السفير الشاذلى: حل أزمات دولتى السودان يصعب فى المناخ الحالى
استبعد "محمد الشاذلى"، سفير مصر السابق فى السودان، أن يكون النزاع على الحدود بين دولتى السودان سببًا للحرب فيما بينهما، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الخلافات على الحدود بين مصر والسودان، والسعودية والإمارات، والإمارات وسلطنة عمان، لكنها لا تؤدى إلى اشتعال حروب بينها.
وأكد الشاذلى لـ"فيتو" أن ما يزيد الأمر اشتعالًا بين دولتى شمال السودان وجنوبه هى حملات الكراهية التى تخرج من الإعلام وبعض السياسيين، والتذكرة المستمرة بنتائج الحرب، إضافة إلى الأصابع الخارجية التى تلعب وتعمل على تأجيج الأوضاع فيما بينهما، فهناك من لا يريد الاستقرار فى هذه المنطقة.
وأضاف: "كل هذا مع الجانب الاقتصادى الذى يعانى منه الطرفان، ورؤيتهم أن البترول طوق النجاة الوحيد لهما، إضافة إلى "عسكرة جنوب السودان"، فهناك ميليشيات فى الجنوب اعتادت أن تحيا من الحرب لمدة 50 عامًا، تشكل ضغطًا.
وإن الجيش فى جنوب السودان يبلغ قوامه ما بين 150: 200 ألف جندى، وهو عدد هائل بالنسبة للشعب فى جنوب السودان، ويأخذ مرتبات تستهلك 75% من ميزانية الدولة، حتى "تأمن الحكومة شرهم"، وتأمن ولاءهم، إضافة إلى الانقسامات الكبيرة فى الشمال، محذرا من أن كل هذه الأمور إذا لم يتم احتواؤها ستنذر بحرب فعلية بين البلدين.
وحول طرق احتوائها فى ظل توقف المفاوضات فيما بينهما بين الحين والآخر يقول: "النوايا غير خالصة فى المفاوضات، وهناك منتفعون، ودول جوار يهمها التوتر، كل هذا يجب مواجهته، وللأسف دول الجوار المؤثرة مثل مصر مشغولة بأوضاعها الداخلية، وليبيا تعانى انقساما شديدًا، وإثيوبيا لها أجندات، وأوغندا وكينيا لديهما أجنداتهما أيضا، فى حين أن إسرائيل تلعب بشدة فى المنطقة، ومن ثم فإن الصورة تؤكد على صعوبة الوضع، وعلى أن المناخ السياسى الحالى يصعب معه الحل".