رئيس التحرير
عصام كامل

عز الدين القسام «نسخة فلسطينية» من عمر المختار..سوري الجنسية.. تعلم في «الأزهر»..قاوم الفرنسيين في «دمشق»..دعم «ثورة ليبيا»..بريطانيا حاصرته بـ «الطائرات&#

عز الدين القسام
عز الدين القسام

إذا مات "المجاهد" انقطع عمله إلا من ثلاث، جهاد "جار " أو سلاح ينتفع به، أو كتائب صالحة تدعو له وتسير على نهجه.

تصاعد خلال الفترة الماضية، انتشار أنباء مقاومة "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، في مقاومتها للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وثار تساؤل كبير حول "شخصية" الاسم الذي تحمله هذه الكتائب، فمن يكون "القسام" الذي أحالت صواريخ كتائبه، حياة مواطني الاحتلال الاسرائيلي إلى لاجئين، وجعلت "الملاجئ" منازلهم؟


"عز الدين عبد القادر مصطفى يوسف محمد القسام"، هو الاسم الكامل لـ"حامل اسم الكتائب"، ولد وتوفى في نوفمبر، فكان مولده يوم 19 نوفمبر عام 1871، وتوفى في 20 نوفمبر 1935، من مواليد مدينة "الجبلة" في "اللاذقية" بسوريا.

ويحمل "القسام" لمصر حبًا خاصًا، ولما لا وهو خريج جامعة الأزهر الشريف، والذي تحكي كتب الثورة السورية عن لجوئه إلى بيع "الحلوى" في مصر لتدبير نفقات دراسته في الأزهر.

"القسام" مجاهد عربى، شارك في ثورة السوريين ضد الاحتلال الفرنسى عام 1920، وحاولت فرنسا شراؤه ورشوته بتولي القضاء فرفض حتى كان جزؤاه أن حكم عليه الديوان السوري العرفي بالإعدام، ومن سوريا انتقل للجهاد في ليبيا وقاد أول مظاهرة تأييد لليبيين في مقاومتهم للاحتلال الإيطالي، وكون سرية من 250 متطوعا، مهمتها جمع التبرعات لمجاهدي ليبيا.

وفى عام 1921 وصل الشيخ القسام إلى فلسطين، وصار إماما لمسجد الاستقلال بحيفا، ثم انضم إلى جمعية "الشبان المسلمين" حتى صار رئيسا لها عام 1926، وبدأ في التحضير والدعوة لمقاومة الاحتلال البريطاني.

ومن مواقفه الوطنية، أنه بعد تردد الأنباء عن نية اليهود لحرق مسجد الاستقلال بحيفا اقترح البعض طلب المساعدة من الإنجليز، إلا أن القسام رفض رفضا قاطعًا وقال: "دمنا هو الذي يحمي المسلمين ويحمي مساجد المسلمين وليست دماء المحتلين".

وكان دائما ما يردد في خطبه موجها حديثه للفلسطينيين: "هل أنتم مؤمنون؟ ويجيب نفسه لا ثم يقول للناس إن كنتم مؤمنين فلا يقعدنّ أحد منكم بلا سلاح وجهاد".

ويعرف "التاريخ" جيدًا، ثورته التي عرفت باسم "ثورة القسام"، والتي بدأت بعد قيامه بتنظيم مجموعاته العسكرية والتي كان يبلغ عدد أفرادها 200 شخص في حلقات سرية، وكانت كل حلقة تتكون من خمسة مقاومين يرأسها نقيب للقيادة والتوجيه، وبمرور الوقت زاد أنصار القسام حتى بلغ عددهم 800 مقاتل وبذلك زاد عدد أفراد المقاومة لتضم كل واحدة 9 مقاتلين.

بعدها وتحديدا في 15 نوفمبر 1935 كشفت القوات البريطانية أمر القسام، فتحصن الشيخ عز الدين هو و15 فردًا من أتباعه بقرية الشيخ زايد، فلحقت به القوات البريطانية بعدها بأربعة أيام، فطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلًا، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين.

وأدى ذلك إلى استشهاد "الشيخ المجاهد" ومعه اثنان من المقاتلين في معركة "يعبد"، حيث قامت القوات الإنجليزية بحصار عز الدين القسام ومجموعة المقاومين التي كان يقودها واستخدم الانتداب البريطانى قوات كبيرة معها الطائرات والمدافع للإيقاع به، واكتشفت قوات الانتداب البريطانى عند نهاية المعركة، مع الشيخ المجاهد، بملابسه الدينية وعمامته الأزهرية مصحفًا ومسدسا كبيرا وأربعة عشر جنيهًا.

وأطلق على القسام بعد استشهاده لقب أمير المجاهدين الفلسطينيين، وأطلق اسمه على مدرسة وشارع في مدينة جبلة مسقط رأسه.

الجريدة الرسمية