفيد هذا الجيل من الشباب فيما وقعنا فيه من أخطاء فيضع خطته على نحو يتحقق فيه عناصر النجاح بإذن الله - تعالى - بعد التعرف على المعوقات والعقبات وتقدير قدراته الحالية والمستقبلية والأهداف الكلية والمرحلية.

وفي الختام أشير إلى أن الفرصة الباقية السانحة هي الانتخابات البرلمانية؛ حيث إن المجلس قد تم حله بحكم قضائي، ومن حقنا أن نتحرك لاستعادة أوضاعنا مثلما شاركنا في انتخابات 2005 وحققنا فيها انتصارات ولم نسلم بمشروعية مبارك، ولذلك فإن وجود تحالف قوي يستطيع أن يشكل قوة في المجلس تدافع عن حقوق السجناء والشهداء وكل صاحب مظلمة وتدفع شرورًا في التشريعات لا يعلم مداها إلا الله ولا ننسى قول الشاعر: وعاجز الرأي مضياع لفرصته.. حتى إذا فات أمر عاتب القدرا.

هذا وأنصح المواقع الإخبارية بضرورة تحري الدقة وعدم نشر عناوين تخالف مضمون الخبر، فذلك لا يجوز فضلًا عن أنه مخالف لشرف وآداب المهنة خاصة وأن هذا المقال في مجال النصيحة الواجبة لإخواني حفظهم الله. ولا شك أن تقويم التجربة بمعرفة الإخوان أجدى وأنفع من غيرهم، أما أن نكتفي بالقول (لقد وثقنا فيمن لا يوثق به) فهذا كلام خارج السياق. ثم إننا إذا أردنا أن نتوجه إلى المسار الصحيح ونؤدي دورًا لصالح أمتنا ومصرنا، فعلينا أن نبدأ بالاعتراف بالخطأ ثم التصويب، ثم التطوير نحو الأفضل.
الجريدة الرسمية