رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس الفلسطيني يطالب الأمم المتحدة بوضع بلاده تحت «الحماية الدولية» لحمايتها من العدوان.. «غطاس»: قرار مهم ويصعب تحقيقه.. سعيد كمال: جاء في وقته.. و«الجامعة العربية»: و

 الرئيس الفلسطيني
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

في أعقاب الهجوم الوحشى الإسرائيلى على قطاع غزة، أعلنت دولة فلسطين اليوم، التوجه للأمم المتحدة بطلب رسمي لوضع أراضي الدولة الفلسطينية تحت الحماية الدولية، وذلك بعد ارتفاع عدد الشهداء إلى ١٦٦ وأكثر من 1100 من الجرحى.

جاء القرار الفلسطيني قبل الاجتماع الوزاري العربي المرتقب، في التاسعة من مساء غد الإثنين، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الذي خصص لبحث الأوضاع الجارية في غزة، لإيجاد موقف عربي موحد تجاه هذه الأوضاع.

«الحل بيد أمريكا» 
وكانت الجامعة العربية قد أعلنت اليوم، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي وحدها القادرة على ردع قوات الاحتلال الصهيوني، وقالت على لسان السفير محمد صبيح، الأمين العام لجامعة الدول العربية إن وقف العدوان الإسرائيلي بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وإن واشنطن وحدها تستطيع أن تقول لإسرائيل " أوقفوا هذا العدوان فورا".

فيما أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس العديد من القرارات التي اتخذتها القيادة في رام الله، وأن طلب الحماية الدولية للشعب والأرض الفلسطينية هي أول هذه القرارات.


قال الدكتور سمير غطاس، مدير مركز مقدس للدراسات، إن الطلب الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمم المتحدة بوضع فلسطين تحت الحماية الدولية طلب جيد ومهم إلا أنه لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع كون القرار يؤخذ من مجلس الأمن.

«قرار مهم» 
وأوضح غطاس، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن وجود الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن يعرقل مثل هذا الطلب بالتأكيد، إلا أنه وبرغم من ذلك فإن الحديث عن حماية دولية الآن أمر جيد.

وأشار إلى أنه بعد الأوضاع الأخيرة والعدوان السافر على غزة والقدس، فإن طلب الحماية إيجابي لمنع إسرائيل من العدوان على الشعب الفلسطيني، موضحا: "يبقى السؤال هل يمكن تحقيقه أو لا؟.. فهناك طرف في غزة يعارض ذلك لكن مطلوب أن يحمى الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة عليه".

ولفت إلى أنه كان يطالب بفرض الوصاية الدولية على فلسطين، موضحا أن الوصاية تختلف عن الحماية بشكل كبير، فالوصاية تعني أن يشكل مجلس وصاية وتحل السلطة، ويشكل من قبل مجلس الأمن، ليعطي هذا المجلس فترة زمنية يؤهل فيها الشعب الواقع تحت الوصاية للاستقلال.

أما الحماية، فقوات دولية تأتي للإشراف على حماية الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية، وهو إجراء معنوي، إلا أنه برغم ذلك مهم، بحسب قوله. 

«جاء في وقته»
وبدوره أكد السفير سعيد كمال، الأمين العام السابق لشئون فلسطين بالجامعة العربية، على أن طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوضع فلسطين تحت الحماية الدولية الحماية بأنه حدث جاء في وقته، في ظل الغطرسة والعنف الذي ترتكبه دولة الاحتلال الإسرائيلي باستمرار تجاه الفلسطينيين.

وتابع قائلا:" هذا الأمر كان لابد له من الحدوث منذ وقت طويل، وقد كتبت قبل شهر لأؤكد أنه لم يعد هناك حل سوى اللجوء للحماية الدولية، فلم يعد أمامنا إلا هذا المطلب، خاصة في ظل وجود هذا العدو الذي لا يفقه إلا العنف والقتل".

وأضاف كمال في تصريحاته لـ"فيتو":" نحن لسنا على قدر الوقوف في وجه إسرائيل، وعليه فلا حل إلا ذلك، وإذا كانت حماس لديها قدرة لمواجهة إسرائيل، وتحقيق مكاسب نوعية على الأرض، فلتوضح لنا، لأن الإعلام لا يرينا إلا القتلى والجرحى من الفلسطينيين، وصواريخ العدو لا تصيب إلا الأبرياء ".

وأشار كمال، إلى أنه هو وسمير غطاس، كانا الوحيدين اللذين طالبا بهذا التحرك منذ وقت طويل مضى، لكونه الحل الأوحد الآن، والوسيلة الوحيدة لحماية الشعب الفلسطيني".

أما الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، فقال: إن المقصود بالحماية الدولية التي تطلبها فلسطين من الأمم المتحدة تتلخص في أمرين؛ الأول: صدور قرار ملزم بوقف إطلاق النار من مجلس الأمن، وهو ما لم يحدث. 

وأضاف أن الأمر الثاني يتمثل في الحماية الدولية للمدنيين، وفي مثل هذه الأحوال تعني تدخل من مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة في إرسال قوات حفظ السلام، أو مراقبين عسكريين أيضًا، وهي أحد آليات حفظ السلام.

وأشار إلى أن إسرائيل سبق لها في عام ١٩٥٦ أن رفضت نشر قوة الطوارئ الدولية الأولى لمنظمة الأمم المتحدة المكلفة بالإشراف على انسحاب القوات التي اشتركت في العدوان الثلاثي على مصر "بريطانيا- فرنسا- إسرائيل".

وأكد سلامة أن إسرائيل لا تزال تسيطر على المعابر والحدود إلى قطاع غزة، كما تسيطر على الوقود والكهرباء داخل القطاع، فضلا عن السيطرة الجوية والبحرية على الإقليمين في الضفة والقطاع.

الجريدة الرسمية