رئيس التحرير
عصام كامل

الخونة ودماء الفلسطينيين


فور وقف إطلاق النار وإيقاف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة عام ٢٠٠٨ ذهبت إلى القطاع لتصدم عينيى مشاهد الدمار والخراب التي لحقت به.. رائحة القتل والدماء كانت تزكم الأنوف.. الكارثة كانت تنطق بها مئات المبانى والمنشآت المدمرة والمزارع التي تم حرقها والطرق التي تم تخريبها والمستشفيات والمدارس المهدمة.

غير أن ذلك كله كان ثمنًا باهظًا دفعه الفلسطينيون في غزة لمكاسب حققها الجميع.. الإسرائيليون كانوا هم أكبر الرابحين لأنهم تخلصوا من كثير مما كانت تملكه حماس من صواريخ.. وحماس أكدت سيطرتها على القطاع بشكل منفرد وأحرجت السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن وأحبطت محاولات التصالح الفلسطينى.. وأردوغان قدم نفسه وبلده تركيا بوصفه البطل الوحيد الذي يقدم حماية للعرب وهو دور ساعده فيما بعد لما كان يخطط له مع الإخوان والأمريكان لدعم صعود الإخوان إلى حكم مصر..

وقطر هي الأخرى نجحت في تجميل وجهها وإخفاء مساهماتها في التآمر الأمريكى على مصر وكل المنطقة.. أما الأمريكان فقد حصلوا على إضعاف مصر بعد وضعها في موقع المدافع عن نفسه ضد تطاول ممنهج عليها سياسيًا وإعلاميًا.

واليوم نشهد تكرارا لذات اللعبة الخبيثة من كل الأطراف.. أنهم يسعون لتحقيق ذات المكاسب.. التخلص مما لدى حماس من صواريخ مع استمرار سيطرتها على القطاع لتعطيل المصالحة الفلسطينية، ومساعدة أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية، ومساعدة قطر للخروج من الحصار الخليجى، ودعم الضغوط الأمريكية التي تمارس على الحكم المصرى الجديد باحراجه سياسيًا.. والثمن المدفوع هو دماء الفلسطينيين التى تسيل بغزارة الآن في غزة.
الجريدة الرسمية