حديث الشعراء عن الطعام والشراب في رمضان
سيطر شهر رمضان المبارك على أذهان كثير من الكتاب والمفكرين والفنانين والشعراء.. فتحدثوا عن استقباله مستبشرين بخبراته وفضائله ولأن ظاهر المعني في الصوم الامتناع عن الطعام والشراب فقد وضع الإسلام آداب ومعايير للطعام والشراب بما فيه من مكونات الإفطار والسحور وآدابه ومواعيده.
وقد تغني الشعراء بالأطعمة والأشربة التي تكثر في رمضان وأبدعوا في قصائدهم وأزجالهم.. إلا أن هؤلاء الشعراء اتخذوا الشهر الرمضاني من باب المفاكهة والمداعبة والتسلية وللسخرية من البخل أو الإسراف والبذخ فكثر شعر الأطعمة والأشربة خاصة في عصور الأيوبيين والمماليك والعثمانيين.
فنجد الشاعر أبو الحسين الجزار يتغزل في الكنافة والقطايف ويقول:
ومالي أري وجه الكنافة مغضبا.. ولولا رضاها لم أر رمضانها
عجبت لها من رقه كيف أظهرت.. وعلي جفا قد صد على جفاها
تري اتهمتني بالقطايف فاغتدت.. تصد اعتقادا أن قلبي خانها.
ولأن الصوم ينهي عن احتساء الخمر وكان أحمد شوقي يدمن الخمر فقال بعد انتهاء رمضان:
رمضان ولي هاتها ياساقي.. مشتاقة تسعي إلى مشتاق
ما كان أكثره على آلافها.. وأقله في طاعة الخلاق
الله غفار الذنوب جميعها.. واليوم من العيد بالإطلاق
وقد تحدث الشعراء عن أطعمة ارتبطت بالشهر الكريم مثل البلح والتمر والفول فقال الشاعر هاشم الرفاعي:
الفقر يملأ بالمذلة كأسي.. إني سأشهر في الوري إفلاس
الفول أكلي ما حييت وأنني.. متحرق شوقًا إلى القلقاس
ويقول الشاعر حسين على محمد في قصيدة تحت عنوان « عزومة في الآخرة»
دعاني إلى أكله فاخرة.. واخشي أن تؤدي إلى الآخرة
وإن الصيام يحب الحمام.. موائده أبدًا عامرة
لكن صديقي يحب السمين.. وهذي لنا صفقة خاسرة
فإن الدهون تغطي الصحون.. وتعي البطون مع الذاكرة
وتعليقا على مأدبة فطور أيضا حضرها الشاعر صابر عبد الدايم فقال:
شهر الصيام مع الكنافة شائق.. والفضل فضلك في المآثر سطرا
فمتي نري التفاح بين ربوعكم.. والجوز واللوز الذي قد قشرا
والفستق المقشور وهو غرامنا.. يا أيها الميمون يا فخر الوري
كما تحدث بعض الشعراء عن ضرورة الإقلال من الطعام في شهر الصيام فقال الشاعر العراقي معروف الرصافي:
لو أني استطعت صيام دهري.. لصمت فكان بدني الصيام
فإن وضح النهار طووا جياعًا.. وقد نهموا إذا اختلط الظلام
ودعا الشاعر السوداني أحمد على طه إلى الاعتدال في الطعام فقال:
دعوا الإسراف في أكل الفطور.. ولا تحسسوا بهتان وزور