نتقابل في "حضن مصر"
جميعنا تابعنا بدهشة ما أعلنه الزعيم السيسي برفضه اعتماد الموازنة العامة للدولة نظرا للعجز الكبير بها كما لم نستطع التحكم في ملامح الإعجاب عند إعلان الزعيم السيسي بتنازله عن نصف دخله الشهرى بل أيضا نصف أملاكه بما فيها الأملاك التي آلت إليه عن طريق والده.
وقد أشار الزعيم إلى ارتفاع الديون إلى تريليونى جنيه، وعند هذا الحد وجدتنى أبحث بلهفة عن تلابيب هذا الموضوع فاستخلصت من خلال بحثى أن عجز الموازنة العامة للدولة هو ببساطة الفارق بين إيرادات الدولة ومصروفاتها خلال عام مالى واحد ووجت أنه من جانبه.
ولم تقف حكومة المهندس إبراهيم محلب عاجزة مكتوفة الأيدى إزاء الطروف الراهنة وأمام كل ذلك ولكنها ناقشت الخطوط العريضة للموازنة العامة للعام ( 2014 \ 2015 ) وخفض العجز وتم الاتفاق على مبادئ وخطة للإصلاح الإدارى والخدمات التي يحصل عليها المواطن المصرى والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتوفير السلع الغذائية للمواطن المصرى خاصة تلك الضرورية منها وبكميات كبيرة بأسعار مخفضة تتناسب ودخل المواطن المصرى البسيط حيث إننا على أبواب شهر رمضان.
وعلى جانب آخر الوسائل التي اتخذتها الدولة للنهوض بالاقتصاد المصرى في المستقبل القريب عن طريق تنفيذ الحكومة لعدة برامج تضمن استكمال الإصلاح الاقتصادى عن طريق إدارة محفظة الأصول المملوكة للدولة بما يضمن عائدا مناسبا من استثمار هذه الأصول والعمل على وضع الخطط العاجلة لإصلاح الهيكل الإدارى للدولة وتحفيز الاستثمار لزيادة حجم الاستثمارات الخارجية وسرعة تنفيذ المشروعات الاستثمارية الكبيرة لتوفير فرص العمل للمواطنين.
ومن جانب آخر كانت الموازنة العامة المصرية قد سجلت خلال العام المالى الحالى ( 2014 \ 2015 ) عجزا هو 288 مليار جنيه ويعادل هذا العجز نحو 12 % من الناتج المحلى بينما كان العجز في الموازنة خلال الفترة ما بين ( يوليو- أبريل ) قد تراجع ليصل لـ ( 163.298) مليار جنيه وهو ما يعادل 8 % من الناتج المحلى الإجمالي مقابل (184.755) خلال نفس الفترة من العام السابق.
وهكذا نرى أننا كمصريين جميعنا على المحك فإما أن نساهم في تدارك الوضع الذي أقل ما يوصف به أنه وضع سيئ للغاية فيجب مثلا ألا يكون هناك مكان بيننا للمطالب الفئوية التي تعنى بكل ما تحمله الكلمة من معان دربا من دروب الجنون في واقعنا الحالى ونوع من اللا مبالاه التي تصل لحد الخيانة في وقت يجب علينا جميعا اقتطاع نسبة من دخولنا للتبرع للدولة.
أنا سأبدأ بنفسي وعلينا أن نتقابل جميعا "في حضن مصر".